الموضوع: سجن الخواطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2009, 11:18 PM  
  مشاركة [ 115 ]
الصورة الرمزية ** شهد **
** شهد ** ** شهد ** غير متواجد حالياً
الفتاة المنتازة جدا
 
تاريخ التسجيل: 15 - 03 - 2008
المشاركات: 348
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 460
** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير
** شهد ** ** شهد ** غير متواجد حالياً
الفتاة المنتازة جدا


الصورة الرمزية ** شهد **

مشاهدة ملفه الشخصي
تاريخ التسجيل: 15 - 03 - 2008
المشاركات: 348
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 460
** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير** شهد ** يستحق الثقة والتقدير
افتراضي رد: سجن الخواطر

قصص من دفتر مذكراتي
قصة قصيرة


اليوم 20 اكتوبر, لعام 1995..

التاسعه صباحا بتوقيت مدينتي,لن اقول انه كان اجمل يوم في عمري,فقد استيقظت

على عويل اختي الكبرى ونحيب امي...فقد غادرنا ابي الى عالم اخر الساعه السابعه

صباحا...نعم قد مات, واصبح من هذه الحظة من الذكريات...

فانا سعيدة..مسرورة جدا....اكاد اغني طربا من فرحي, لا ...يجب ان اخفي فرحتي الان

في اعماقي بين.. ضلوعي, لايجب ان يلاحظها احد..او يتنبه لها احد..

فاكون في وضع السؤال..والدهشة..


ذهبت الى الحمام وقفت امام المرأه, ادرب نفسي كيف اصنع ملامح حزينة بائسة,

تتناسب مع اجواء منزلنا الجديدة.

اااه تذكرت, كان المفترض بي ان اكون اليوم بالجامعه, ولكني تغيبت لاني احسست

بشيء من الكسل فجر هذا اليوم السبت ,وسمعت صوت باص الجامعه يمر بمنزلنا

وينتظرني بضع دقائق لنزول, ثم مضى في طريقه نحو الجامعه.


خرجت من الحمام,اصطنع شيئا من الدهشة واسألهم ماالذي حصل..ماذا جرى..

اخبروني..هل حصل لأبي مكروه...!!

تجيبني اختي التي تلي الكبرى.....لقد مات ابي...تقولها وقد اجهش صوتها بالبكاء

واختنقت عبراتها, وسالت دموعها مدرارا....وتحتضني بشده..

فتنبهت لنفسي بضرورة مجاراتها....فصرخت معانقتها : مستحيل لايمكن, متى حصل

ذلك..؟


وكأنني لم استرق السمع ولم اعرف شيئا....!!

واكتشفت في ذلك اليوم مقدرتي المبهرة في التمثيل, فلما لا..فانا منذ نعومتي ..

اظافري فتاة مميزة..لماحة وذكيه وجميلة , واجيد فن التمثيل,فقد كانت تلح عليا

معلمة النشاط ايام الثانوية بأن اقوم بدور, الملكة شجر الدر...لانني من اجمل فتيات

المدرسة, وهو المطلوب لدور الملكة.


اخذ المنزل يمتلئ بعدد الزوار من اهل ابي ومن اهل امي ومن الجيران, واخوتي

مشغولين باستقبالهم وترتيب المنزل, وعمل القهوة.


اما انا فقد ذهبت الى غرفتي واغلقت الباب, وجلست اختار بكل هدوء من ملابسي

مايليق بهذا العزاء, فخترت قميصا اسود وبنطلون اسود وحزام فضي,ولممت شعري

بشريطة كاروهات, ووضعت مرطب على شفايفي,وقليل من الماسكره وارتديت

عدساتي الزرقاء, لاصبح اكثر اناقة وجمال.


وخرجت وسط دهشة الجميع,وخصوصا اهل ابي هاهم يرمقوني بنظرات التعجب

وكأن لسان حالهم يقول: مابها...اليست حزينة على ابيها...؟

سحبتني احدى اخواتي من يدي لأحد اركان المنزل وقالت لي بحده: هل جننتي..

