EMAD321
28-04-2008, 12:31 AM
قبل ما يقرب على 20 عاما من اليوم، كشف النقاب عن طائرة مقاتلة قاذفة قادرة على التخفي عن اجهزة الرادار دون ان تتمكن من رصدها، في اول الامر ظن العامة من الناس ان الطائرة المزعومة هي من وحي الخيال، وانه لا يمكن رؤيتها، لكن على ارض الواقع، كانت الطائرة والتي عرفت في اول الامر بالرمز F-19 اول جيل من اجيال الطائرات القتالية الخفية عن الرادار والقادرة على التسلل بأعتى الدفاعات الجوية واختراقها وضرب مواقع واهداف حساسة للعدو من دون ان يعلم بوجودها ولا من اين اتت، ولعل ابرز دور لها كان إبان حرب تحرير الكويت من احتلال النظام البعثي بالعراق عام 1991. واليوم يودع هذا الجيل الأول من طائرات الخفاء الاجواء بعد دور فعال وكبير في مفهوم الحرب الجوية الحديث.،
إن الذي دفعني لتخصيص موضوع هذا الاسبوع للتحدث عن طائرة الشبح كما يتداول بين الناس لقبها هذا، هو لما تمثله هذه الطائرة من تكنولوجيا وتطور وثورة بحد ذاتها غيرت من مفاهيم الحرب الجوية والقدرات العسكرية؛ لقد كانت بالفعل احد ابرز الآليات الجوية في تاريخ الطيران في القرن الاول له، ومفتاحا لابعاد جديدة من التفوق الجوي والتطور معا واجيال جديدة من فئات اكثر قدرة على التخفي عن الرادارات وانظمة الدفاع الجوي العتيدة والمنتشرة في معظم بقاع العالم، ولقد كانت الطائرة الخفية F-117A (الشبح) عاملا فعالا في حسم حرب تحرير الكويت عام 1991 ولعبت دورا هاما في حروب اخرى بعد ذلك.
عنصر الخفاء
أضحى مفهوم الخفاء امرا ملحا بالنسبة الى المخططين في سلاح الجو الاميركي، وخصوصا بعد ان بينت حرب 1973 التي دارت بين العرب واسرائيل مدى فتك انظمة الدفاع الجوي الصاروخية وراداراتها التي ازدادت تطورا بالطائرات المقاتلة، والحقيقة ان تاريخ تصميم طائرة غير قابلة للكشف تعود الى حقبة الحرب العالمية الثانية، الا انه في عام 1983 اعتبر بداية تلك التقنية واستخداماتها بصورة رسمية، وفي عام 1989 نشر سلاح الجو الاميركي صورا فنية لشكل قاذفة غير واضحة تعود للمقاتلة الخفية F-117A، الجيل الاول من الطائرات الخفية، ليتعرف العالم بعدها بصورة اكثر على تقنية الخفاء المستخدمة في الطائرات.
المواد الماصة للرادار
تعتمد تقنية الخفاء بالطائرة F-117A «الشبح» او ما تلقب به فعليا NIGHT HAWK اي صقر الليل ؛ على مبدأين اثنين؛ الاول يطلق عليه FACTED CONSTRUCTION اي البناء ذو التسطح الاشبه بسطوح الالماس؛ والآخر يدعى مبدأ المواد الماصة للاشعاع الراداري او "RADAR ABSORBENT MATERIAL (اختصارا - رام ـــ RAM). ان استخدام الدهان الماص للاشعاع الراداري ليس بفكرة وليدة اليوم، فقد سبق لسلاح الجو الالماني في عهد هتلر ان اجرى تجارب لم تصب نجاحا كبيرا آنذاك على دهانات لجعل الطائرات المغيرة غير مرئية راداريا كما ان تلك المادة تم استخدامها في مناظير الغواصات الالمانية النازية للحؤول دون تمكن الرادارات البريطانية من كشفها عند صعودها الى سطح الماء وقد ظهرت اولى المواد الماصة للرادار الى العلن لاول مرة في عام 1982 عندما تقدمت السفارة الاميركية في طوكيو باليابان بطلب غريب من شركة TDK اليابانية وكذلك الأخرى NEC الشهيرتين بصنع المعدات الالكترونية وهو شراء صفيحة دهان تبين في ما بعد انها طورت لوقف رشح وتسريب الافران المنزلية العاملة بالموجات الصغرية المايكروويف MICROWAVES وهي تحتوي على صفائح مصنوعة من حبات او قشور لاكاسيد الحديد وكانت تلك العينة لها اهمية بالغة بالنسبة للباحثين الاميركيين الذين كانوا يجرون ابحاثا حول صنع دهانات واغلفة ماصة للاشعاع الراداري واستخدامها في الطائرات لكنهم بعد ذلك اعتمدوا على مادة اخرى اخف وزنا واكثر فعالية وتم استخدامها في طائرة الشبح.
