الباكر: «القطرية» لم تلغِ طلبيات «بوينغ»
افتتاح رسمي لمبنى القادمين الجديد في المطار
الدوحة - ألفت أبولطيف
افتتح عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية وعبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني برفقة الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز النعيمي مبنى القادمين الجديد الذي يقع على الطريق الدائري الثالث في منطقة رأس أبو عبود، والذي سيبدأ باستقبال المسافرين القادمين من دول العالم إلى الدوحة ابتداءً من اليوم 19 ديسمبر.
حضر الافتتاح أمس والذي تزامن مع احتفالات اليوم الوطني للدولة كبار الشخصيات وممثلو وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وقام الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر الذي ترأس مشاريع عدة لتطوير البنية التحتية للمطار الحالي بجولة تعريفية للحضور حول المبنى الذي سيستوعب الأعداد المتزايدة المتوقعة للمسافرين إلى وعبر الدولة.
يمتاز المبنى الجديد الذي سيدعم النمو الحالي الذي تشهده دولة قطر وناقلها الوطني إلى حين افتتاح مطار الدوحة الدولي الجديد وانتقال العمليات إليه بمساحة تبلغ 13500 متر مربع للطابق الأرضي و2700 متر مربع لطابق الميزانين، ووجود 22 مكتبا لإجراءات الجوازات و8 بوابات إلكترونية و8 أحزمة للأمتعة، كما يضم سوقاً حرة و9 مكاتب للحجوزات الخاصة بالفنادق و36 مكتبا لخدمة الاستقبال ومكاتب تأجير السيارات إضافة إلى مكاتب شركة الاتصالات كيوتل وبعض البنوك مثل ibq إلى جانب المطاعم وصالة خاصة لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، كما يوفر المبنى الجديد مواقف تتسع لأكثر من 600 سيارة و48 سيارة أجرة و48 حافلة تشمل حافلات النقل داخل المطار.
الضرورة
قال الباكر: من الضروري افتتاح مبنى القادمين الجديد هذا واتخاذ بعض الإجراءات الأخرى لتطوير المطار الحالي إلى حين افتتاح مطار الدوحة الدولي الجديد، وأضاف أنه ونظراً لسرعة التطورات الحاصلة والتي تشهدها دولة قطر سيساعد هذا المبنى وغيره من التطورات في المطار الحالي في استيعاب نمو حركة المسافرين لحين الانتهاء من مشروع المطار الجديد عام 2012، وتابع قائلاً إن المطار الحالي على استعداد لاستيعاب هذه الفترة المرحلية وهو ما سيساعدنا في المستقبل بالانتقال إلى مطار الدوحة الدولي الجديد بسهولة وسلاسة. وقد تم اتخاذ عدد من الإجراءات المرحلية التي من بينها افتتاح مبنى القادمين الجديد إلى حين افتتاح مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد الذي تبلغ تكلفته 14.5 مليار دولار والمزمع افتتاحه عام 2012، وصممت هذه التطورات لاستيعاب نمو الناقل الوطني وما ينتج عنه من زيادة في حركة المسافرين عبر دولة قطر.
وسيفتتح المبنى رسمياً اليوم 19 ديسمبر مع وصول أول رحلة ستشغل عبره وهي رحلة الخطوط القطرية القادمة من الكويت والمقرر وصولها إلى مطار الدوحة الدولي في تمام الساعة 11.30 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وسيوجه جميع المسافرين القادمين إلى المطار على متن الرحلات اللاحقة إلى المبنى الجديد، حيث ستتم جميع الإجراءات الرسمية من الجوازات واستلام الحقائب من خلاله.
التوسعة
وبعد افتتاح مبنى القادمين الجديد سيبدأ العمل على توسعة مبنى «الرحلات المغادرة والمحولة» ليوفر مناطق أوسع لتسجيل الدخول إلى الرحلات وتحويلها، إضافة إلى مزيد من بوابات الصعود إلى الطائرات وغيرها من الخدمات والمرافق الأخرى.
وقد أعلنت القطرية أمس عن إدخال عدد من الخدمات المتطورة إلى مبنى القادمين الجديد، حيث يضم المبنى صالة خاصة لركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال القادمين إلى الدوحة على متن القطرية، وقد صممت على غرار مبنى البرميم، وتوفر الصالة مأكولات متنوعة ومركزا لرجال الأعمال وغرفا للاستحمام ومرافق عدة تتيح للمسافرين على الدرجتين الاستعداد لمزاولة أعمالهم وحضور اجتماعاتهم قبل الخروج من المطار.
كما افتتحت الشركة القطرية للأسواق الحرة التابعة للخطوط الجوية القطرية محالا تجارية تتوفر للمسافرين فرصة شراء أنواع مختلفة من المنتجات من الهدايا والعطور ومستحضرات التجميل والألعاب والحلويات قبل استلام حقائبهم. وستتواجد خدمات المها في المبنى الجديد لتوفير خدمة نقل الحقائب وإتمام إجراءات المطار نيابة عن المسافرين.