ماالذي تفعلينه...اهذا وقت الشياكة..؟

اجبتها ببراءه, اه اتركني فانا لم ادري عن نفسي لبست ماوجدته امامي...!

فاجابتني: خير

بقيت كالفراشة اتنقل من غرفه لغرفه بمنزلنا المكتظ بالناس, واراقبهم جيدا بابتسامه

لطيفه على محياي, مما جعل بعض الحاضرات يسألن اهلي من تكون هذه الجميله.


انتهت مراسم العزاء في الثلاث الايام الاولى, وعدت الى جامعتي وصديقاتي


لأتنفس حريتي واعيش شبابي دون خوف او تهديد, فمصدر الازعاج الأول بحياتي


قد غادرنا للأبد, نعم كان شديد القسوة, يعاملنا بفظاظة, لم يشعرنا يوما انه يحبنا..او


انه يرغب في وجودنا,نظراته جارحة..كلامة سم زعاف..لايتوارى ثوان ان يضربنا بعنف


مع اتفه سبب...كان يشعرنا في كل وقت اننا عالة عليه وحمل ثقيل يريد ان يهرب منه


لعالمه الخاص الذي يقضيه خارج البيت طلق مسرور..وما ان يدخل البيت حتى يكشر


عن انيابه, فترانا انا واخوتي نفر فورا الى غرفنا بمجرد سماعنا دخوله المنزل.



فلماذا احبه, ولم احزن على رحيله....



هل احتوانا يوما...



هل كنا مصدر اهتمامه...



هل كان يعاملنا كما يعامل الاباء ابنائهم...



لا ...لا لم يكن كذلك ابدا..



من زرع حصد...



من زرع جفاء وقسوة....لابد ان يحصدها يوما ما....



هذا ماتعلمناه في الصفوف الاولى من كتاب القراءه عندما كان يردد الفصل بأكمله مع معلمتنا


زارعا زراعا.....حصدا حصدا...



ومن يزرع الشوك سيجنيه...


تحاملت على نفسي مدة اسبوعين في اظهار الحزن لزميلاتي..


فمجتمعنا مازال ينظر للاب والام بعين القداسية التي لايجب ان تمس..ولن يقبل مني



احدهم ماسأقول حتى لو امتلكت مبررات العالم كله...!



فقررت ان اعيش سعيدة وكما يحلو لي..



فأصبحت اخرج من الجامعه للمطاعم لتناول طعام الفطور...وكم كانت سعادتي في



ذلك الوقت...فهذه اول مرة اخرج من غير علم اهلي, وكيف سيعلمون...؟



ولم اكتفي بذلك فقررت ان اعرض على صديقتي ماهو اكثر من ذلك, بأن نختار يوما



ما من ايام الاسبوع نتقابل فيه امام باب الجامعه ومن ثم ننطلق نتفسح في ارجاء



المدينة على اقدامنا, فلم افعلها يوما قط...


وسعدت هي الاخرى بذلك...


وانطلقنا في اليوم الموعود...




وكلانا سعيداتان جدا....



نذهب الى هنا.....وهنا.....وندخل الى هذا الشارع.....ونقفز من الارصفه...وتقلد صديقاتي


ببراءه وسخرية وهي تلبس الحجاب الساتر....احدى المصارعين حينما يدخل حلبة المصارعه


متحديا خصمه بحركات معينه....ونقهقه باعلى صوت من قلبنا, فالشارع خالي لايوجد به احد


ومن سيوجد به الثامنه صباحا....!!



وماهي الا لحظات حتى بدأ الرعب يدب لقلبينا الصغيرين...احدهم يراقبنا من هناك, من

مكان بعيد...

وربما قد استشف اننا جميلتين, من بياض ايدينا ونعومة اصابعنا...


تنبهت له


اخبرت صديقتي لابد من العوده للجامعه فورا, نظراته لاتطمئن..

