تذاكر «مكس» ربما تكون خيارا جديدا للمسافر الذي يسعى هذه الأيام للحصول على مقعد على أي طائرة سواء للسائح أو للمسافر العائد إلى وطنه في إجازة الصيف حيث لفحت حرارة الأسعار جباه الجميع وأجبرت الكثيرين على إعادة تخطيط سفرهم والتنازل عن خيارات الرفاهية.
وتذكرة «المكس» خيار توفره بعض شركات الطيران عبر مواقعها الالكترونية وربما عبر وكلاء السفر ويجمع بين الدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الاعمال بحيث يمكن للراكب السفر على الاقتصادية والعودة على درجة رجال الاعمال بأسعار تقترب كثيرا من أسعار درجة رجال الاعمال وهناك من المسافرين من يقبل بذلك خصوصا في موسم الصيف وازدحام الحجوزات وعدم توفر المقاعد. مصادر في شركات السياحة والسفر أكدت أن الطلب على السفر خلال هذا الصيف حقق نموا بواقع 10 بالمائة رغم استمرار ارتفاع الأسعار خصوصا تذاكر الطيران التي ارتفعت بنسبة 20 بالمائة مقارنة مع صيف العام الماضي بسبب استمرار الارتفاع في أسعار النفط. ويؤكد عبد النور محمد حسن مدير الخليج والشرق الأوسط في عطلات الإمارات أن صعوبة توفر الحجوزات على بعض الوجهات خصوصا الأوروبية منها ربما يجبر السائح على تغيير وجهته بحيث يترك لشركة الطيران مهمة التخطيط وتوجيهه نحو وجهات محددة.
وحول تأثير ارتفاع الأسعار على توجهات السياح قال عبدالنور إن التأثير قد يتمثل في تنازل المسافر عن بعض المتطلبات والخدمات مقارنة مع السنوات السابقة مثل مستوى الفنادق والسيارات وغيرها من الخدمات موضحا أن عدم وجود خطة سفر للسائح تعني مزيدا من النفقات ومزيدا من الارتباك خصوصا في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار بما فيها أسعار تذاكر الطيران بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وقال إن معدل النمو في أعمال عطلات الإمارات خلال هذا العام يصل إلى 8 بالمائة على مختلف الوجهات رغم الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار مشيرا إلى أن هناك نموا في مختلف الأسواق التي تستهدفها عطلات الإمارات سواء أسواق الشرق الأوسط أو القارة الأوروبية وأسواق آسيا وافريقيا.
ويقول رياض الفيصل مدير عام شركة الماجد للسفريات إن غلاء الأسعار لم يؤثر في نمو حركة السفر في الدولة التي تجاوزت 10 بالمائة هذا العام رغم أن أسعار التذاكر ارتفعت بمعدلات وصلت إلى 20 بالمائة مقارنة مع الصيف الماضي.
ويضيف أن موجة الغلاء وارتفاع الأسعار أديا إلى تغيير في مستوى الخدمات والرفاهية التي يطلبها السائح فقد يتنازل مثلا عن خدمات محددة مثل تصنيف الفندق أو تأجير السيارة بهدف ضبط النفقات.
ويشير إلى أن شركات الطيران الاقتصادي ساهمت أيضا في إيجاد الحلول مع موجة الغلاء وأوجدت خيارات مقبولة لدى المسافرين والسياح الأمر الذي أسهم في المحافظة على معدلات نمو مقبولة وصلت إلى 10 بالمائة خصوصا مع الزيادات في الرواتب التي طالت معظم القطاعات في الدولة.
كما أن هذا الغلاء أسهم أيضا في نمو بعض الأسواق السياحية خصوصا الآسيوية مقارنة مع الأوروبية حيث تمتاز هذه الأسواق بنفقات وأسعار تذاكر اقل. ال
طلب القوي
بالرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار خلال هذا الصيف إلا أن الطلب ما زال قويا رغم توجه بعض المسافرين والسياح إلى التنازل عن بعض الخدمات والرفاهية مقارنة مع الأعوام الماضية مستفيدين من خيارات عدة لعل أبرزها وجود شركات الطيران الاقتصادي التي أوجدت أسواقا جديدة وخيارات عدة للمسافر.
ويتوقع مجلس السياحة والسفر والعالمي نموا بواقع 2,5 بالمائة في قطاع السياحة والسفر في منطقة الشرق الاوسط لعام 2008 مدفوعا باستمرار ارتفاع أسعار النفط التي تعزز نمو اقتصاديات المنطقة. ويقول المجلس إن إمارة دبي تمثل نموذجا لهذا النمو حيث يسهم قطاع السياحة والسفر ب30 % من الناتج الإجمالي للإمارة.
المصدر: البيان