[serag eldin]

تجربة ناجحة


اتيحت لي فرص كثيرة للسفر إلى الولايات المتحدة والكثير من الدول الاوروبية على متن كبريات شركات الطيران الكبرى والمشهورة عالمياً.. وعادة الرحلات بين أوروبا والولايات المتحدة وكندا تستغرق ما بين السبع الساعات والخمسة عشر الساعة، تتوقف الرحلة على المسافة بين المدينة التي تغادر منها والمدينة المتجه إليها فالمعروف أن امريكا وكندا، بلدان احجامها كبيرة فالمسافة بين مدن هذه الدول قد تستغرق من الوقت ما بين ثمان إلى عشر ساعات بالطيران.
الشيء اللافت لنظر المسافر الى هذه الشركات أن أطقم الرحلات وعلى وجه الخصوص المضيفين والمضيفات أغلبهم من النساء اللاتي يتجاوز أعمارهن الستينات، وتجد أن هذه النسوة رغم كبر أعمارهن يؤدين أعمالهن بكل مهنية واقتدار رغم طول الرحلات، وهذا الشيء يجعل المسافر يتساءل لماذا هذه الشركات العملاقة تقوم بتوظيف هؤلاء النسوة رغم كبر أعمارهن خاصة وان هذه الرحلات شاقة وطويلة وتحتاج إلى موظفين لديهم من القوة والصلابة ما يجعلهم صامدين أمام طول هذه الرحلات، ورغم محاولتي فهم ذلك فلم أجد إلا تفسيراً وحيداً لجعل هذه الشركات تقوم بتوظيف المضيفات التي غالباً ما يتجاوز أعمارهن الستينات من العمر.. من ذلك:
أولاً: إن هذه الشريحة من النساء غالباً ما يكن متقاعدات وبالتالي ما يحصلن عليه من أجور هو أقل مما لو كنا في الثلاثينات والاربعينات اي ان نظرة هذه الشركات نظرة اقتصادية خالصة.
ثانياً: الشيء الآخر أن لدى هذه الفئة ممن تجاوزن الستينات خبرة كبيرة في العمل، وهذا يعني أن الشركات تحصل على جودة عالية في العمل مقابل أجور زهيدة.
ثالثاً: ان شريحة من وصلوا إلى سن التقاعد ليس من السهل عليهم الحصول على اعمال وعند حصولهم على ذلك نجدهم يتفاعلون في اعمالهم حرصاً الاَّ يفقدوها، على عكس من هم في مرحلة الشباب لازالت الفرص امامهم كثيرة وبالتالي لا يولون اعمالهم الاهمية التي يجب.
لكل هذا نجد أن القائمين على شركات الطيران الغربية همهم اقتصادي، فهم يدفعون أقل ويحصلون على خدمة عالية الجودة وعلى العكس نجد شركات الطيران العربية ومنها الذائعة الصيت من الشروط الاساسية لقبول المضيفات الجمال والعمر والقوام، وغالباً مايكون أجور هذه النوعية عالية التكاليف، وهذا يكلف الشركات أموالاً كثيرة أما الخبرة والكفاءة فآخر ما يتم التفكير فيهما.
الشيء المهم الوجه الجميل الذي يرضي المسؤولين عن الشركات ويحسن مظهر الشركات في وسائل الاعلان بغض النظر عن الكلفة الاقتصادية التي قد تلحق الضرر بالشركات العربية.. وكل شركات الطيران العربية هذه لا تؤدي الخدمات اثناء الرحلات بالشكل الذي يجب وبالتالي تلحق السمعة غير الجيدة بالشركات ومن ثم الخسائر الاقتصادية السنوية، واعتقد أنه لولا الدعم الحكومي لشركات الطيران العربية لكانت هذه الشركات في خبر كان ومنذ سنوات طويلة اذا كنا نريد النجاح لشركاتنا علينا الاستفادة من التجارب الناجحة للشركات العالمية الكبرى، وان نترك الانانية وحب الذات ما لم فإن اقتصادياتنا ستظل تتكبد خسائر سنوية على هذه الشركات نتيجة إخفاقنا وعدم قدرتنا في تسيير هذه الشركات بالشكل الذي يجب.. فهل نستفيد من نجاحات الآخرين أم نستمر في نفس المنوال الذي نسير عليه.؟!!

رأيك يهمنا؟؟؟

جريدة القبس