ابي لا تسأل عن أحوالي
مر القطار
...
رحل النهار
...
بلعت أقراصا منومة للضمير
وتابعت في خطى الصمت
أشواك المسير..
لا تسمن من جوع
تلك الكلمات في عطش القفار
تلك العواطف المتأخرة من الذل
من النسيان في ساعات الهجير..
من الإهمال ونحن صغار..
أبي دع ذاك الماضي
لا تنبش فيه بسخرية الذهاب
بالأحضان والشوق الكذاب..
فأنت تعلم..
وأنا أعلم..
قلبي لا يفقه لون المقت
لكنه أقام على حبك حصاره
حنانيك لا تسأل عني..
كي لا توقظ بعض الحوادث
في زيارة...
حنانيك..
فإني كي لا أحمل الكره
أغض الطرف عن أنواع الحقارة
دع الصمت سيد المواقف
إجعل لغة البكاء تنافق..
فهذه الذكريات إكتسبت نكهة المرارة
ذهاب..
غياب..
عتاب..
لا تكفي قصائدي
بحروفها المنهارة..
أن تعيد ضحكات من جرحتهم
من غادرتهم في عجالة
على السنوات الأولى..
كل الخسارة...
....
أبي..
جميع الأبواب
تعرف أن الطفولة
مبتورة من شجرة..
أشياء في ذهني
تريد أن تبدأ..
تريد أن تفوت..
جذور إسمك تلاحقني
صعب أن تموت..
جميلة هي روح الأعياد
ولما لا تطلب المغفرة..؟
فإن تغاضى الله..
فإني لا أسامح..
هكذا تنتحر المعذرة..
فجأة في غيمة الصيف
تأتي وتحت إبطك من قصص الندم
حنانيك..
لا تسألني عن أحوالي
يكفي ما يفعله بطئ الألم..
فالله مهما قدر..
قد رحم..
لكني يأست منك
من خلق الروح في الصنم...
أبي..
حنانيك
نعم أذكر أنك علمتني
كل الكلمات الأولى وحب مارسيل
وبيروت عندما هدمتها العتمة
وكل الأحزان في المواويل
ومحمود حينما يضعني على كتفه
ويمسح دمع الغياب بالمناديل
نعم علمتني..
فلا مفر من ضريبة الزرع
والحصد المزهر من جني المستحيل..
أبي
حنانيك
فقد مر القطار
قد رحل النهار..