تاريخ الشبح
بدأ مشروع انتاج الشبح بطائرتين نموذجيتين سميتا هاف بلو ـــ HAVE BLUE عبر الشركة الرائدة في صنع الطائرات غير المألوفة وهي «لوكهيد» خلال عامي 1976ـــ1977، لترى الشبح النور في العام 1981 في اول اقلاع تجريبي لها، وقد انكر سلاح الجو الاميركي وجود هذه الطائرة لمدة 7 سنوات متواصلة منذ دخولها بداية مشروعها ونجح في ذلك بالفعل، حتى كشف النقاب عنها رسميا في العام 1988 خلال مؤتمر صحفي، لتقوم بعد ذلك في 1989 بأول مهمة قتالية لها عندما ألقت قنابل على محطات للرادار في بناما.
عاصفة الصحراء وما بعدها
لعل أبرز حدث اكتسبت به طائرة الشبح شعبيتها الحالية هي خلال دورها الفعال في تدمير اهداف حساسة واخرى صعبة الاختراق اثناء حرب عاصفة الصحراء عام 1991، فقد قامت بأكثر من 1300 مهمة قتالية دمرت خلالها اكثر من 1600 هدف معاد حساس، حتى تبين ان هذه الطائرة بالفعل قادرة على اختراق اعتى انظمة الدفاع الجوي قدرة في العالم؛ لكن ذلك لم يستمر حينما اسقطت طائرة واحدة فقط والوحيدة فوق كوسوفو من قبل القوات الصربية خلال العام 1999 والتي يعزى سبب اسقاطها الى ضربة حظ محكمة من قبل وحدة دفاع جوي صربية اعتمدت على انظمة كهروبصربة في رصدها حيث لا يمكن لموجات الرادار ذلك ابدا، ومع ذلك اكملت الشبح مهامها خلال تلك الحرب بنجاح، وشاركت في البدء بحرب غزو العراق عام 2003 وكانت السباقة في افتتاح القصف.
نهاية خدمة
قرر سلاح الجو الأميركي احالة المقاتلة الخفية «الشبح» الى التقاعد في العام 2007 لكنه عاد وعدل عن ذلك بسبب تأخر دخول بعض المقاتلات الجديدة من طراز الرابتور F-22 المتفوقة من الجيل الخامس الى الخدمة، واجل ذلك ليكون في 21 من شهر ابريل الحالي من هذا العام، بعد مسيرة من التميز والعطاء لمدة 27 عاما فقدت خلالها 7 طائرات نتيجة بعض الحوادث واخرى تفككت في الجو واخرى اسقطت كما ذكرنا سالفا بعد ان تم انتاج 59 طائرة منها فقط بسبب كلفتها العالية حيث كلف مشروع انتاجها 6 ملياراتدولار؛ لتنتهي معها صفحة الجيل الاول من طائرات الخفاء القتالية وتبدأ معها صفحات جديدة من طائرات قتالية اكثر خفاء وتطورا، ولتظل F-117 الشبح الملهمة لها ورمزاتاريخيا بارزا في عالم الطيران.
المواصفات الفنية للطائرة الشبح - F-117A
• النوع: مقاتلة قاذفة ذات مقعد واحد ذات قدرة على التخفي عن الرادارات
• بلد المنشأ: الولايات المتحدة الاميركية - صنع شركة لوكهيد مارتن
• المحرك: 2 من نوع جنرال الكتريك F404-GE-F1D2 من دون معززات الدفع (الحارق اللاحق)
• التسليح: 2،5 طن من حمولة التسليح وهي عادة قنبلتان موجهتان بالليزر او بالاقمار الصناعية من نوع JDAM
• السرعة القصوى: 1 ماخ او 1040 كلم ـــ س
• اقصى مدى: 1050 كلم بأقصى حمولة من الاسلحة
• اقصى وزن للإقلاع: 24 طنا تقريبا
• الطول: 20 مترا تقريبا
• العرض: 13 مترا تقريبا
• الارتفاع: 3،78 أمتار
http://air.flyingway.com/up/2009/5ilkrn0d6s1uwl5x2sp5.jpg
إعداد: علي محمد الهاشم
إن الذي دفعني لتخصيص موضوع هذا الاسبوع للتحدث عن طائرة الشبح كما يتداول بين الناس لقبها هذا، هو لما تمثله هذه الطائرة من تكنولوجيا وتطور وثورة بحد ذاتها غيرت من مفاهيم الحرب الجوية والقدرات العسكرية؛ لقد كانت بالفعل احد ابرز الآليات الجوية في تاريخ الطيران في القرن الاول له، ومفتاحا لابعاد جديدة من التفوق الجوي والتطور معا واجيال جديدة من فئات اكثر قدرة على التخفي عن الرادارات وانظمة الدفاع الجوي العتيدة والمنتشرة في معظم بقاع العالم، ولقد كانت الطائرة الخفية F-117A (الشبح) عاملا فعالا في حسم حرب تحرير الكويت عام 1991 ولعبت دورا هاما في حروب اخرى بعد ذلك.
عنصر الخفاء
أضحى مفهوم الخفاء امرا ملحا بالنسبة الى المخططين في سلاح الجو الاميركي، وخصوصا بعد ان بينت حرب 1973 التي دارت بين العرب واسرائيل مدى فتك انظمة الدفاع الجوي الصاروخية وراداراتها التي ازدادت تطورا بالطائرات المقاتلة، والحقيقة ان تاريخ تصميم طائرة غير قابلة للكشف تعود الى حقبة الحرب العالمية الثانية، الا انه في عام 1983 اعتبر بداية تلك التقنية واستخداماتها بصورة رسمية، وفي عام 1989 نشر سلاح الجو الاميركي صورا فنية لشكل قاذفة غير واضحة تعود للمقاتلة الخفية F-117A، الجيل الاول من الطائرات الخفية، ليتعرف العالم بعدها بصورة اكثر على تقنية الخفاء المستخدمة في الطائرات.
المواد الماصة للرادار
تعتمد تقنية الخفاء بالطائرة F-117A «الشبح» او ما تلقب به فعليا NIGHT HAWK اي صقر الليل ؛ على مبدأين اثنين؛ الاول يطلق عليه FACTED CONSTRUCTION اي البناء ذو التسطح الاشبه بسطوح الالماس؛ والآخر يدعى مبدأ المواد الماصة للاشعاع الراداري او "RADAR ABSORBENT MATERIAL (اختصارا - رام ـــ RAM). ان استخدام الدهان الماص للاشعاع الراداري ليس بفكرة وليدة اليوم، فقد سبق لسلاح الجو الالماني في عهد هتلر ان اجرى تجارب لم تصب نجاحا كبيرا آنذاك على دهانات لجعل الطائرات المغيرة غير مرئية راداريا كما ان تلك المادة تم استخدامها في مناظير الغواصات الالمانية النازية للحؤول دون تمكن الرادارات البريطانية من كشفها عند صعودها الى سطح الماء وقد ظهرت اولى المواد الماصة للرادار الى العلن لاول مرة في عام 1982 عندما تقدمت السفارة الاميركية في طوكيو باليابان بطلب غريب من شركة TDK اليابانية وكذلك الأخرى NEC الشهيرتين بصنع المعدات الالكترونية وهو شراء صفيحة دهان تبين في ما بعد انها طورت لوقف رشح وتسريب الافران المنزلية العاملة بالموجات الصغرية المايكروويف MICROWAVES وهي تحتوي على صفائح مصنوعة من حبات او قشور لاكاسيد الحديد وكانت تلك العينة لها اهمية بالغة بالنسبة للباحثين الاميركيين الذين كانوا يجرون ابحاثا حول صنع دهانات واغلفة ماصة للاشعاع الراداري واستخدامها في الطائرات لكنهم بعد ذلك اعتمدوا على مادة اخرى اخف وزنا واكثر فعالية وتم استخدامها في طائرة الشبح.
