نقلة استراتيجية
إن هذه النقلة الاستراتيجية في تاريخ الوطن الغالي لها أهميتها البالغة، ففي إضافة أكاديمية فنية
في مجالات نقل التقنية الأكثر تعقيداً على مستوى العلوم التطبيقية نواكب بذلك الهدف الوطني
الداعي إلى تأهيل وتوطين الخبرات الفنية والقدرات محلياً، وتدريب الفنيين وتأهيلهم بأعلى
مستويات الجودة وبأقل التكاليف، وسوف توفر هذه الأكاديمية خدمة التأهيل والتدريب الفني في
صيانة الطائرات للعديد من شركات الطيران المحلية والدولية المتخصصة في صيانة الطائرات
وأجهزتها المختلفة، والآن حان الوقت لكي يظهر هذا الصرح العظيم إلى أرض الواقع وعلى أيدي
أبنائها الأبرار، فكل ما ترونه في هذا المعهد، وكل ما ستلمسونه في جولتكم الميدانية، هو من نتاج
أبناء مؤسستنا الغالية وقطاعاتها المختلفة بجهود ذاتية محضة لجميع التجهيزات والمعدات
والورش، ليس هذا وحسب بل إن المدربين هم أبناء "السعودية" ونتاج غرسها، وليكون رفعة
الوطن هو الهدف الأسمى من هذه المدرسة العالمية المستوى، الوطنية السواعد
أول مدرسة
لقد استوقفتني مقولة قرأتها مؤخراً للدكتور بيتر دراكر "أبو الإدارة الحديثة" يقول فيها:
"كلما رأيت عملاً ناجحاً أو مؤسسة خاصة متفوقة عرفت في التو أن رجالاً هنا وهناك قد اتخذوا
قرارات شجاعة"، فلقد كان لمعالي الدكتور خالد عبدالله بن بكر السبق في اتخاذ القرار، والسبق
في إبداء الدعم الكبير واللامحدود، وهو الذي أعطى الإشارة الأولى لبدء العمل الجاد في تنفيذ هذا
المشروع العملاق وتحويله إلى حقيقة، ولا ننسى المساندة المتواصلة من قطاعات المؤسسة
المختلفة وعلى رأسهم مساعد المدير العام للشؤون المالية الأستاذ/ محمد عبدالعال، ومساعد
المدير العام للشؤون العامة المهندس/ محمد سعود هاشمي، فقد كان لتضافر تلك الجهود المساهمة
الفعلية في تحقيق الحلم المنتظر، ولا بد لنا من الإشادة بالدور البارز لرئاسة الطيران المدني وفي
مقدمتهم معالي رئيس الطيران المدني المهندس/ عبدالله بن محمد نور رحيمي، والكابتن محمد بن
رشاد برنجي، والمهندس/ طارق بن عبدالسلام قطب، في متابعة إنجاز وتنفيذ الجوانب الفنية
للأكاديمية والتي كان لها الدور الفعال في اعتماد الأكاديمية ومنحها الإذن والترخيص لتصبح أول
مدرسة معتمدة في علوم تقنية وصيانة الطائرات على مستوى المملكة، وقبل وبعد ذلك كان هناك
رجال عظماء من أبناء هذا الصرح في إدارة التدريب الفني بذلوا ولا يزالون جهوداً مضنية وعلى
رأسهم أخي وزميلي الأستاذ/ حاتم عبدالله مراد مدير عام التدريب الفني، فلهؤلاء جميعاً خالص
الشكر والتقدير على كل ما بذلتموه وقدمتموه لإنجاح هذا الصرح الكبير، ولا بد في هذه العجالة أن
أنسب الفضل لأهله، وأخص بالشكر الجزيل والعرفان إخواني وزملائي المهندس/ أحمد بن
عبدالقادر جزار، والمهندس/ محمد تميرك، اللذين ساهما في بذر هذه النواة الصالحة في أعماق هذا
الكيان، وسهرا على رعايتها والحفاظ عليها حتى أينعت، فجزاهما الله عنا خير الجزاء، كما أتقدم
إليكم جميعاً ونيابة عن جميع زملائي منسوبي الشؤون الفنية بعظيم الامتنان وجزيل الشكر والعرفان
على تفضلكم بتشريف حفلنا ومشاركتنا فرحة الإنجاز.
وفي الختام أوجه كلمتي لأبنائي الطلبة، وأحثهم على الاستفادة من الإمكانات والخبرات التي
تضعها "السعودية" بين أيديهم، وعلى تحمل المسؤولية في تلقي العلوم والتقنيات، والحرص
على ذلك ليكونوا الثمرة الأولى التي تعمل بسواعد الجد والنشاط، وفق الله الجميع لكل خير.
بعد ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن تاريخ الطيران المدني في المملكة، ثم قام معالي المدير
العام بتكريم عدد من المسؤولين بـ"السعودية" الذين شاركوا في إنشاء المعهد تقديراً لجهودهم
وهم: مساعد المدير العام للشؤون المالية محمد هاشم عبدالعال، مساعد المدير العام للخدمات
العامة المهندس محمد سعود هاشمي، محمد غوني، أحمد جزار، محمد جميل تميرك وحاتم مراد.
كما تم تسليم 17 متدرباً يمثلون الدفعة الأولى من المتدربين بالمعهد في مجالي صيانة المحركات
وهياكل الطائرات والذين يعتبرون النواة الأولى للكوادر البشرية الفنية من خريجي المعهد وهم:
جهاد بن جمال الشريف، خالد بن باخت الشريف، نايف بن سعيد الأيوبي، علي بن مانع اليامي،
فؤاد بن أحمد العمري، بسام بن عبدالله البسام، أحمد بن محمد فرحان، عبدالرحمن بن مقرح
الزهراني، سعود بن خالد العيسى، أحمد بن عبدالله الغامدي، محمد بن أحمد سعد، عبدالرحمن بن
مصلح الردادي، أحمد بن جميل حلواني، عبدالرحمن بن خالد صديق، أحمد بن عبدالله باهميم، أحمد
بن محمد العمري وعبدالله بن عبدالإله شيخ.
بعدها قام معالي المدير العام وضيوفه الكرام بقص شريط افتتاح المعهد، وتجولوا في الأقسام
والفصول الدراسية التي يحتويها المعهد.