المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هنا مر هولاكو


أوتار ممزقة
12-03-2012, 09:46 AM
http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb13315339881.jpg



قُرَةُ عَيْنِيْ , وَدِمَاؤُكَ تَخْضُبُ بِيَدَيّا ..

وَيَدَيْكَ تُكَبِلُنِيْ كَمَدَاً , تَتْرُكُنِيْ نَسْيَاً مَنْسِيَا ..

وَلْيُخَالِطُنِيْ مَثْعُوْبُكَ , فِيْ مَذْهُوْلِ ذُهُوْلِيْ

يَسْقِيْنِيْ المَأْسَاةَ المَكْظُوَمَةَ حُزْنَاً وَبُكِيّا ..

يَارُوْحِيْ , أَنْتَ تَتَوَهَمُ بُلُوْغَ العَالِمِ الآخَرِ ,

تَتَمَثّلُ شُحُوْبَ المَوْتْ , وَالدَّمُ لَيْسَ حَقِيْقِيّا .. !

عَيْنَيْكَ تُوْمِئُ صَامِتَةً بِتَهْوِيْنِ فَجِيْعَتِيْ ,

بِاللهِ عَلَيْكَ لاتَمُتْ , وَتَذَرْنِيْ قَهْرَاً أَبَدِيّا ..

أَحَقِيْقُ أَنْتَ تَنْعُسُ نَحْوَ المَوْتْ ؟

وَيَزُوْرُ جُفُوُنُكَ سِنَةُ الرَّحِيْلْ ؟

وَتَرَى فِيْ الأَعْلَى وَعْدَاً مَأْتِيّا ؟

أَبُنَيَّ , قَلْبِيْ يَنْتَفِضُ مِنْ كَفَنِ التَّصْدِيْقِ ,

وَيَرْتَدِيْ مَفْؤُوْدَ الذِّكْرَى , أَبُنَيَّ ..

انْبِضْنِيْ فِيْ آخِرِ دَقّاتِكَ

تَمَسّكْ فِيْ الوَدَاعِ بَعُبَابِ أحْزَانِ وِشَاحِيْ

سَافِرْنِيْ الصُّوْرَةَ الأَخِيْرَةَ

تَنَفَّسْنِيْ فِيْ طَهَارَتِكَ المُوَلِّيَةُ شَطْرَ الجَنَةِ

وَاصْعَدْنِيْ إِلَى هُنَاكَ آخِرُ صُوَرِ الرَّحْمَةِ ,

يَا قَانِ الحُمْرَةِ مِنْ وَلَدِيْ

ارّجَعْ لِعُرُوْقِ الشِّرْيَانِ ..

يَابِزْةَ بُؤْسٍ حَمْرَاءٍ

أَنْتِ الطِيَرَةُ للإَحْزَانِ ..

خُذْنِيْ لِلدَّارِ الأُخْرَى , أَوْ أُسْكُبْ رُوْحِيْ فِيْك

أَتَفَطَّرُ جَزَعَاً , بَثّاً , وَ أَمَوْتُ نُوَاحَاً تُرَحِيّا ,

اصْطَرِخُ عَذَابَاً دَهْرِيَّا ..

بِمُبَادِ الأَرْضِ السُّوْرِيّةْ

أَتَغَلْغَلُ عُمْقَاً قَهْرّيّا ..

فِيْ حِمْصَ الأَرْضُ المَنْسِيّة ..


** أُقْسِمُ أَنَّ بَعْضَهُمْ لَمْ يَقْرَأَ حِمَصَ إِلّاَ فِيْ قَائِمَةِ الطَّعَامِ .. !

***

أُمّْيْ , ضُمِيْنِيْ , شُمِيْنِيْ

وَخُذُيْ الصُوْرَةَ لِلأَيّامِ

وَالعَالَمُ قَتَّلَنِيْ صَمْتَاً , وَالعَالِمُ تُثْقِلُهُ الأَحْلَام

اسْتَنِدِيْنِيْ الأَمَلَ إلَى الحُرّيَةِ ,

أَنْ تَمْضِيْ بَسَلَامٍ ,

المَوْتُ سَبِيْلٌ حَتْمِيٌ , لِلْمُنْتَفِضِ الثَّائِرِ ,

وَكذَا , للضَّارِبِ فِيْ الأَنْغَامِ ..

المَسْتَقْسِمُ , باسْتِنْجَادِ الأَزْلَامِ ..

لَكِنَّهُمْ : فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ , واللهُ اشْتَرَى ..

وَفِيْ أَرْضِيْ : يُقْتَلُوْنَ فَقَطْ ..

وَالله النَصِيْرُ المُشْتَكَى ..