والمكان خالي من الناس...


اخبرتني بحزن ان الجامعه قد اصبحت بعيده جدا, فقد كنا مسرعتين من شدة الفرحة..


مالعمل اذن...


اشارت عليا ان نخرج من هذا الحي المنزوي الى الشارع العام, فقد يكون الوضع أأمن..


وافقتها ومشينا مسرعتين..


بقينا على اطرف الشارع العام حتى زهقنا وزهق, ومضى كلا لغايته

عدنا بسلام الى الجامعه مع توافد السيارات اليها, وزحمة السائقين

وهناك تنفسنا الصعداء واحسسنا براحة كبيرة مع خروج اول مجموعه

من طالبات الجامعه ينتظرن سيارتهن خارجا.


ويبدو ان صديقتي قد حرمت المغامرات معي,فرفضت كل عروضي بعد ذلك

وقد كنت اكثر اثارة منها وحبا للمغامرات, فلم اتوب ,وقررت الخروج مرة ثانية

وثالثه ورابعه....

ولا يهم ان كنت لوحدي او بصحبة احداهن..

فقد تعودت منذ زمن بعيد ان اكون وحيده, فامي امرأه جباره, لم تسقنا يوما حنان الامهات

ولم تمسح دمعتي في حزني, ولم تطببني في مرضي...

انها تشبه زوجها كثيرا....

في قسوته وجلافت طبعه...


فانطويت على احزاني, وبين كتبي واوراقي, واجتهدت في مدرستي ومن ثم جامعتي

لاني علمت الا مخرج من هذه الماأزق الا بالشهادة العالية التي تضمن لك الوظيفه سريعا.


وبقيت اخرج لوحدي من الجامعه لنزها وعلى اقدامي, افعل مايحلو لي, دون ان ارتكب اي اخطاء

اخلاقية او سلوكية, ففي كل مرة اخرج فيها لوحدي, يصطف عدد من الرجال بسيارتهم لي, يلمحن

بطريقه او باخرى لركوب معهم.


ولم اكن فتاة لعوب لاخرج مع احدهم,وهل سأضمن ما سيفعل بي بعد ذلك...؟!


مضت ايام الجامعه سريعا...


وبكيت يوم يوم حفلة التخرج بكاء مرير, وسط استغراب زميلاتي, هل تبكين كل هذا

البكاء لانك الثانية عالدفعة ولست الاولى...؟

ام لأن الوظائف تنتظر امثالك من المتفوقات لتعيين سريعا....؟!


ولم يفهم احدهم مايخالجني من شعور قاهر وحزين...


فقد اغلقت نافذتي للعالم...


كيف ساخرج...


كيف سأنطلق...


سأبقى تحت إمرة هذه الجبارة تكدر عليا صفو حياتي ليل نهار...


هذا سبب دموعي..


أشارت عليا صديقتي القريبة مني, بانه لابد لي من الزواج للفرار من سجن امي.


خصوصا وان ايام الجامعه تقدم الكثير لي من اقرباء صديقاتي في الجامعه, ورفضتهم

دون سبب واضح, لاعيب فيهم وانما عدم رغبة مني في الزواج..


فانا لم اعيش حياتي الى الان...


فلما ازج بنفسي الى سجن الزوجية.......وليس لقفصها كما يقولون....


فلم ارى في الزواج الا المسؤوليه والتعب والحمل والولادة, وانا اكره كل ذلك, اريد ان اعيش

طليقه كفراشة جميلة تطير من زهرة لزهرة.

لايهمني الا رشاقتي وبشرتي واكسسواراتي وملابسي, ولا شيء اخر.



اما الزواج لاااااااااااااااء والف لاااااااااااااااااااء


وبقيت سنتين بعد التخرج دون وظيفة, ودون مال ودون حرية...فانا الان حبيسة المنزل


تزوجت اختاي اللاتي تصغراني , وبقيت انا في وجهها كما تقول,مما جعلها تكيل لي


الصاع صاعيين انتقاما مني لعزوفي عن الزواج, ورفضي لكل من يتقدم لي.


