:: Flying Way :: - آليات إعادة هيكلة المجال الجوي ..

https://pr.sv.net/aw/2006/April2006/a...mages/36-2.gif

https://pr.sv.net/aw/2006/April2006/a...mages/36-1.gif
تخطط رئاسة الطيران المدني في المملكة العربية السعودية كجهة مشرعة ومقدمة للخدمات الحيوية لشركات الطيران المستثمرة في أجواء ومطارات المملكة ما يحقق لهذه الشركات نمواً يساعد على ازدهارها بغض النظر عن جنسية هذه الطائرات طالما أنها مستوفية للشروط ولها تصريح رسمي للعمل في المملكة حسب قوانين الرئاسة والقوانين الدولية، ويتم التخطيط لاستثمار المجال الجوي والمطارات من خلال توفير التجهيزات الحديثة والتدريب المكثف للموظفين وسن القوانين التي تضمن سير العمل على أكمل وجه ممكن.

التعاون بين رئاسة الطيران المدني والسلطات العسكرية في إعادة الهيكلة كان مثمراً

ارتفاع أسعار وقود الطائرات

https://pr.sv.net/aw/2006/April2006/a...mages/37-1.gif
مرت شركات الطيران بأزمة خانقه نتيجة للارتفاع المذهل في أسعار الوقود وتعرضت الكثير من الشركات لخسائر مالية كبيرة وأفلس البعض الآخر واندمجت شركات صغيرة أو متوسطة مع شركات أخرى كبيرة، وكان ذلك صراعاً للبقاء اضطرت معه بعض شركات الطيران لفرض رسوم للوقود مما زاد تكاليف السفر على جمهور المسافرين ولم تكن شركاتنا العربية بمنأى عن هذه الأحداث.

كانت سلطات الطيران تراقب الوضع وتتدخل لمساعدة هذه الشركات فتم تخفيض رسوم الملاحة، ووصل التخفيض في رسوم العبور والهبوط في بعض الدول إلى 30% وتم تحسين الأداء في دول أخرى لمساعدة شركات الطيران لاجتياز هذه المشكلة.

دور رئاسة الطيران المدني

كانت رئاسة الطيران المدني في المملكة سباقة في تقييم وضع شركات الطيران وما تتعرض له من مشكلات مالية، خاصة أن الرئاسة تعتبر شركات الطيران عملاء مميــــزين وشركاء في تحقيق الأهداف، فلولا وجود شركات الطيران لم تكن هناك عوائد للرئاســــة، وإذا ما زاد عدد المستثمرين في الأجواء زادت إيـــــرادات الرئاسة، لذلك تم تقييم الحالة ووضـــــعت الخطط للمساعدة ، ومن تلك الخطط إعــــادة هيكلة المجال الجوي والعمل على تخفيض مسافات الطيران من خـــــلال اعتماد الآليات التي وضـــعتها منظــــمة الطيران المدني الــدولي، وسألخص تلك الآليـــــات دون الدخول في التفاصيل لضيق المجال.

إقرار الآليات

يضع المركز الرئيسي لمنظمة الطيران المدني الدولي ومقره مونتريال بكندا الاستراتيجيات الرئيسية من خلال مؤتمرات الملاحة الذي تشارك فيه جميع الدول ثم تعتمد نتائج تلك المؤتمرات من خلال الجمعيات العمومية التي تعقد كل ثلاث سنوات لإضافة ما يستجد في عالم الملاحة الجــــوية، وينتج عن ذلك تعديل أو تطوير اتفــــاقية شيـــكاغو بملاحقها المختلفة 19 ملحقاً، والتي تنظم شؤون الملاحة في كل جوانبها ونظراً لكثرة الدول المتعــاقدة التي وقعت على الاتفاقية وانضمت إليه فقد تم تقسيم العالم إلى مناطق إقليمية، في كل إقليم مكتب إقليمي للمنظمة يعنى بدول الإقليــــم ويراقـــب تطبيق الدول لملاحق المنظــــمة ويســــــاعد الدول في التخطـــيط والتنفـــــيذ من خلال مجموعات عمل مؤهـــــلة.
وتســـمى هذه المجمــــوعة في منـــــطقة الشــــرق الأوســـــط MIDANPIRG وهي اختصار لـ المجمــــوعة الإقليمــية لتخطيــط وتنفيذ الملاحة الجوية في الشــــرق الأوســــط