***

أَنَسِيْتِيْ ؟

*مَنْحُوْتُ كَلَامِ أَبِيْ فِيْ عَقْلِيْ البَاطِنْ ،

أَطْيَافُ الإِسْتِشْهَادِ ، وَحَيَّ عَلى الجِهَادِ

وَالأَنَاشِيْدُ المَمَنُوْعَةُ ..

التّوْبَةُ وَالأَنْفَالُ : وَالسُّوَرُ السِرّيّةُ التِّلَاوَةِ ..

وَأَشْيَاءُ مِمّا كَانَ يَحْلُمُ بِهَا عُمَرُ وَهَوَ فِيْ المَدِيْنَةِ ..

أَتَبَعْثَرُ مِنْ هَدْأَةِ الذّلِ المُسْتَطِيْرْ ،

لَمَّا يَسْكُنُنِيْ ظِلَالُ النَّجْمِ القُطْبِيِ لِلْقُرْانِ ..

وَأُمُوْرٌ لَاَ تَبْدُوْ إِلّاَ فِيْ مَعَامِعِ المَوْتِ مِنْ شُرُفَاتِ المَظْلُوْمِيْنَ ..

وَقُيُوْدُ أَخِيْ تَرْسُفُ فِيْ الأَسْرِ الذَّلِيْلِ وَفِيْ الخُنُوْعِ البَعْثِيْ ،

كَلِمَتُكِ المَعُهُوْدَةُ لأَبِيْ : نُمْ بَسَلاَمٍ يَاحَبِيْبِيْ ،

حَتّى اسْتَفَاقَ عَلى النَوْمِ البَرّزَخِيْ

وَعَصَرَتْ جُمْجَمَتَهُ القَذَيْفَةُ فِيْ العَصْرِ عَصْرْ .

وَبُيُوْتُنَا الوَاهِبَةُ للصَّوَارِيْخِ تَدْمِيْرَها بِحَفَاوَةِ الكِرَامِ ,

فَأكَرْمِيْ الأَسَدَ بِعَرِيْنٍ مِنْ إِنْجَابٍ , وَأَسْكِنِيْهِ الكَرَاهِيَة ..

وَعَائِلَةُ الجِيْرَانِ فِيْ مَسْلَخِ الخَنَازِيْرِ ..

صَرَخَاتُ أُخْتِيْ عِنْدَ البَابِ ،

فَزَعٌ يَمُرُّ فِيْ حَلْقِيْ مَعَ سَعُوْطِ قَطَراتِ النّدَى الأَسْوَدِ مِنَ القَصْفْ ..

كَابُوْسٌ يَخْتَرِقُ الغَضَبَ الحَلِيْم ..

حَتّى كَرِهْتُ فِيْ حَيَاتِيْ النِظَامَ

مِنْ اسْمِ النِّظَامِ ..

الحُرّيَةُ الّتِيْ لاَ يُرِيْدُوْنَهَا إلّاَ فِيْ اليَسَارِ السِيَاسِيْ وَالأَخْلِاقِيْ ..

عَلَمُ النِّظَامِ الّذِيْ يُرَفْرِفُ بِحُرِّيَةٍ مُغْتَصَبَةٍ مِنْ بَرَاءةَ السَّمَاءِ ،

الطُّغْمَةُ الّتِيْ تَقْتُلُ وَتَنْهَبُ بِحْرِّيَةِ اليَهُوْدِ ،

وَالحُرّيَاتُ المَسْرُوْقَةُ مِنْ قُبَلَاتِ النّوْرِ لِلثَّوْرَةِ ..

فَاسْتَوْجَبَ الحَقُ الرّيَادَةَ ..

وَالشّهَادَة َ..



***
أُمّيْ ،

إِلَى عَيْنَيْكِ , تُشْخِصُ رُوْحِيْ بَارِئَةُ ,

مُسْلِمَةٌ إِيّاكِ الحُرّيَة ,

قَرّبِيْنِيْ مِنْ مَدْفَنِ خَالِدِ بِن الوَلَيْد ..

فَالأَسْمَاءُ الخَالِدَةُ تُفْزَعُ هُوْلَاكُوْ ..

اسْتَتِرِيْ بِدُخَانِ الحَرْبِ , عِنْدَ مَقْبَرَتِنَا الجَمَاعِيّة

لَمْلِمِيْ مُتَضَمَّخَ أَشْلَاءِ بُؤْسَكِ , وَبَقَايَا أَعْضَاءِ أَبِيْ

وَرُشّيْء المَاءَ , وَتَلَقَفِيْ مَا تَيَسّرَ مِنْ أَنِيْنْ .. !



محمد الراعى