تلقى بهم الأقدار فى طريقك دون سابق موعد....وتمر الأيام دون أن تتصور أنهم يوماً سيصبحون الهواء الذى تتنفسه النور الذى تبصره عيناك ...يسكنون داخل كل خلية بجسدك ويسكنون أعماق الفؤاد وعندما تتخيل انهم يوماً سيفارقونك ...تشعر وكأن روحك تخرج من جسدك فينتفض قلبك وتمتلكك نوبات بكاء عنيف....وتتمنى أن لا يأتى ذلك اليوم الذى تفقدهم فيهم
وتمر الأيام وتجد نفسك قد صرت مصدر أحزانهم وهمومهم
هنا وفى هذه اللحظة وبكل أقدام متثاقلة تجد نفسك مجبور على الرحيل والبعد
مجبور أن تنزع روحك من جسدك...أن ترحل بعيدا
فالحزن الذى سكن عيونهم كلما تبصره تتمنى الموت ولا تراه
تتمنى الموت ولا تسقط دمعة من عيونهم
ورغم الالم والمرارة تبتسم فلقد استطعت أن تتغلب على أنانيتك
لتعلم ان الحب الصادق لا يعرف الأنانية
وان تزرع من احزانك وآلامك بسمة بقلوبهم
هنا ترحل ولكن منتصرا على نفسك
وتظل الذكرى ما تبقى منهم لتحيا عليه
بقلم
عالم الطيران