لا أتوقع دعم واطلاحة حكومة الكويت لطيران اقتصادي
السعر والخدمة والجدول أهم عناصر اختيار العميل لشركة الطيران
أرى ان المسافر يعتمد اختياره لشركات الطيران على 3 عوامل هي: السعر, الخدمة والجدول, واعتقد ان الازمة المالية الحالية ساعدت بشكل كبير على اتجاه الكثير من المسافرين الى الطيران الاقتصادي, لكن الطيران التقليدي ظل محافظاً على ادائه وكيانه بشكل عام وسيبقى كذلك مهما تزايد أداء الطيران الاقتصادي.
وهذا لا يمنعنا من القول ان طيران الكلفة المنخفضة استحوذ على حصة من حصص الطيران التقليدي كما أنه يعتبر مكملاً لهذا الأخير في حركة النقل الجوي في المنطقة, حيث نجد نسبة كبيرة من المسافرين يفضلون هذا النوع, لكن في جميع الاحوال الطيران التقليدي له سماته ومميزاته, كما انه لن يتأثر كثيراً بالطيران الاقتصادي نظراً لأنه يعتمد في حركته على الوصول الى جميع الوجهات سواء في دول المنطقة او الدول الاوروبية واميركا وهذه الوجهات لها روادها سواء من المواطنين او المقيمين, والطيران لمسافات طويلة ما زال صعباً على الطيران منخفض التكاليف.
وأوكد في هذا السياق ان الطيران الاقتصادي لا يستطيع بأي حال من الاحوال الاتجاه الى الوجهات البعيدة مثل اوروبا, فأقصى حد للطيران هو 4 ساعات فقط ولا يزيد عن ذلك.
اذن هذا النوع الجديد من الطيران الذي اطلقته اميركا ليتنافس خدمة الحافلات ومن ثم انتشر في العالم ومن المنطقة قبل أكثر من 5 سنوات عن طريق العربية للطيران, وكان وفي أهم آثار دخوله المنطقة ان زاد من قوة المنافسة بين الطيران التقليدي والطيران الحكومي او التجاري الذي بدوره دخل حلبة العروض الخاصة التي يقدمها الطيران المنخفض التكاليف وذلك لضمان تواجده املاً في جذب العملاء.
ونستخلص من ذلك ان ما ساعد على حصول الطيران الاقتصادي على حصة كبرى من أسواق المنطقة هي الظروف الاقتصادية غير المستقرة والتي احدثتها الازمة المالية العالمية خلال ,2008 ونرى ان شركات الطيران الاقتصادي انتشرت خلال العامين 2008 و 2009 وذلك من منطلق ان هناك اعتقاداً لدى الكثير من المستثمرين في هذا القطاع ان الطيران منخفض الكلفة سيحظى بطلب متزايد في الفترة المقبلة نظراً, للظروف الاقتصادية الصعبة فضلاً عن انخفاض اسعار الوقود وهو ما أدى بدولة الامارات ان تنافس نفسها باطلاق شركة طيران جديدة واعلانها عن اطلاق اخرى في وقت لاحق ليصبح هناك ثلاث شركات طيران اقتصادية في دولة الامارات جملة واحدة فضلاً عن الشركات التقليدية.
اما حول ما يقال ان عروض الاسعار بالنسبة للتذاكر على مستوى جميع شركات الطيران بأنها وهم وان الشركات توهم العميل حتى تجذبه او تقول له انها متواجدة في السوق, اعتقد ان ذلك غير صحيح فالشركات كافة تنافس بعضها على عمل مثل هذه العروض, للتواجد في السوق في المقام الأول, ولكن ما يحدث ان كل شركة لها سياساتها واتجاهاتها وخططها التي تستطيع من خلالها التواجد والانتشار, حيث تحدد الشركات نسبة بسيطة من عدد المقاعد وعمل العرض عليها, الامر الذي يجعل هذه النسبة تنفذ من السوق خلال ساعات من الاعلان عنها ويفسر البعض ذلك بأن الشركة لم تقم اصلاً بعمل عروض واستطاعت ان توهم الناس بذلك.
وهنا ادعو المسافرين ان يتابعوا الشركات جيداً وفور نشر الاعلان عليهم التوجه للشركة او الحجز عن طريق »الانترنت« لانه في بعض الاحيان تجد ان عدد المقاعد المعروض عليها اسعار مخفضة في حدود 20 او 30 مقعداً فقط.
وحول دعم بعض الحكومات الخليجية للطيران الاقتصادي رأى البحر ان توجه بعض الحكومات ينطلق من سياسات بعض الدول املاً في خدمة شريحة معينة من المسافرين في بلدانهم, ولا ينبغي بالضرورة قياس ذلك على ان الطيران الاقتصادي سينفرد بالاستحواذ على الحصة الأكبر بسبب دعم هذه الحكومات.
وانا لا اتوقع على الاطلاق ان تساهم الحكومة الكويتية في دعم واطلاق شركات ذات كلفة منخفضة.
عبدالسلام البحر
رئيس مجلس ادارة شركة الوطنية للطيران