:: Flying Way :: - عالم الطيران في عرس

إيرباص وبوينغ تطلقان طائرتين جديدتين إلى الجو

الميغ تحتفل ببلوغها 70 عاما بطائرة محدثة

عالم الطيران في عرس

https://air.flyingway.com/up/jan/f8dfcfc9e3.jpg

«لما كان لهذا الاسبوع من احداث حافلة، وانجازات مشهودة، ارتأينا ان نبرز بعضا من تلك الاحداث والمناسبات الهامة للقارئ على شكل اشبه بسرد لمعرض من معارض الطيران الحافل بالعديد من الاحداث الهامة التي تخص مجال الطيران وعالم الجو. لقد تمكنت ايرباص من تحقيق موقع لها في المجال العسكري من خلال نموذجها من طائرة النقل العسكريةA400، بينما نجحت بوينغ اخيرا في تحقيق الحلم وترجمته الى ارض الواقع من خلال التحليق الاول لطائرتها بوينغ 787 دريملاينر، وقريبا ستتوج انجازاتها بتحليق طائرتها الاسطورة بوينغ 747-8 العابرة للقارات النموذج المخصص للشحن، في حين هناك جعبة من الاخبار المثيرة لعالم الطيران المثير».

أبرز الأحداث لهذا الأسبوع الحافل بأخبار الطيران، هو نجاح تحليق طائرة بوينغ 787 العالية الكفاءة بعد تأخير دام عامين كاملين، لكن كل هذا تم نسيانه فور نجاح هذه الطائرة المثيرة التي فاقت مبيعاتها حتى الآن 840 طائرة إلى الجو محدثة ضجة أكبر من تلك التي أحدثتها حين تم الإعلان عن إطلاق مشروعها للمرة الأولى في عام 2003، حينما أعلنت «بوينغ» انها ستصنع 787 من المواد المركبة بالكامل مستعيضة عن المعادن إلى الأبد. وتعتبر هذه الطائرة أول نموذج جديد تصنعه الشركة بعد البوينغ 777 منذ عام 1994، أي بعد 15 عاماً لم تقدم فيها «بوينغ» نموذجاً جديداً عدا النماذج المطورة فقط لطائرات سبق ان صنعتها، لكن ماذا تخفي طائرة بوينغ 787 في طياتها لتحظى بكل هذا الاهتمام؟

الطائرة الاقتصادية الفائقة

تعود فكرة طائرة بوينغ 787 والملقبة بـ«الحلم» إلى أكثر من ثلاثة عقود، حينما قامت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا - NASA) بإيعاز من الحكومة الأميركية في عام 1975 بعمل دراسة وخطة للتنفيذ الفوري لبرنامج وضع تصميما لطائرة ركاب عالية الكفاءة وقليلة الاستهلاك للطاقة بما يعرف ببرنامج Aircraft Energy Efficiency، ACEE. الخطة تشتمل على دراسة جدوى لتطوير 5 عناصر تكنولوجية تدخل في تحسين ورفع كفاءة الطائرة دون الصوتية Subsonic فقط والذي انقسم إلى شقين:

الشق الأول يتعلق بالتحسينات الخاصة ببدن الطائرة:
- التحسينات الايروديناميكية.
- المواد المركبة.
- أنظمة السيطرة على الطائرة.
الشق الثاني ويتعلق بالتحسينات الخاصة بمحركات الطائرة النفاثة:
- تحسين المحركات التوربوفان الموجودة في الخدمة.
- تطوير محركات توربوفان أكثر كفاءة وقدرة.

