إنشاء قمر صناعي عربي باستثمارات 400 مليون دولار لخدمة الملاحة ناقش فريق العمل العربي الدائم »للطيف الترددى« في اجتماعه بالقاهرة أمس مشروع »نافى سات« وهو مشروع إقليمي لخدمة أغراض الاتصالات الثابتة والمتحركة ومتطلبات الملاحة المستقبلية في مجال الطيران باستثمارات 400 مليون دولار ومن المقرر أن يبدأ تقديم خدماته منتصف عام 2010.

قال ماجد المصري رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة تكنولوجيا معلومات الطيران المصرية أن المشروع يأتي في إطار الخطة العالمية للملاحة في المستقبل التي ستعتمد على الأقمار الصناعية.

وأضاف أن الدراسة الأولى للمشروع استغرقت حوالي العام وأن المشروع يمر حاليا بمرحلة الدراسات التفصيلية والتصميم وجلب الاستثمارات ليتم الدخول في مرحلة العقود الصناعية للتصنيع والإطلاق في العام القادم وذلك بالتنسيق بين وزارة الاتصالات ووزارة الطيران المدني بمشاركة عدد كبير من الدول العربية وبعض جهات الاستثمار.

كان قد افتتح الاجتماع التاسع لفريق العمل العربي الدائم للطيف الترددي لبحث نتائج التنسيق مع شبكة هيئات تنظيم قطاع الاتصالات العربية والتنسيق في مجال إدارة الطيف الترددي ونشاطات قطاع التنمية في هذا المجال، إضافة إلى نشاطات قطاع الراديو ونتائج أعمال التحضير لمؤتمر الراديو العالمي القادم والتنسيق مع المجموعة الأوروبية وبقية المجموعات الإقليمية الأخرى حول المؤتمر.

من جهة أخرى.. صرح الدكتور عمرو بدوى رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بأنه تم بحث بلورة موقف عربي موحد حول تخصيصات الطيف الترددي والتعليمات التنظيمية الخاصة بتنظيم الطيف وحماية مصالح الدول العربية ودول الجوار في تطبيق مختلف التكنولوجيات في المستقبل.

وقال على هامش الاجتماع الذي يعقد في القاهرة خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير الجاري بمشاركة 150 متخصصا يمثلون 18 دولة عربية، إضافة إلى الهيئات الأخرى مثل النيل سات والعرب سات والاتحاد الأوروبي إن الطيف الترددي يعد مصدرا طبيعيا نادرا تقوم عليه جميع التقنيات والتكنولوجيات وبدونه لا يمكن تحقيق خدمات لتطوير الاتصالات، ومن هنا كانت أهميته القصوى لكل الدول التي تريد تنمية مجال الاتصالات لديها.

أشار إلى انه تقرر تشكيل الفريق العربي الدائم للطيف الترددي بناء على توصيات مؤتمر وزراء الاتصالات العرب لبحث مصالح الدول العربية ودول الجوار فيما يتعلق بموضوع الطيف الترددي وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي الذي سيشارك في آخر يومين من الاجتماع الذي تقدم خلاله كل دولة من الدول المشاركة ورقة عمل كاملة لشرح رأيها في البنود المعروضة للوصول في النهاية إلى رؤية عربية موحدة بشأن كل موضوع على حدة.

وأوضح أن القضية التي يتناولها الاجتماع قضية كبيرة تتعلق بمصير التكنولوجيا في مجال الاتصالات في مصر وباقي الدول العربية، ولابد من نوليه الأهمية المناسبة التي تمكننا من تطبيق كل التكنولوجيات التي نريد تطبيقها في المستقبل.

من جانبه.. قال المهندس صلاح الورداني كبير مستشاري التخطيط الاستراتيجي والطيف الترددي بالجهاز القومي المصري لتنظيم الاتصالات إن الطيف الترددي هو حيز الترددات الذي يخصص لتقنية معينة لتقديم الخدمة الممكنة من هذه التقنية، فعلى سبيل المثال وفرت مصر الحيز الترددي للشبكة الثالثة للمحمول مؤخرا ولولا ذلك لما أمكن إنشاء هذه الشبكة، وكان هذا الحيز مشغولا من قبل جهات أخرى ودفعت مصر التعويض اللازم لهذه الجهات للانتقال إلى حيز آخر .

وأضاف أن تكنولوجيا الواي ماكس تعمل في حيز معين من الطيف الترددي وهناك متطلبات معينة بالنسبة له، والاجتماع التاسع لفريق العمل العربي يقترح النظر في زيادة حيز الطيف الترددي لخدمة تكنولوجيا الواي ماكس.

وأوضح أن أهم نقطة يتناولها المؤتمر هي حماية ترددات الطيف الترددي، فإذا كانت الإذاعة تستخدم تردد معين وتستخدم هذا التردد في نفس الوقت دولة مجاورة فلابد من وجود نوع من الحماية حتى لا يحدث تداخل بين الدول، ويتم ذلك بالتنسيق بين الدول وبعضها لتحقيق مصالح جميع الأطراف.

وأضاف أن الأسلوب المتبع حاليا في تخصيص الطيف الترددي يعطى الأحقية في استخدام الطيف لمن يطلبه أولا، والاجتماع ينظر في إلغاء هذا الأسلوب والتحول إلى أسلوب التنسيق لتحقيق مصالح جميع الدول.

أضاف أنه سيعقد بعد المؤتمر التنسيقي العام مؤتمر تنسيق عربي من المقرر بصفة مبدئية أن يعقد في دمشق في يوليو المقبل للوصول إلى موقف عربي موحد ونهائي بخصوص موضوع حيز الطيف الترددي من خلال أطر لعملية التعاون بين الدول العربية وبعضها لتنصهر هذه المصالح مع بعضها البعض في بوتقة واحدة تخدم مصالح جميع الدول العربية.

القاهرة ـــ محسن محمود