[العرابي]

السلام عليكم ورحمة الله
الحقيقه المراقبون الجويون في عالمنا العربي مظلومون ومهضوم حقهم بكل ما تعنيه الكلمه، فهذا العمل الذي يجهله السواد الأعظم من الناس هو من أخطر الأعمال على الإطلاق ويحتاج إلى تركيز شديد ودائم من المراقب الجوي وهدوء أعصاب وثقه بالنفس مع القدره على تحمل الضغوط الكبيره دون التأثر بها مع الحفاظ على صفاء الذهن الدائم للتمكن من إتخاذ القرارات الصائبه بسرعه عاليه وعدم التردد فيها، هذه هي متطلبات عمل المراقب الجوي.
ومع هذا كله وكما رأينا أن المراقب الجوي يتحكم في وقت واحد بعشرات الطائرات التي تقع في المنطقه المسئول عنها وكل طائره منهم تحمل على متنها مئات من الأرواح البشريه ، وهذا كله يمثل ضغوط مباشره ومتراكمه على عاتق هذا المراقب الجوي المسكين.
أقول وبالرغم من هذا كله ، لا يجد هذا المراقب الجوي ما يأمله من عمله مع الأسف الشديد ، وكأنه يؤدي هذا العمل ويتحمل كل ذلك تطوعاً منه .
وكأن المسئولين لا يعلمون أن مراقباً جوياً بنفسيه متعبه ومرهقه ليس كغيره من الموظفين الأخرين ممن يواجهون نفس الظروف ، لأن المراقب الجوي إذا كان مشغول البال وقلقاً ومتعباً سينعكس ذلك على عمله بكارثةً عظيمةً لا قدر الله ، ولنا في حادثة زغرب وغيرها الكثير الكثير خير مثال ، فهل يعي المسئولون هذا الأمر ويتداركون الأمر ، حتى لا نندم حين لا ينفع الندم.
ما يؤيد كلامي هذا ويثبت أنني لا أبالغ ، وأنا مراقب جوي ، أنني لا أذهب إلى العمل إلا ونبتدئ النوبة وننهيها وليس لنا كلام إلا في أمور الرواتب والترقيات المستحيله وتحسين الأوضاع الموعودون بها منذ سنوات ومواعيد عرقوب التي لا ولم ولن تأتي أبداً حسب ما يظن الأكثريه منا ، الكل معنوياتهم في الحضيض ، والتشائم للأسف هو سيد الموقف ، وإنني أتوجس خيفةً من هذا الوضع ، ولا يسعني إلا القول أللهم سلم سلم .