التحسينات الايروديناميكية
من التحسينات الايروديناميكية التي تجرى على الطائرة تلك، زيادة النسبة الباعية للجناح أو High aspect - rotia، إضافة إلى الجنيحات الطرفية Winglets وهو مد الجناح وزيادة طوله مع إضافة أطراف أشبه بالجنيحات المائلة، وهذا الإجراء يسمح بتقليل استهلاك الوقود من خلال تحسين قوة الرفع على الجناح والاستفادة من انسيابية الهواء على الجناح بصورة أكثر كفاءة، ويمكن الحصول على استهلاك للوقود أقل بنسبة تصل من 6 إلى 10% بواسطة ذلك الإجراء أما الإجراء الثاني الذي يمكن عمله لرفع كفاءة الجناح هو استخدام تصميم الجناح الحرج أو Supercritical wing وهو التحكم في تحدب الجناح والتوائه، بحيث يقوم بالتحكم بالسرعة للهواء والمنساب على الجناح خصوصا عند الاطراف الخلفية له، ويضيف هذا نسبة استهلاك اقل للوقود تصل إلى 3%، أما الاجراء الاخير على الجناح فهو التحكم في انسيابية الهواء نفسها على سطح الجناح وهو ما يعرف بـ Laminar Flow Control وهو ما يعطي خفضا في نسبة استهلاك الوقود بنسبة عالية تصل إلى 23%.

استخدام المواد المركبة
ان استخدام بدائل المعادن أو المواد المركبة (اللدائن) ــ البلاستيكية COMPOSITES يحدث خفضا كبيرا في استهلاك الوقود يقدر بـ 32%، خصوصا عندما يكون بدن الطائرة كله مصنوعا من المواد المركبة تلك، فإن الخفض في استهلاك الوقود سيكون كبيرا جدا، وفي السابق لم يكن ذلك ممكنا سوى استخدام اجزاء من بدن الطائرة كالدفة الرأسية Vertical Fin وأجزاء من الجناح والجنيحات وبعض الطبقات الداخلية والأنف، لكن هذا بات في السابق حيث لم تكن الامكانات التكنولوجية متوافرة لصنع بدن كامل من المواد المركبة، لكن مع البوينغ 787 أمكن ذلك لتكون أول طائرة تصنع من ثلاثة أجزاء رئيسية، وأول جناح يصنع من قطعة واحدة بحيث يتم الاستغناء عن الوصلات والألواح المعدنية فيها، مما يوفر العديد من التكاليف والوقت.

أنظمة السيطرة على الطائرة

هذا الجزء يتحدث عن الأنظمة المساندة للطيران كنظام الطيران بواسطة الامرات الكهربائية أو Fly-By-Wire-FBW، وهو نظام يقوم الطيار فيه حيث الأوامر عن طريق استخدام عصا القيادة أو المقود فتنتقل اشارة كهربائية الى نظام كمبيوتري يقوم بتحليل هذه الاشارة ومدى صحتها ويقوم بإرسالها بعد ذلك إلى سطوح التوجيه أيا كانت لتعمل لكن بحدود السلامة القصوى، بحيث لا يتم انهيار الطائرة أو اخراجها عن المألوف، وقد قامت «ايرباص» اولا باعتماد مثل هذا النوع من الاجراءات على طائراتها من الجيل الحديث طراز A320، وحاليا انتشر استخدام هذا النظام في معظم طائرات ايرباص وحتى بوينغ، وهو يوفر 15% من الوقود المستهلك.

الشق الثاني: القوة المحركة
لا يخفى على المراقب لتطور الطيران ان المحركات الحالية تخضع لعمليات تحسين مستمرة، كما ان هناك محركات في التطور جديدة واعدة، بحيث اصبحت اقل انبعاثا مضرا بالبيئة، واقل ضوضاء واكثر اقتصادية من ناحية استهلاك الوقود، واكثر قوة وقدرة، والأهم اقل اعطالا، وهو ما سمح لطائرات الركاب من فئة البدن العريض والثقيلة بالتزود فقط بمحركين للمسافات الطويلة بدلا من 4 محركات كما كان في السابق، وأصبح بالامكان الاعتماد على قوة دفع محرك واحد لمدة طيران تصل إلى 3 ساعات عند تعطل الآخر، من دون قصور في اداء الطائرة. وبذلك يوفر المحرك نسبة 40% من الاقتصاد بالوقود.
*القبس