وفي مؤتمر عقده الباكر ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز النعيمي بهذه المناسبة أكد الباكر أن مبنى القادمين الجديد المستقل بذاته سيوفر الكثير من المساحات في المطار الحالي ويزيد من سعته ما سيسمح بإجراء مزيد من التوسعات لاحقاً.
وأضاف: لقد حققت الخطوط الجوية القطرية نمواً استثنائياً خلال عام 2010 الحالي، ونحن نتوقع استمرار ذلك خلال 2011، وبيّن أن مبنى القادمين الجديد سيساعد القطرية بشكل كبير في مخططها التوسعي إلى حين افتتاح المطار الدولي الجديد عام 2012. ويمثل المبنى الجديد خطوة مهمة خلال هذه المرحلة من توسعات القطرية، كما سيكون له دور حيوي في استيعاب النمو الاقتصادي الهائل والتدفق الكبير للزوار الذي تشهده دولة قطر.
وذكر الباكر أن الاحتفال الجاري يشمل فرحتين الأولى بالعيد الوطني الذي يعد يوما مميزا تحتفل فيه كل قطر، والثانية الاحتفال بمواصلة تطوير البنية التحتية لقطاع النقل في البلاد الذي يربط بين قطر والعالم.
وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين، أكد الباكر أن المبنى الجديد كلف مبالغ كبيرة وأنه سيستقبل 1800 مسافر في الساعة وأن هذا المبنى سيخدم المسافرين لأقل من سنتين حتى افتتاح المطار الجديد نهاية العام المقبل، وأوضح أن تشييد المبنى لا يعتبر استثماراً خاسراً رغم أن فترة استخدامه ستكون قصيرة، مشيراً إلى أهميته كاستثمار عقاري، بالنسبة للمساحة والموقع والبنية التحتية ما يؤهله ليكون مركزاً للمعارض أو صالات للمؤتمرات أو الاستفادة منه في أي مشروع علما بأن التصميم يتيح مرونة كبيرة في تغييره في المستقبل لصالح أي جهة تريد استثماره. واعتبر الباكر أن الاستثمار في هذا المبنى والتوسعات الأخرى للمطار والتي وصلت إلى مليار دولار تقريباً، لا تقارن بالاستثمارات الكبيرة التي تضعها الخطوط القطرية في توسيع أسطولها ومحطاتها الجديدة، وبالتالي فإن الهدف الأساس من التوسعات هو توفير خدمات أفضل للمسافرين مقابل التكلفة التي يدفعونها عند سفرهم مع الخطوط القطرية. وأوضح أن التوسعات الجديدة شملت مضاعفة حجم المطار الدولي لاستيعاب حركة السفر المتزايدة من وإلى دولة قطر، حيث أصبح بإمكانه حالياً استيعاب أكثر من 15 مليون مسافر في السنة.
وعن استمرار بوينغ في تأخير طلبيات القطرية من الطائرة الجديدة 787 دريملاينر، أوضح الباكر أنه لا يزال يثق بشركة بوينغ وبقدرتها على تجاوز المشاكل والأزمات التي تمر بها، ونفى نية الناقلة إلغاء طلبياتها من بوينغ، وقال: «لغاية اليوم لا أزال أثق ببوينغ، ولن نلغي طلبياتنا منها».
وأشار الباكر إلى أن القطرية ستكون الناقل الرسمي والرئيس للمسافرين خلال استضافة الدوحة لمونديال 2022، وأشار إلى إعطاء الفرصة لشركات الطيران الإقليمية الأخرى التي ترغب المساعدة في نقل المسافرين خلال تلك الفعالية العالمية، موضحاً أن بعض الشركات تقدمت فعلياً بالطلب الرسمي للعمل في هذا المجال، مشيراً إلى أن الإماراتية وفلاي دبي والاتحاد وغيرها من الشركات سيكون مرحباً بها في عام 2022 للمساعدة في استضافة ونقل المشاركين بالمونديال.
وأوضح الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أن عمر الناقلة اليوم 13 عاماً، وقد بدأت خلال السنوات السبع الأخيرة تحقيق الربحية، وهذا الأمر يشمل القطرية أو الشركات الأخرى التابعة لها، في حال تم الحديث عنها كمجموعة، وأشار إلى أن القطرية ستتسلم أول طائرة إيرباص 380 الجديدة في 2013. وأعاد الباكر التذكير بأن القطرية مستعدة لإطلاق شركة طيران اقتصادية في أي وقت تشعر فيه أن الطيران الاقتصادي بدأ يهدد سوقها، مشيراً إلى أن السوق حتى الآن منفصلة، والطيران الاقتصادي لا يؤثر على عمل القطرية مع اختلاف الشرائح التي يستهدفها الجانبان.