تاريخ الشبح
بدأ مشروع انتاج الشبح بطائرتين نموذجيتين سميتا هاف بلو ـــ HAVE BLUE عبر الشركة الرائدة في صنع الطائرات غير المألوفة وهي «لوكهيد» خلال عامي 1976ـــ1977، لترى الشبح النور في العام 1981 في اول اقلاع تجريبي لها، وقد انكر سلاح الجو الاميركي وجود هذه الطائرة لمدة 7 سنوات متواصلة منذ دخولها بداية مشروعها ونجح في ذلك بالفعل، حتى كشف النقاب عنها رسميا في العام 1988 خلال مؤتمر صحفي، لتقوم بعد ذلك في 1989 بأول مهمة قتالية لها عندما ألقت قنابل على محطات للرادار في بناما.
عاصفة الصحراء وما بعدها
لعل أبرز حدث اكتسبت به طائرة الشبح شعبيتها الحالية هي خلال دورها الفعال في تدمير اهداف حساسة واخرى صعبة الاختراق اثناء حرب عاصفة الصحراء عام 1991، فقد قامت بأكثر من 1300 مهمة قتالية دمرت خلالها اكثر من 1600 هدف معاد حساس، حتى تبين ان هذه الطائرة بالفعل قادرة على اختراق اعتى انظمة الدفاع الجوي قدرة في العالم؛ لكن ذلك لم يستمر حينما اسقطت طائرة واحدة فقط والوحيدة فوق كوسوفو من قبل القوات الصربية خلال العام 1999 والتي يعزى سبب اسقاطها الى ضربة حظ محكمة من قبل وحدة دفاع جوي صربية اعتمدت على انظمة كهروبصربة في رصدها حيث لا يمكن لموجات الرادار ذلك ابدا، ومع ذلك اكملت الشبح مهامها خلال تلك الحرب بنجاح، وشاركت في البدء بحرب غزو العراق عام 2003 وكانت السباقة في افتتاح القصف.
نهاية خدمة
قرر سلاح الجو الأميركي احالة المقاتلة الخفية «الشبح» الى التقاعد في العام 2007 لكنه عاد وعدل عن ذلك بسبب تأخر دخول بعض المقاتلات الجديدة من طراز الرابتور F-22 المتفوقة من الجيل الخامس الى الخدمة، واجل ذلك ليكون في 21 من شهر ابريل الحالي من هذا العام، بعد مسيرة من التميز والعطاء لمدة 27 عاما فقدت خلالها 7 طائرات نتيجة بعض الحوادث واخرى تفككت في الجو واخرى اسقطت كما ذكرنا سالفا بعد ان تم انتاج 59 طائرة منها فقط بسبب كلفتها العالية حيث كلف مشروع انتاجها 6 ملياراتدولار؛ لتنتهي معها صفحة الجيل الاول من طائرات الخفاء القتالية وتبدأ معها صفحات جديدة من طائرات قتالية اكثر خفاء وتطورا، ولتظل F-117 الشبح الملهمة لها ورمزاتاريخيا بارزا في عالم الطيران.
المواصفات الفنية للطائرة الشبح - F-117A
• النوع: مقاتلة قاذفة ذات مقعد واحد ذات قدرة على التخفي عن الرادارات
• بلد المنشأ: الولايات المتحدة الاميركية - صنع شركة لوكهيد مارتن
• المحرك: 2 من نوع جنرال الكتريك F404-GE-F1D2 من دون معززات الدفع (الحارق اللاحق)
• التسليح: 2،5 طن من حمولة التسليح وهي عادة قنبلتان موجهتان بالليزر او بالاقمار الصناعية من نوع JDAM
• السرعة القصوى: 1 ماخ او 1040 كلم ـــ س
• اقصى مدى: 1050 كلم بأقصى حمولة من الاسلحة
• اقصى وزن للإقلاع: 24 طنا تقريبا
• الطول: 20 مترا تقريبا
• العرض: 13 مترا تقريبا
• الارتفاع: 3،78 أمتار
http://air.flyingway.com/up/2009/5ilkrn0d6s1uwl5x2sp5.jpg
إعداد: علي محمد الهاشم