MIDDLE EAS AIR NAVIGATION PLANNING AND IMPLEMENTION REGIONAL GROUP

وتتفرع من هذه المجموعة فرق عمل عديدة تعالج مختلف قضايا الملاحة الجوية، واستخدام آليات التخطيط والتنفيذ، وربما يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال حول جدوى إنشاء هذه اللجان والجواب ببساطة: أن العالم أصبح مع اتساعه وكثرة دوله قرية صغيرة، وتعبر الطائرات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب والعكس في فترة وجيزة مع التقدم التقني المذهل في صناعة الطيران، وازدهار السفر بالجو الذي يحقق نمواً متصاعداً ومورداً اقتصادياً مهماً اقتضى أن يكون هناك تخطيط وتنظيم واضح لمنع حوادث الطيران وتوفير الكفاءة من خلال إنشاء مجموعات إقليمية للتخطيط والتنفيذ ولها الحق في تكوين فرق عمل تتبع لها، وقد تم اعتماد الكثير من التوصيات من مجلس المنظمة لتسهم في تنظيم المجال الجوي وتزيد طاقته الاستيعابية، ومن ذلك التوصية لحث الدول على إيجاد آلية لدعم التعاون المدني العسكري ووضع مبدأ الاستخدام المرن للفضاء الجوي FUA موضع التنفيذ وهذا موضوع البحث، وعلى الرغم من أن التعاون في المملكة موجود من السابق إلا أن ذلك أعطاه القوة القانونية والدعم اللازم لتطبيقه على المستوى المحلي والإقليمي.

https://pr.sv.net/aw/2006/April2006/a...mages/38-1.gif

التعاون مع السلطات العسكرية

أثمر التعاون في المملكة العربية السعودية بناءً على توجيهات القيادة الحكيمة، بين رئاسة الطيران المدني والسلطات العسكرية، وفي مقدمتها قيادة القوات الجوية على تقدم مذهل في إعادة هيكلة المجال الجوي، إذ استطاعت الرئاسة من خلاله توفير مبالغ مالية كبيرة لشركات الطيران في أجواء المملكة، تحقيق المتطلبات التشغيلية لشركات الطيران دون الإخلال بالمتطلبات العملياتية للجهات العسكرية، وقد كان الوفر الذي تحقق من عملية هيكلة المجال الجوي وتنظيم الطرق الجوية مدعاة للإشادة به من اتحاد النقل الجوي الدولي IATA ، الذي يمثل معظم شركات الطيران إذ إنه أسهم بشكل ملموس في تقليص خسائر الطيران بعد أحداث 11 سبتمبر المشؤومة ومرض السارس الذي انتشر في شرق آسيا وآخرها الارتفاع المذهل في أسعار وقود الطائرات، ومازال التعاون المدني العسكري في المملكة يؤتي ثماره فهناك العديد من التحسينات التي سوف توفر لشركات الطيران المزيد.

إن اهتمامنا بشركات الطيران يأتي من مبدأ التعاون وخفض تكاليف التشغيل الذي نتوقع أن يسهم في الحد من ارتفاع أسعار تذاكر السفر لجمهور المسافرين وإتاحة فرصة النمو لشركات الطيران المحلية والإقليمية وتوفير أجواء آمنة تتكامل بها الخدمات لعموم شركات الطيران.

إن تجربة المملكة العربية السعودية في التعاون المدني العسكري تعد نموذجاً فريداً في منطقة الشرق الأوسط ويحتذى به في الإقليم الذي يشهد نمواً مستمراً في معدلات الحركة الجوية المحلية والإقليمية والدولية ويعزز مكانة المملكة إقليمياً ودولياً إضافة إلى سعي رئاسة الطيران المدني إلى إدخال أنظمة الملاحة الجوية المستقبلية وهو ما يعرف بـ CNS/ATM فقد شاركت المملكة في الدراسة والتخطيط والتطبيق ضمن دول الإقليم لاعتماد كثير من عناصر تلك الأنظمة التي أسهمت بشكل فعال في تحسين قدرة المجال الجوي في إقليم الشرق الأوسط عموماً وأجواء المملكة خصوصاً على استيعاب الطفرة في ارتفاع معدلات الحركة الجوية، ومن ذلك اعتماد نظام الأداء الملاحي المطلوب RNP على المستوى الإقليمي والمحلي الذي ساهم بشكل فعال في اعتماد ملاحة المنطقة RNAV مما ساعد على إنشاء طرق جوية متوازية لاستيعاب نمو الحركة الجـــــوية، كما أن اعتــماد تقليص الفاصل الرأســـي بين الطـــائرات من ألفي قدم إلى ألف قدم بين ارتفاعي 29000 - 41000 قـــدم على المســـتوى الإقليمي أضاف ستة ارتفاعات جديدة لمنظومة الارتفاعات السابقة وحظي بشكر وإشـــادة مجلس المنظــــمة، كما أن اعتمــاد الفصل الراداري في أجواء المملــكة ليكـــون 30 ميلاً بحــرياً بين الطـــائرات عبـر الطريق بـــدلاً مـــن 10 دقـــــائق قد أضاف الكثير لتطـــــور مفهوم الملاحة في المملكة، والعطاء مستمر فالمشاريع التي في طور التنفـــيذ أو الدراسة متعددة والهدف محدد والوصول إلى الهدف مسألة وقت.

https://pr.sv.net/aw/2006/April2006/a...mages/38-2.gif
ويعتمد هذا المبدأ على أن للعسكريين احتياجات تدريبية وعملياتية للدفاع عن الوطن وتوفير الأمن للأجواء، كما أن للطيران المدني مطالب تتمثل في التعامل مع الكم الهائل من الحركة الجوية الدولية والإقليمية والمحلية، لذلك ينبغي أن يكون هناك تعاون يحقق أهداف سلطات الطيران المدني ويــــلبي مطالب الجهات العسكرية، وكـــــانت المملكة العربية السعـودية ســــباقة في تفعيل هذه الآلية، ومن خلالها تمـــت مراجعة مناطق التدريب العسكرية واعتماد أنظـــمة الملاحـــــة الجـــــوية الحديثة التي وفرت على شـــــركات الطيران مسافات طيران من خلال إنشــــاء طرق جــــوية اقتصادية مباشــــــرة تعتبــــر الأكثر توفيــراً على مــستوى العالم العربي ودول العالم الثالث.

إن ما وفره هذا التعاون يعتبر بحق شهادة شرف نعتز بها للعمل الجماعي والإيجابي بين سلطة الطيران المدني والجهات العسكرية من جهة وفي مقدمتها قيادة القوات الجوية، وبين سلطة الطيران في المملكة وسلطات الطيران في الدول المجاورة، الأمر الذي أشادت به جميع شركات الطيران ويمثلها اتحاد النقل الجوي IATA، وأصبح هذا العمل الدؤوب نموذجاً يحتذى به في كثير من الدول، أما إذا تحدثنا عن الأرقام فإن الرئاسة قد وفرت لشركات الطيران، وفي مقدمتها الناقل الوطني الخطوط الجوية العربية السعودية بدءاً من العمل بهذا النموذج منذ أكثر من ثلاث سنوات ما يصل إلى أكثر من ألف مليون ريال دعماً وتشجيعاً لصناعة الطيران، ومساهمة فعالة للتغلب على الأزمات المتعاقبة التي مرت على هذه الصناعة منذ حرب العراق إلى الارتفاع المذهل في أسعار وقود الطائرات، ولم يأت ذلك إلا بدعم وتوجيه ومتابعة المسؤولين في هذا البلد المعطاء بلد الخير وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومساعدوه، الحريصون على الرفاه والتنمية في ظل حكومة خادم الحرمين الشـريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عزه.https://pr.sv.net/aw/main/images/END-POINT2.gif

المصدر\ مجلة اهلا وسهلا