[محمد احمد عسيري]

سكان الشرقية يسافرون إلى الرياض من البحرين
عمر الجريفاني
إن الإيقاع المتسارع لنمط الحياة التي نعيشها فرض على العالم البحث وإيجاد الحلول لكل القضايا التي تنسجم والتطور السريع الهائل في المجالات كافة، لا سيما وسائل الاتصال ومتعلقاته المعروفة، ولعل أهم ما انتبهت إليه الدول المعدودة في إطار الدول المتطورة هو السعي الدؤوب لتطوير النقل، والتركيز بشكل خاص على النقل الجوي باعتباره أحد أهم رافعات الاقتصاد من جهة، وكونه الأكثر تلبية لمتطلبات الإيقاع السريع للحياة المشار إليها من جهة أخرى.

ومع النهضة التي تمر بها المملكة والنشاط الاقتصادي المتنامي، ومركزية الرياض لجميع الأعمال التجارية والحكومية، قاد هذا إلى تسبب بعض الضغوط على الناقل الجوي في المملكة بحكم الحاجة إلى التجارة أو الاستجمام أو مختلف الأغراض المذكورة، بحيث أصبح حلماً أنك تجد حجزاً على رحلة من الدمام إلى الرياض قبل ثلاثة أو أربعة أيام من موعد الرحلة!

كثرت الاستفسارات عن أسباب هذه العراقيل في منطقة قريبة جداً من المملكة، لا سيما التي يعانيها سكان المنطقة الشرقية الذين يرغبون في السفر إلى الرياض جواً، فهل السبب عدم وجود البديل المناسب؟، أم ماذا يكون يا ترى؟

يجب أن يكون النقل الجوي أسرع وأغلى من النقل في البر والبحر، والنقل في البر ينقسم إلى قسمين: النقل عن طريق القطارات والسيارات، وهنا يجب أن يكون القطار أسرع من السيارة في النقل وأغلى من حيث التكلفة من السيارة، وأرخص من الطائرة، والنقل في البحر سيكون أرخص من البر والجو وأبطأ منها جميعاً.

ولو طبقنا هذا الكلام على واقعنا في المملكة لوجدنا أنك لو رغبت في السفر إلى الرياض في الدرجة السياحية من الدمام فسيكون سعر تذكرة الذهاب والعودة 300 ريال، وتستغرق الرحلة ساعة تقريباً، ولو استخدمت سيارتك الخاصة فلن تكلفك الرحلة أكثر من 100 ريال، ومدة الرحلة من ثلاث ساعات ونصف الساعة إلى أربع ساعات، بينما لو استخدمت القطار فستكلفك الرحلة 75 ريالاً تقريباً وتستغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة إلى أربع ساعات، إذا لا فائدة من القطار كون تكلفة النقل به قريبة جداً من تكلفة السيارة، ومدة الرحلة مدة السيارة نفسها، وتكلفة التذكرة تعتبر رخيصة جداً. وإذا رغبت في اختصار الساعات الأربع إلى ساعة مع تجنب مخاطر الطريق فما عليك إلا أن تضيف 225 ريالاً.

أما إذا أردت السفر عن طريق البحرين فستكلفك التذكرة تقريباً 800 ريال، وهي المسافة نفسها تقريباً بين الدمام إلى الرياض والبحرين إلى الرياض، لكن الكثير من رجال الأعمال يستخدم ويفضل مطار البحرين أكثر من مطار الملك فهد في الدمام في الرحلات الداخلية، والسبب عدم توافر الرحلات من الدمام إلى الرياض، فهل من المنطقي أو الطبيعي أن نذهب إلى الرياض عن طريق البحرين تاركين الدمام في إجازة إلى أجل غير مسمى؟

وهنا استفسار نوجهه إلى هيئة الطيران المدني: ما سبب الغلاء الفاحش والفرق اللافت بين أسعار التذاكر فيما لو رغبت في السفر من البحرين أو من الدمام عندما تكون تذكرة البحرين أرخص من تذكرة الدمام، هل السبب تكلفة الأرضيات والضرائب التي تفرضها هيئة الطيران المدني على الناقلين؟ أم هناك أسباب اخرى؟

لقد أصبح مطار البحرين الخيار الأول للسفر بالنسبة لسكان المنطقة الشرقية لرحلات الداخل والخارج، لماذا وصلنا إلى هذه الحال؟ بينما تعمل الكثير من الدول ومنها بعض الدول المجاورة على تطوير مطاراتها لتكون نقطة توزيع الرحلات في العالم، إذن لماذا استقرت الحال على ما هي عليه بمطار الملك فهد؟

بكل أسف نقول، إن صالات رجال الأعمال والدرجة الأولى في المطار المذكور قد عفى عليها الزمن وأصبح من الواجب تغييرها والارتقاء بالخدمات التي تقدمها، المطارات اليوم هي واجهات الدول وربما هناك خطط لتطوير مطاراتنا، لكننا نريد الإسراع والحصول على الأفضل، إذ لا ينقصنا شيء، ولا شك أن في بال كل سعودي طموح حول هذا، فخذ مثلاً: أن مطار نيودلهي في الهند ثاني أفضل مطار في العالم، والسؤال هو: لماذا لا يكون مطار الملك فهد الأول في العالم؟


https://www.aleqt.com/2013/05/16/article_756161.pda