[مراقب مظلوم]

ولنعود لموسم الحج من عام 1425 ونحن نستقبل ما يقارب ثلث رحلات الحج التي يستقبلها مطار الملك عبد العزيز ولو عملنا مقارنة بسيطة بين المطارين لاستغربنا كيف يستطيع مطار المدينة أن يستقبل هذا العدد من الرحلات , فنحن في مطار المدينة 18 مراقب جوي في عام 1425 ليصبح العدد الآن في عام 1430 هــ 27 مراقب جوي فكم عدد المراقبين في مطار الملك عبد العزيز ؟؟؟ , نحن نعمل بدون رادار وجدة تعمل برادار , بالنسبة لمطار جدة فهناك ثلاثة مدرجات وفي المدينة مدرج واحد فقط .

قبل أربعه سنوات أقام أمير منطقة المدينة سابقا حفل تكريم للمراقبين وقدم لهم خطابات شكر لمجهودهم ولصعوبة ما نوجهه في برج المراقبة الجوية في مطار المدينة وطلب في تلك الأيام وأصر أن يكون هناك رادار في مطار المدينة لان الحركة في تزايد مستمر , ومن هنا كانت بداية القصة الغريبة .

بداية القصة هي رادار المدينة

فاعتقدنا أن الوقت قد حان وان الكثير يعرف مدى أهمية وجود رادار بالمدينة , وكنا نعتقد أن الوقت قد حان لمكافأة مراقبين ظلوا طوال هذه المدة يعملون بإخلاص وتفاني , فكلمة حق لهولاء المراقبين الذي استفد منهم كثيرا فهم من الكوادر النادرة والتي يجب أن نحافظ عليها وننميها , فالإحصائيات تقول أن هولاء المراقبين وخلال الخمسة سنوات الماضية التي ازدادت فيها الحركة بشكل غير معقول , هم أصحاب اقل مشاكل في الطيران فخلال هذه المدة أستطيع أن احصر المشاكل بعدد أصابع اليد الواحدة الذي كان الخطأ فيها من المراقب الجوي .

تم أكثر من اجتماع بين مسولين مطار المدينة وبين هيئة الطيران المدني لمناقشة إمكانية توفير رادار لمطار المدينة وطبعا وكالعادة لم يكن لإدارة المراقبة الجوية في الهيئة او المطار أي دور فلا تستغربوا من نتائج هذه الاجتماعات .

فأصبحنا نسمع كل فتره وفترة أشاعه , فقد سمعنا ان الرادار سيكون في المدينة والتحكم فيه من مراقبين المدينة وكذلك سمعنا أن الهيئة سوف تنقل بعض مراقبين المدينة لجدة ليتحكموا بحركة المدينة عن طريق الرادار لحين تركيب رادار المدينة وكذلك سمعنا انه لا يوجد رادار للمدينة بل عن طريق رادار جدة يتم التحكم في حركة المدينة , كما سمعنا وسمعنا وسمعنا وكل ما سمعناه من وكالة يقولون .ولم نهتم لما نسمع لأننا لم نشاهد أي تغير لذلك كله كلام لا معنى له .

بعد ذلك وخلال زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين للمدينة المنورة أكرمنا وشرفنا خادم الحرمين حفظه الله بتحويل مطار المدينة المنورة لمطار دولي فأصبح مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي , وهذا التحويل الجذري للمطار أكد لنا أن الرادار سوف يكون في المدينة المنورة والتحكم في مجال المدينة الجوي سيكون بمراقبين المدينة . فلا يعقل أن يكون مطار دولي ويستقبل كل هذه الرحلات ولا يوجد به رادار .

واستمر الوضع لفترة من الزمن بين وكالة يقولون وبين التوقع ليقرر مجموعة من مراقبين المدينة طلب اجتماع مع رئيس الملاحة الجوية في هيئة الطيران المدني , تم اخذ الموعد وذهب المراقبين لرئيسهم وفي الاجتماع أكد لهم أن أريل الرادار سيتم تركيبه بالمدينة وعن طريق الألياف البصرية بين المدينة وجدة ستظهر في شاشة رادار جدة الحركة الجوية في مجال المدينة المنورة ولا يوجد نية ليكون التحكم من المدينة , فحاول الشباب إقناع من في الاجتماع بصعوبة تطبيق ذلك وأيضا إيضاح الظلم الذي سيقع علينا كمراقبين ولكن كما تعودنا منهم لا حياة لمن تنادي . عندما تم تركيب أريل الرادار بالمدينة وبعد تحويل المطار المدينة لمطار دولي هل كان المقصود هو قتل المراقبة الجوية , هل تعرفتم على الابن ( المراقبة الجوية ) وذلك الأب الظالم ( الملاحة الجوية ) ؟ هل التخطيط الذي يدار في الخفاء هو حصر المراقبة الجوية في مطارين آو ثلاثة وإعطاء الممرات الجوية صلاحيات أكثر ومميزات اكبر ؟ لماذا يتم تركيب الاريل الخاص بالرادار بالمدينة ويكون التحكم به من جدة , الم يكن هناك دراسة جدوى للمشروع ؟ أليس من حق مراقبين المدينة وبعد عنا استمر آل 25 عام وتفاني بالعمل وتميز أن يكون في مجالهم الجوي رادار ؟ هل تعي الهيئة ما تقوم به من مخاطرة للمجال الجوي السعودي من تقسيم المجال الجوي للمملكة بين مطارين فقط ؟ هل جميع ما رفع لها من مخاوف المراقبين فيما يخص السلامة لا يهمها بشي ؟


هل من يخطط للمراقبة الجوية في قسم الملاحة الجوية يعلم شي عن المراقبة الجوية ؟ هل انضمام المراقبة الجوية والممرات الجوية تحت مسمى الملاحة الجوية يفيد المراقبة الجوية بشي ؟ هل استفادت الممرات الجوية كثيرا عند انضمامها مع المراقبة الجوية تحت هذا المسمى ؟ هل فعلا قسم الممرات الجوية يملك موظفين لا عمل لهم وهل من يقوم بهذا العمل هم الأجانب بهذا القسم أكاد اجزم أننا في مطار المدينة نؤكد ذلك ؟ هل تستطيع المراقبة الجوية النهوض من جديد بعد كل هذه الحروب ؟ وهل وهل وهل وهل وهل ؟

أكاد اجزم انه لا يوجد مراقب جوي واحد في المملكة لا يسال نفسه الكثير من هذه الاساله , فمن هو المسئول عن وجود هذه الحيره لدى المراقبين الجويين ؟