[kuwaity_pilot]

أدرك سائقو السيارات من خلال تجربتهم أن إبطاء السرعة على الطرق العلوية السريعة من شأنه أن يضيف المزيد من الأميال في كل جالون مستهلك من الوقود.

ويبدو أن شركات الخطوط الجوية تتجه للاستفادة من هذه التجربة عبر إضافة بضعة دقائق في زمن الرحلة بهدف توفير ملايين الدولارات في تكاليف الوقود.

وشرعت شركة ساويث ويست إيرلاينز الأميركية في التحليق بسرعة أبطأ مما اعتادت عليه منذ حوالي شهرين بعد أن أشارت تقديرات الشركة إلى أنها سوف تتمكن من توفير مبلغ يصل إلى 42 مليون دولار أو 27 مليون يورو في اجمالي تكلفة الوقود هذا العام عبر تمديد زمن كل رحلة بمقدار دقيقة أو ثلاث دقائق على الأكثر.

وفي إحدى رحلات شركة نورث ويست إيرلاينز المتجهة من باريس إلى مينابوليس الأميركية في هذا الأسبوع أدى ابطاء سرعة التحليق إلى توفير ما مقداره 162 جالوناً من الوقود ما وفر على الشركة الناقلة مبلغاً بمقدار 535 دولارا في هذه الرحلة وحدها بعد أن عمدت إلى إضافة ثماني دقائق إلى زمن الرحلة لتصبح ثماني ساعات و58 دقيقة.

وهو الأمر الذي بات يعني التحليق بمتوسط سرعة لا يزيد على 532 ميلاً في الساعة (أو 856 كيلومترا في الساعة) بدلاً من السرعة المعتادة بمتوسط 542 ميلاً في الساعة، وكما يقول مدير عمليات الطيران في شركة جيت بلو ديفيد فولر التي بدأت أصلاً في التحليق ببطء منذ عامين من الآن: ''لا أعتقد أن هذا الأمر ينطوي على نوع من التغير الدراماتيكي''.

إلا أن التوفير استمر يحقق المزيد من المكاسب، إذ إن شركة جيت بلو أخذت تضيف متوسطاً بمقدار دقيقتين فقط إلى كل رحلة قبل أن توفر مبلغاً بحوالي 13,6 مليون دولار في كل عام في تكاليف الوقود.

وتمكنت شركة نورث ويست من توفير مبلغ 600 ألف دولار في كل عام عبر إضافة 4 دقائق فقط إلى زمن رحلاتها من وإلى هاواي وحدها هذا العام، أما شركة يونايتد آيرلاينز الأميركية فقد عمدت إلى استثمار مبالغ في برنامج معلومات لتخطيط الرحلات يعمل على مساعدة الطيارين على اختيار أفضل المسارات والسرعات بحيث يعني أن الطائرات بإمكانها في بعض الحالات أن تحلق بسرعات بطيئة، وتقدر شركة يونايتد أن برنامج المعلومات سوف يمكنها من توفير مبلغ 20 مليون دولار في كل عام.

ويذكر أن نظام برنامج معلومات شركة يونايتد قد طورته شركة لوكهيد مارتن الأميركية بالتعاون مع شركة فلوجويرك أفييجن النمساوية في حين عمدت شركة لوفتهانزا الناقلة الوطنية الألمانية إلى تطوير نظام مماثل قبل أكثر من عقد من الآن قبل أن تبيعه إلى أكثر من 12 شركة ناقلة بمن فيها إيكندا وبريتش ايرويز وسنغافورة ايرلاينز.

ويعتقد معظم المحللين أن الركاب المحاصرين أصلاً بأسعار التذاكر العالية والتأخيرات المستمرة وطول الانتظار في صفوف التفنيشات الأمنية ربما لن يشعروا حتى بوجود هذه الدقائق الإضافية.

وفي داخل مجالس الإدارات تشعر شركات الخطوط الجوية بوطأة أسعار الطاقة المرتفعة، وبالنسبة لوقود الطيران الذي يتم تسليمه في ميناء نيويورك فقد قفز السعر الفوري - أي السعر الذي تدفعه شركات الطيران عندما تحتاج إلى وقود أكثر من ذلك المضمن أصلاً في العقود -بنسبة 73% العام الماضي إلى مستوى 3,54 دولار للجالون وفقاً للبيانات الحكومية الأميركية.

وتحاول شركات الخطوط الجوية جاهدة تطبيق العديد من التدابير من أجل التصدي إلى التكاليف المرتفعة للوقود بما في ذلك رفع أسعار السفر وإضافة رسوم الوقود في التذاكر وفرض رسوم إضافية على الحقيبة الثانية بدلاً من الثالثة كما كان في السابق، ولكن إبطاء زمن الرحلة ربما لا يوفر الحل السحري لهذه المشكلة.

فعلى الرغم من أنه يساعد شركة الطيران على ترشيد الوقود إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى زيادة تكاليف العمالة والصيانة متى ما احتاج المستخدمون إلى العمل لساعات أطول وأصبحت الطائرات تحتاج إلى المزيد من أوقات الخدمة كما يقول بوب مان استشاري خطوط الطيران المستقل في نيويورك.

أما الأهم من ذلك ومن الناحية الفنية فإن إبطاء سرعة الطائرة من أجل توفير الوقود لا يمكن تطبيقه إلى أقل من سرعة معينة - تتفاوت بين طائرة وأخرى - وإلا فإن الأمر سوف يتمخض عن نتيجة عكسية بالكامل بحيث يزداد عندها استهلاك الطائرة للوقود في حقيقة الأمر.

المصدر: الأتحاد