بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم / الاثنين / 10/02/1431هـ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
-----------
(كـراهـيـة الـتـثـاؤب)
---------
التثاؤب مكروه، سواء كان في الصلاة أو خارجها، وتتأكد الكراهة في الصلاة، والسنةُ في التثاؤبِ رَدُّهُ.
ويؤيد كراهة التثاؤب مطلقاً كونه من الشيطان، وبذلك صرح النووي.
--------------
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ).
رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ).
وفي لفظ له: (إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ).
------------
قال ابن علان – رحمه الله –:
(ما استطاع): أي: قدر استطاعته، وذلك بإطباق فيه، فإن لم يندفع بذلك فبوضع اليد عليه. انتهى.
قوله: "فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع":
أي: يأخذ في أسباب رده، وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة.
فالمشروع في حق من هم بالتثاؤب:
أن يكظم ذلك ما استطاع، وذلك بتطبيق السن وضم الشفتين، فإن لم يندفع كظمه بيده.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله –:
قال ابن بطال:
إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإدارة.
أي: أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائباً، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب.
--------------
قال ابن العربي:
ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة، وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه، لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة.
--------------
وأسأل الله لي ولكم التوفيق
وشاكر لكم حُسْن متابعتكم
وإلى اللقاء في الحديث القادم
"إن شـاء الله"