واعترف انها نجحت لتجعل مني اتعس شابة على وجهه الارض... اصابني اكتئاب


حاد, واصبحت عصبية وعبوسة جدا, وظللت حبيسة غرفتي بالايام....ولم يحرك ذلك


فيها ساكنا, فكرهتها....وكرهتها بشده..


واقسمت ان انتقم منها ولو على حساب نفسي..


فخططت ان اتزوج من اول شخص يتقدم لي في الفترة المقبلة, ثم اطلق منه لترغم


امي على قبولي مطلقه ...


لنصبح بذلك مطلقتين في بيتها, انا واختي الكبرى....


ونصبح بذلك حدوته الجيران المسلية, وشماته الاعداء من اهلها الذين يكرهونها اشد الكراهيه



وماهي الا اشهر من تخطيطي , حتى تقدم تعيس الحظ, ..نعم..... ياله من شاب تعيس


من الذي جاء به امام فتاه ترغب في تصفية حسابات قديمة وجديدة على حسابه,لتلقن


امها درسا لاتنساه...



لأكتشف بعد ذلك اني على موعد مع القدر يفوق كل توقعاتي.


وان امر الله نافذ ولو حرصنا


2 ستمبر,سنة 2001م

رن جرس الهاتف بالحاح في منزلنا,ترفع السماعه اختي الكبرى وتجيب المتصل بمرحبا,واهلين

وبعد حوار دام اكثر من نصف ساعه وابتسامات توزعها من هنا وهناك, تغلق السماعه وتأتي لغرفتي

طالبة مني فتح الباب وسماع اخر المستجدات, فتقول لي بوجه ضاحك مستبشر, هذه احدى العوائل

اتصلت تريد خطبتك, فابتسمت لها ابتسامة صفراء, واسترسلت معها في الحديث لمعرفة مواصفات

العريس الجديد...


في المساء حضرت امي الى البيت, وسردت لها اختي عن كل ماجاء في المكالمة, فسكتت وقالت

المشكله ليست دائما في الناس ولكنها في ابنتي...!!

كالعاده سيلحون بشدة في طلبها لنجيبهم في النهاية بعدم رغبتنا في تزويج ابنتنا,لنقف امام سيل

من الاسئلة لانمتلك امامها اجابة واحد مقنعه.

هناك من خلف الباب, اسمع حديثها جيدا,واتوعدها واتعهد لها في نفسي, بان سأجعل احزانها اكبر

وهمومها اصعب..

هل استكثرتي عليا البقاء وحيده في عزلتي....

اذن سااستكثر عليك السعادة والراحة...

تقدمت نحو غرفتي بخطوات بطيئة وعيون يملؤها الكسل, وتبادرني سائله, هل ترغبين في قبول

العريس الجديد...؟!

فاجيبها على الفور: نعم ولما لا, الزواج سنة الحياة, ثم لماذا ابقى هكذا وحيده في حياتي دون هدف

يذكر..

تنظر اليا امي بعيون تملؤها الدهشة وتجيبني قائلة, ياهادي يارب, سبحان مغير الاحوال..

اذن هل نخبرهم بموافقتنا....؟

اجبتها غاضبة, وهل سنوافق بهذه السهوله, الا يستلزم الامر السؤال عنه, ام ان المسائله

عرضا وطلب ....!!

سكتت وقالت’ نعم نعم سنقوم بالسؤال عنه بكل تأكيد.

لم يزد هذا الموقف من كراهيتها في قلبي ,لان السيل بلغ الزبى كما يقال,,,

ولا ادري لماذا عدت بذاكرتي للورراء سبع سنوات, حينما تقدم اخي لخطبة احدى فتيات المدينة

من ذوي الدخل المحدود جدا, في الوقت الذي كان فيه شاب جميل يحمل الشهادات العليا ويشغل

منصبا مرموق, وعلى الرغم من هذا, لم ترا هذه الاسرة حرجا ان يسألو القاصي والداني عنه, بل

ويترددو كثيرا في الموافقه عليه....!

