السماء ذات الرجع
آيات الاعجاز:
قال المولى تعالى(والسماء ذات الرجع)
التفسير اللغوى:
الرجع:رجع يرجع رجعا ورجوعا:انصرف.
وقيل الرجع:محبس الماء.
والرجع:المطر لأنه يرجع مرة بعد مرة؛وفى التنزيل:(والسماء ذات الرجع)ويقال:ذات النفع.
قال ثعلب:ترجع بالمطر سنة بعد سنة.
وقال اللحيانى:لأنها ترجع بالغيث.
وقال الفراء:تبتدىء بالمطر ثم ترجع به كل عام.
وقال غيره:ذات الرجع:ذات المطر؛لأنه يجىء ويرجع ويتكرر
فهم المفسرين:
قال الرازى فى تفسيره للآية:قال الزجاج:الرجع المطر لأنه يحى ويتكرر؛واعلم ان كلام الزجاج وسائر أئمة اللغة صريح فى أن الرجع ليس اسما موضوعا للمطر بل سمى رجعا على سبيل المجاز ولحسن هذا المجاز وجوه:
أحدها:قال القفال:كأنه من ترجيع الصوت وهو اعادته ووصل الحروف به؛فكذا المطر لكونه عائدا مرة بعد أخرى سمى رجعا.
ثانيها:أن العرب كان يزعمون ان السحاب يحمل الماء من بحار الارض ثم يرجعه الى الارض.
ثالثها:أنهم أرادوا التفاؤل فسموه رجعا.
رابعها:أن المطر يرجع فى كل عام؛اذا عرفت هذا فسنقول للمفسرين أقوال:
أحدها:قال ابن عباس:"والسماء ذات الرجع"أى ذات المطر يرجع المطر بعد مطر.
ثانيها:رجع السماء:اعطاء الخير الذى يكون من جهتهتا حالا بعد حال على مرور الأزمان؛ترجعه رجعا أى تعطيه مرة بعد مرة.
ثالثها:قال ابن زيد:هو انها ترد وترجع شمسها وقمرها بعد مغيب؛والقول الصواب هو الأول.
قال القرطبى:قوله تعالى(والسماء ذات الرجع)اى ذات المطر ترجع كل سنة بمطر بعد مطر؛كذا قال عامة المفسرون.
حقائق علمية:
1-تقوم الطبقة الاولى من الغلاف الجوى "التروبو سفير"بارجاع بخار الماء الى الارض على شكل امطار؛وبارجاع الحرارة اليها أيضا فى الليل على شكل ثانى أكسيد الكربون.
2-يعتبر الغلاف الجوى للأرض درعا واقيا عظيما يحمى كوكب الأرض من الشهب والنيازك والاشعاعات القاتلة للأحياء؛وذلك بفضل الطبقة الخامسة من طبقاته وهى الستراتوسفير.
3-تعتبر الطبقة الرابعة من الغلاف الجوى وهى الثيرموسفير ذات رجع فهى تعكس موجات الراديو القصيرة والمتوسطة الى الأرض.
التفسير العلمى:
يقول المولى تعالى(والسماء ذات الرجع) الطارق 11
تشير الآية الكريمة الى أن اهم صفة للسماء أنها ذات رجع فما معنى الرجع؟
الرجع فى اللغة كما قال ابن منظور فى لسان العرب:هو محبس الماء؛وقال اللحيانى:سميت السماء بذات الرجع لأنها ترجع بالغيث وكلمة الرجع مشتقة من الرجوع وهو العودة والعكس؛والسماء تقوم بوظيفة الارجاع والعكس.
وقد جاء العلم ليؤكد هذا التفسير فقد كشف علماء الفلك أن طبقة التروبوسفير التى هى احدى طبقات الغلاف الجوى للأرض تقوم بارجاع ما تبخر من الماء على شكل أمطار من خلال دورة دائمة سميت بدورة تبخر الماء.
كما كتشف علماء الفلك أيضا أن طبقة الستراتوسفير وهى التى تضم طبقة الأوزون تقوم بارجاع وعكس الاشعاعات الضارة مثل الفوق بنفسجية الى الفضاء الخارجى؛وبالتالى تحمى الأرض من الاشعاعات الكونية القاتلة؛ فهى تعتبر حاجزا منيعا يحول دون وصول كميات كبيرة من ضوء الشمس وحرارتها الى الأرض؛كما نصت على ذلك الموسوعة البريطانية.
أما طبقة الثيرموسفير فانها تقوم بعكس وارجاع موجات الراديو القصيرة والمتوسطة الترددAMوSW الصادرة من الأرض وهذا ما يفسر امكانية ارسال هذه الموجات من مسافات بعيدة جدا؛وقد ذكرت بالتفصيل فى الموسوعة البريطانية.
يتضح مما تقدم أن أهم صفة للسماء كشف عنها العلماء فى القرن العشرين أنها ذات رجع.
فسبحان المولى تعالى.