[الطيار الجزائري]

إستناداً الى الإحصاءات التي قام بجمعها مؤخراً، كشف مكتب الإحصاءات الفيدرالي الألماني عن إختيار مدينة ميونخ مجدداً كأفضل وجهة سياحية لدى السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ وصل عدد السياح الخليجيين في ميونخ عام 2008 الى أكثر من 60,000 شخص، وقضوا فيها أكثر 270,000 ليلة. وفي فصل الصيف من كل عام، يحّط سياح دول الخليج رحالهم الى العاصمة البافارية، ويعد هذا التقليد كثوب ترتديه المدينة مع حلول فصل الصيف في كل عام. وسواء إقتصرت الرحلة على التجوال في شارع "ماكسيميليان" في أحد أحياء ميونخ الراقية، أو الإسترخاء في الحديقة الإنجليزية، أو تناول عشاء فاخر في فندق "كونيغسهوف"، يستمتع السياح العرب مجدداً هذا العام بالمناظر الخلابة للمدينة والأنشطة والفعاليات المتنوعة التي توفرها لزوارها، وتنتشر فيها العديد من الشوارع والمقاهي والمحلات التجارية التي تعج بالسياح من دول الخليج.

ويفخر سكان ميونخ بضيوفهم العرب الذين يشكلون جزءاً حيوياً من مدينتهم، فتُشعرهم الضيافة البافارية المعهودة بالأمان وبأنهم متواجدون في بيتهم الآخر. وتتوفر في مدينة ميونخ رحلات جوية مباشرة الى أغلب الدول العربية، بالإضافة الى توفر العديد من المرافق السياحية الأخرى التي تستعد في كل عام لإستقبال ضيوفها العرب والسهر على راحتهم. كما يتيح موقع المكتب السياحي للمدينة على شبكة الإنترنت الكثير من المعلومات القيّمة عن ميونخ، بالإضافة الى البروشورات المطبوعة باللغة العربية. في حين توظف الكثير من الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية في المدينة، كوادر تجيد التحدث باللغة العربية.

ويُعطي نايف السباعي، موظف مصرفي من إمارة دبي، سبباً آخراً يفسّر إختياره لمدينة ميونخ كوجهة مفضلة لقضاء عطلته الصيفية، إذ يقول في هذا الشأن: "بعيداً عن الحدائق الجميلة والفنادق الرائعة ومتعة التسوق التي توفرها هذه المدينة، يمثل المجئ الى ميونخ في فصل الصيف فرصة جيدة للقاء الأصدقاء القادمين من دبي ودول الخليج، الذين لا يتاح لنا رؤيتهم في بلادنا بسبب إنشغالنا الدائم بظروف العمل. يأتي غالبيتهم الى ميونخ في فصل الصيف، وبذلك يكون من السهل علينا الإلتقاء ببعضنا البعض في الشوارع والمقاهي والمطاعم المنتشرة في المدينة!".

يعد معرض "توت عنخ آمون – القبر والكنوز" من أبرز عوامل الجذب السياحي للمدينة في فصل الصيف هذا العام، والذي سيتيح لزواره - وللمرة الأولى في تاريخه – فرصة مشاهدة الفن الفرعوني المستوحى من أشهر الفراعنة المصريين، والذي جذب اليه الآلاف من الزوار شهرياً، الى جانب إقامة العديد من الأحداث الترفيهية في الهواء الطلق، والتي تتنوع من الحفلات الى العروض الموسيقية والمهرجانات التقليدية.

ومع بدء إنطلاق موسم كرة القدم في المدينة، ينظّم نادي "بايرن ميونخ" العديد من الرحلات الى المعسكرات التدريبية للفريق، التي تتيح للزوار فرصة لمقابلة نجوم الفريق من اللاعبين ومشاهدتهم أثناء فترة التدريب. كما سيكون بإمكان عشاق التسوّق الإشتراك في جولات تفصيلية الى المحلات الداخلية للمدينة، والى مركز "فونف هوفه" (وتعني: الباحات الخمس) ومحلات "شفابينغ" الحديثة. كما تستمتع الكثير من العوائل بزيارة حديقة الحيوانات التي تعرف بـ "حديقة هيلابغون"، بالإضافة الى متنزه "ويستبارك" الذي يوفر الكثير من ساحات اللعب، وحديقة النباتات الشهيرة.

وليس هذا فحسب بل إن المحميات البافارية الشاسعة بإطلالاتها على بحيرات وجبال الالب، والمناظر الخلابة التي تشعرك بالراحة والهدوء وكأنك واقف قبالة لوحة رومانسية رائعة، الى جانب القرى القديمة والقلاع الشبيهة بتلك الموجودة في عالم ديزني، قد نجحت بإستقطاب الكثير من السياح القادمين من دول الخليج، الأمر الذي يجعل من هذه المدينة مكاناً مميزاً لقضاء عطلة رائعة بعيداً عن حر الصيف المعهود في منطقة الخليج.