لا لشيء ولكن لانهم يريدو ان يطمئنو على حياة ابنتهم , ويؤدو رسالتهم على اكمل وجه...

هذا مع العلم ان ابنتهم غير جميلة, وغير جامعية ولاتمتلك نصف ماانعم به الله علي.

اذن المسألة لاتقاس بالجمال ولابالشهادات ....

ولكنها تقاس بالحب, وبالاحساس بالمسؤلية اتجاه ابنائنا..

لكونهم يحبون ابنتهم ............حريصين على مستقبلها...........

ليست كهذه العجوز, التي اجرمت في انسانيتي... واهدرت كرامتي....واذاقتني الويلات...

لمجرد ان الاقدار وضعتها.............................(( امي)) !!


حضرو الى منزلنا, ونزلت اليهم بمشاعر يختلط فيها الماء العذب بالملح الاجاج.....

كم هي التناقدات التي تملئني اتجاه هذا الرجل الجديد....

دخلت عليهم وسلمت مبتدئة بالصف الأيمن, واحده تلو الاخرى, لاسمع عبارات المدح والثناء ..

وخصوصا والدته, تلك المرأه المسنة التي لم ترمش وهي تنظر لي, وتقول لأمي هذه الماسة, هذه

جوهرة مكنونة....ثم تخبر امي وتقول: والله ياام محمد لقد دخلنا ست بيوت لم تعجبنا فيها فتاه واحدة

وتنظر لبناتها وتقول.....مااسعد اخاكم.

تتم الخطبة ويتم بعدها الزفاف بسنة واحدة, وانا مازلت في قراري لم يثنيني عنه احد من زميلاتي

اللاتي يعرفن الحقيقة.

ومن يوم الزفاف وتحديدا في الزفة, اطلقت تلك التكشيرة في وجه العريس ووجه اهله واظهرت عبوسا

لاحظه جميع من في الصالة من المعازيم.

ونظر لي اهلي باستغراب, وتمتم الحاضرين....هل العروسة مجبورة عالعريس....؟!

ومااحزنني فعلا في ذلك اليوم, هو العريس نفسه, اخذ ينظر لي بنظرات يذوب معها ثلج الشتاء

وتذبل معها ورود الربيع من حزنها, لن انسى نظراته لي ماحييت ابدا...

فقد خيبت ظنه امام الجميع وخصوصا اهله , واشعرتهم بالا رغبة لي في ابنهم, وانني في اليوم

الذي مفترض ان اكون فيه سعيدة مبتسمة, كنت تعيسة عابسة بصحبة ابنهم.

انتهى حفل الزفاف وركبنا السيارة التي ستنقلنا الى البيت....

بقيت صامته...

وبقي صامت...

وعلمت انه غاضب جدا.......فلم اكترث بشئ.

نزل من السيارة وطلب مني النزول , فنحن نقف الان امام عش الزوجية...

اشحت بوجهي بعيدا عنه, جاء وفتح باب السيارة واقترب مني وسألني ان كنت ارغب ان اقضي

الليل في السيارة.......!!

فاجبته انه غشيم وبليد وكان من المفترض ان يبادرني كالقصص الرومانسية بفتح الباب اولا , وحمل

فستاني ثانيا..

فلم يعلق , كان باردا كبرود الثلج, مما جعلني جمرة غضى.....!!

ووجدت من بروده وطيبته وحلمه علي, بيئة خصبة لان اعبر عن حنقي وزعلي وان انفجر كبركان ثائر

بأي طريقة تحلو لي, ليبقى هو في حالة دهشة ويعلق باستمرار على كل افعالي بكلمة واحده...

مظهرك الوديع الجميل, ملامحك الرقيقة....تخبئ في حناياها انسانه متمردة.........لماذا؟

كثيرا مارنت كلماته في اذني ...

