لغز الحادث قد لا يحل أبداً
فرنسا والبرازيل تعلنان الحداد على ضحاياالطائرة المنكوبة
أعلنت كل فرنسا والبرازيل حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام ترحماً على ضحايا طائرة الركاب الفرنسية التي تحطمت وسط المحيط الأطلسي فجر الاثنين الماضي وسط ظروف لا تزال غامضة جداً.
وحضر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأعضاء حكومته أمس قداساً جنائزياً أقيم في كاتدرائية نوتردام في باريس.
وفي ريو دي جانيرو، أكد وزير الدفاع البرازيلي نلسون جوبيم الثلاثاء انه “ما من شك” في أن الحطام المبعثر والقليل الذي عثر عليه طافياً في المحيط الأطلسي الثلاثاء يعود للطائرة الفرنسية، مضيفاً “انني أؤكد أن الطائرة سقطت في هذه المنطقة”.
وكانت الطائرة قد اختفت فجر الاثنين بعد أربع ساعات من انطلاق رحلتها من ريو دي جانيرو الى باريس وهي تقل ما مجموعه 228 شخصاً.
وحتى الآن، لم تظهر مؤشرات على إمكانية حل لغز تحطم الطائرة، بل ان بعض الخبراء يقولون ان من الممكن ألا يتم أبداً حل اللغز.
وحسب المسؤولين الفرنسيين، فإن السبب “المرجح” للحادث هو تعرض الطائرة لصاعقة بعدما دخلت منطقة عاصفة شديدة على مستوى خط الاستواء في منتصف الطريق بين الساحلين البرازيلي والإفريقي.
ولكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة استبعدت أمس أن تكون رداءة الطقس أو ضربة صاعقة هي السبب الوحيد لتحطم الطائرة “الإيرباص”.
وقال المسؤول في المنظمة هربرت بوينبل انه ما زال من المبكر التكهن بأسباب الحادث، لأن معظم الطائرات مجهزة للتحليق في ظل أحوال جوية سيئة، مضيفاً انه “من المستبعد جداً جداً أن يؤدي سوء الأحوال الجوية وحده الى وقوع هذا الحادث”. وأوضح أن أغلبية الكوارث الجوية تحدث “بسبب تسلسل الأحداث وتعدد العوامل، وهناك عدد قليل ومحدود جداً من الحالات في تاريخ الطيران حيث يكون العامل الأساسي للكارثة سوء الأحوال الجوية وحده”.
وقد أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع البرازيلية أن طائرات وسفناً عسكرية كانت تصارع الأمواج والطقس العاصف أمس في منطقة سقوط الطائرة بحثاً عن بقايا الطائرة.
ولكن متحدثة باسم البحرية البرازيلية قالت انه لم يعثر على أي أثر لحياة ولا على جثث.
كما شككت المتحدثة في إمكانية العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، مشيرة الى أن حطام الطائرة الثقيل لا بد وأنه رسا في قاع المحيط، وفي هذه الحالة فإن قوة الضغط يمكن أن تدمر الصندوقين.
ويبلغ عمق المحيط في منطقة العثور على بعض الحطام حوالي خمسة كيلومترات.