:: Flying Way :: - الخطوط السعودية والخطر الدائم

الخطوط السعودية والخطر الداهم

د. سعد الاحمد

فيما أعلنت الخطوط السعودية عن فوزها بجائزة عالمية في السلامة التشغيلية، شهدت طائراتها مجموعة من الحوادث في فترة الصيف التي انقضت للتو. الخطوط السعودية والتي تأخر مشروع تخصيصها سنوات عن الموعد المحدد، تعاني من خلل كبير يتمثل بعدم كفاية وملائمة أسطولها الحالي لشبكة رحلاتها المحلية والدولية ومقدار كثافة تلك الشبكة من المسافرين. في موسم السفر والعطلات لهذه السنة ظهرت نتائج إجهاد طائرات الأسطول المحدودة التي عليها عبء تلبية حجوزات مسافري الداخل والخارج، فسمعنا عن احتراق محركات وإلغاء رحلات وتبديل طائرات. حجم سوق السفر الجوي المحلي والدولي في المملكة أصبح أكبر من الطاقة التشغيلية للخطوط السعودية ومع ذلك فلا توجد لديها أي خطة معلنة عن سياستها المستقبلية لإدارة الأسطول. فالخطوط السعودية تعاني من أعداد كبيرة من الطائرات المتقادمة (Aging Aircraft) تشكل نسبة كبيرة من حجم الأسطول الحالي، وهي بالإضافة إلى عالتها الاقتصادية والتشغيلية تمثل خطرا مستقبليا خاصة بعد تعدد حوادث الطائرات المتقادمة مؤخرا. الخطر الداهم الذي هو محور هذا المقال لا يتعلق بالسلامة فقط بل بمستقبل سوق الخطوط السعودية - أو لنقل سوق السفر الجوي السعودي - في ظل عدم وجود خطة توسعية لناقلنا الوطني. فالخطوط القطرية والإماراتية لديها طلبات ضخمة من الطائرات الجديدة مثل بوينج 787 وايرباص 380 و ايرباص 350. الخطوط القطرية أصبحت تسير على خطى طيران الإمارات كي يكون مطار الدوحة هو الآخر مطارا رئيسا يتجمع فيه مسافرو المنطقة إلى وجهات دولية بعيدة شرقا وغربا شمالا وجنوبا. صناعة النقل الجوي العالمي تشهد ازدهارا كبيرا من آثاره الطلب الكبير على الطائرات الجديدة وبمواعيد تسليم تصل إلى عام 2010م. تكون وقتها معظم طائرات الخطوط السعودية قد وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي دون طلبات تجديد للأسطول. وفي ذلك الوقت ستصبح مطاراتنا الدولية الثلاثة مطارات إقليمية مغذية لمطاري الدوحة ودبي الدوليين. يأتي هذا - وللأسف الشديد - في وقت تشبعت فيه الشركات المساهمة من طوفان أموال المواطنين العطشى للاستثمار وطفحها إلى مشاريع في دبي وبيروت والقاهرة، بينما صناعة النقل الجوي لدينا لا تزال أسيرة الاحتكار المقنع وبيروقراطية الجهات المعنية.

المصدر \ جريدة الرياض