ومن جهته، أكد عبدالعزيز النعيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن تزامن افتتاح مبنى القادمين الجديد مع الاحتفال بيوم العيد الوطني لقطر أمر يثلج الصدر مقدماً أحر التهاني لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين بمناسبة العيد الوطني للدولة، داعياً الله أن يديم الأمن والرخاء لهذا البلد الكريم.
وبين النعيمي أن افتتاح المبنى رسمياً وقبل فترة وجيزة من انتهاء الأعمال بمطار الدوحة الدولي الجديد جاء التزاماً باستمرار تقديم خدمات عالية الجودة للمسافرين إلى وعبر الدوحة لحين افتتاح المطار الجديد والحفاظ على توفير الخدمات التي تلبي النمو الهائل والسريع في عدد الركاب القادمين إلى الدولة.
وفي إجابته عن سؤال لـ «العرب» حول وجود أية إضافات أو توسعات على مطار الدوحة الدولي الجديد لاسيَّما بعد فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم وما سيستقطبه هذا الحدث من أعداد هائلة ستتوافد إلى قطر، أكد النعيمي أن الهيئة ستدرس ملف المطار الدولي الجديد والمتطلبات الجديدة التي فرضها الفوز العظيم بتنظيم بطولة كأس العالم عام 2022، وسترى مدى إمكانات استيعاب مطار الدوحة الدولي الجديد الذي صمم كي يستوعب 50 مليون مسافر، للأعداد الهائلة التي ستتوافد إلى الدوحة خلال عام 2022، مبيناً أن في حال تبين أن المطار لن يلبي الأعداد المتوقعة فإنه بالتأكيد ستكون هناك إضافات وتوسعات في المطار الجديد كي يوافق الزيادة المتوقعة.
ومن جهته، قدم عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية أحر وأخلص التهاني لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين بالعيد الوطني لقطر، مؤكداً أنه وبفضل القيادة الحكيمة فإن قطر تشهد في كل يوم جديد إنجازا كبيرا وتطورا ملفتا، مشيراً إلى أن افتتاح مبنى القادمين الجديد جزء من هذه الإنجازات التاريخية التي تشهدها قطر، متمنياً المزيد من التقدم والرخاء لهذا البلد المعطاء.
وبدوره، أكد الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية أن مبنى القادمين الجديد يواكب الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها قطر في مجال الطيران المدعومة بجهود الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط الجوية القطرية.
وأشار إلى أن الخطوط الجوية القطرية استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة في وقت قياسي لتواكب بذلك النمو المطرد في حركة نمو الركاب عبر مطار الدوحة الدولي.
وأبدى الشيخ عبدالله سعادته الكبير بتشريف حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين العرض العسكري بمناسبة اليوم الوطني والذي عبر عن مدى ولاء القوات المسلحة وجميع الأجهزة الأمنية لسمو الأمير.
وبمناسبة اليوم الوطني لقطر، قدمت الناقلة أمس خصماً بنسبة %20 على جميع الرحلات المحجوزة عبر موقعها الإلكتروني.
ومع تشغيل أربعة مبانٍ للمسافرين في مطار الدوحة الدولي اعتباراً من اليوم ستعتمد القطرية نظاماً جديداً مرمزاً بالألوان لتوجيه مسافري القطرية إلى المبنى الصحيح عند الوصول إلى الدوحة، وسيستلم المسافرون على متن القطرية إلى وعبر مطار الدوحة الدولي بطاقات ملونة خاصة بالحقائب إضافة إلى محافظ لبطاقات الصعود إلى الطائرة عند تسجيل الدخول إلى رحلاتهم ستوجههم إما إلى مبنى الرحلات المغادرة والمحولة أو مبنى القادمين أو مبنى البرميم أو مبنى تحويل الرحلات الملحق.
وقد حققت القطرية نمواً هائلاً خلال عام 2010 مع إطلاق 10 وجهات جديدة وانضمام طائرة جديدة إلى أسطولها، وأصبحت القطرية تسير رحلاتها إلى 6 قارات مع إطلاقها رحلاتها إلى ساو باولو وبيونس آيريس في أميركا الجنوبية في شهر يونيو الماضي.
وعلى مدار الأشهر الأربعة القادمة تركز القطرية على توسعاتها في أوروبا حيث ستدشن أربع وجهات جديدة هي بودابست في 17 يناير وبوخارست 17 يناير وبروكسيل 31 يناير وشتوتغارت 6 مارس، كما ستدشن في 6 أبريل وجهتها رقم 100 إلى مدينة حلب في سوريا.
https://www.alarab.com.qa/details.php...=1098&secId=17