وكثيرا ماوودت ان اشرح له... وكيف ساشرح...؟!

وماذا ساقول....

هل اقول له لم تكن يوما ما فارس احلامي...ولم اتزوجك لاني مقتنعه بك... وان هناك حسابات يجب

تصفيتها ولو على حساب الابرياء.....!!


عشنا سويا اسواء شهر عسل في العالم, فلم يكن زوجي الجديد يمتلك المال الوافر ليذهب بي

خارج الوطن او على الاقل خارج مدينتي نفسها, فظللنا حبيسين الدار.

اراد فتاة قنوعه...

واردته شاب غني...

اراد فتاة تحبه...

واردته ذكي ليأسرني..

ارادها حياة هادئة...

واردتها درسا لامي...


اصبحت اتسخط عليه وعلى عيشتي معه, واقارن كثيرا بينه وبين ازواج اخواتي....

لأرى الدموع في عيونه الكسيرة...طالبا مني رحمته...

لاانسى ذلك اليوم الذي تنصت فيه على احدى مكالماتي مع صديقة لي, اشكو فيها من فقره

وقلة حيلته, وانني بدأت اشعر انني انتقمت من نفسي بدلا من انتقم من امي...

سمع مكالمتي كلها ...

وحينما شعرت بوجوده, اغلقت السماعه فورا, وذهبت لئتأكد..

ولاول مرة في حياتي ارى رجلا يبكي.........

يبكي بدموع غزيرة...

جاثما على ركبتيه...

يالله انقذني, مالي ولهذا الرجل....

لما اتعسته وماذنبه...

لم اكن خيرا من امي التي ظلمتني دون سبب.

وقفت بجواره توسلت اليه وبكيت معه ....قبلت يديه ورأسه...عله يسامحني...

وكالعاده, سامحني فورا...

بل واحتضني واخبرني انه يحبني بصدق, وان الله رزقه فوق مايتمنى, وان احلامه كانت ابسط من ذلك

بكثير...

ومضى ذلك اليوم, كأسود يوم اشرقت فيه الشمس على حبيبي (( زوجي)).

بدأت احبه, وبدأت اشعر به, واقترب منه اكثر واكثر...

ولا انسى كيف كنا نقضي اليوم كله في سعادة.....

نخرج من الصباح الباكر, ننطلق بسيارتنا القديمة, نشتري الفطور البسيط بدراهم معدودة ثم نتوجه

لاحدى الحدائق , نفطر بها...

لتبدأ رحلتنا الشبابية انا وهو فقط...

نركب السيارة....

نرفع صوت الموسيقى الى اعلى حد....

يطلب مني ان اتخيل سيارته (( روز ويلز))...

ننطلق مسرعين.....

واطلب منه ان يتنازل عن مستقبل سيارته الفارها لأقودها بدلا منه, فترتعد اطرافه بطريقة كوميديه

ان ذلك من الممكن ان يكلفه الكثير فيما لو حصل اي مكروه لمركبته العجيبة....!!

فنشدو بضحكات عالية...


كل شيء على مايرام , حتى ابدأ في وضع رأسي على وسادتي ليلا....

فتقفز جراحي...من جهه

وتلوح احلامي في الافق.....من جهة اخرى

وتحدثني نفسي الامارة بالسوء...... مالكي ولهذا الزوج الكحيان....

انت تستحقين اغنى الرجال...

افضلهم...

شاب يفوق طموحك.. يبحر باحلامك من ارضا الخيال للواقع...

لتصحوا انتقامات الامس, واقرر انه يجب ان يبقى وسيلة لاهدف في حد ذاته...

وتمضي ايامي معه مدا وجزر....

سعادة بتعاسة وتعاسة بسعادة.....

فيصرخ ويقول: لقد اصابتني بالجنون....
التوقيع  ** شهد **
في هذا الفضاء السرمدي اللامتناهي..هناك أرواح يحدها أمل اللقاء ..في نقاء
** شهد ** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس