اليوم وقد وضعتمونى بسجن الخواطر؛أما أنا فقد وضعت نفسى فى زنزانة ضيقة من زمن بعيد؛زنزانة ليس لها سوى نافذة واحدة صغيرة أبصرمن خلالها ضوء الشمس البعيدة الساكنة فى الأفق البعيد والتى أرى شعاعها فقط ولا ألمسه.
كم باردة هى زنزانتى تضيق على صدرى كل ليلة؛فأشعر وكأنما روحى تتصعد للسماء؛وكل سجين وضع قيده فى قدميه أو فى يديه؛أما قيدى أنا وضع حول رقبتى وأى قيد هو ؟؟!!!!قيد حديدى أقفاله صدأة؛ان أنا تخلصت منه نزفت حتى الموت.
وأى سجينة أنا؟؟؟؟؟؟سجينة من نوع خاص مشاعر متناقضة تتصارع تتلاطم كالأمواج.
وعندما يخلو كل سجين فى ظلمة ليله البهيمى يغمض عينيه ولا يغمض قلبه ولا يجد ونيسا غير ذكرياته؛فيغوص فى أعماق ماضيه ويسترجع شريط حياته والذى توقف عند باب زنزانته.
فلأغمض عينى وأعود بالزمن الى الوراء الى زمن طفولتى.
أين أنا الآن من طفولتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيتها الفتاة الصغيرة أين أنت منى؟؟؟؟؟؟؟
هل تذكرين شوارعنا؟؟؟؟؟؟؟
هل تذكرين ضحكى ......ووصبى....ولعبى؟؟؟؟؟؟؟؟
لو كنت تعلمين يوما أن الدنيا ستقتلعك لترميك فى بحرها لتصارعين أمواجها؛فأحيانا أنت من الغرقى وأحيانا أنت من الناجين......ماذا كنت ستفعلين؟؟؟؟؟؟
هل ستختبئين فى غرفتك فى بيتك الكبير وتغلقين باب الغرفة فى وجه الزمن؟؟؟؟؟؟؟
لكن الزمن لن تعيقه أبواب لو كانت من حديد.
أين أنت منى الآن أيتها الطفلة الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟
أين براءتى؟؟؟؟؟؟
أين نقائى؟؟؟؟؟؟فتاة فى الخامسة تلهو ؛تلعب؛تضحك لا تعى معنى الحزن معنى الكره معنى الحقد معنى القهر؛من امرأة فى بداية عقدها الثلاثين خطت الدنيا بسياطها على جسدها وروحها؛لتترك تلك السياط قروح بروحها لن تمحوها السنون.
أين أنت منها يا طفلتى الصغيرة؟؟؟؟؟؟
ولم أرى طفولة أطول عمرا من طفولتى ؛كنت طفلة حتى الثالثة والعشرون من عمرى؛وبعدها عندما ارتميت فى طاحونة الحياة بدات أفقد طفولتى شيئا فشيئا؛حتى فقدتها الى الأبد.
أين انت منى يا طفلتى الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟
يامن كنت تحسبين أن الدنيا لايسكنها سوى الملائكة.
يا طفلة كانت تجرى خلف شعاع الشمس وضوء القمر.
أين أنت منى الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحن اليك فهل ستعودين لتسكنين بين أضلعى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والى اللقاء فى خاطرة أخرى
أختكم
عالم الطيران
رائعة .. صدرت من رائعة ...
أراكِ .. فتاةً صغيرة بريئة عاشت حياتها كما أحبت , فرحت ولعبت ,, ركضت وتعبت ,,
وعند نهاية الطريق , هناك مرآة أمامها , فرأت نفسها لأول مرة منذ زمن ,, رأت إمرأة ناضجة ,, راشدة ,, مسؤلة ,, مثقلة بالهموم ,, أتعبها الرَّكض خلف ضوءِ القمر بالليل واللَّهثِ خلف شعاع الشّمس بالنهار ..
أرادت أن تبقى صغيرة ,, وقدرها أن تكبر وتكون حيث لم تريد أن تكون ........
عالم الطيران الرائع ..
أتمنى أن تحطمي قيدك , وتكسري تلك النافذة الصغيرة بذلك القيد ,,
أتمنى أن تخرجي وتري النور الحقيقي ,,
فلا تزال الشمس ساطعةً بنورها ,,, ولا يزال القمر مضئ ...
خاطرة جميلة .... تحياتي لكِ