أزمة الطيارين
تاريخ النشر: الأربعاء 29 مايو 2013
مهنة الطيار هي مهنة ساحرة، كنا ننظر إليها دائماً ونحن صغار بأنها مثل الحلم، فأن تقود طائرة وتحلق بها في السماء كان هو الحلم الذي راود الإنسان منذ القدم.
أسهمت الأفلام السينمائية والروايات في خلق صورة ساحرة للطيار عند البشر، وربما لا تزال تفعل ذلك.
منذ فترة تغيرت الأمور على أرض الواقع، زاد عدد الطائرات في العالم، وكذلك الطيارين بشكل كبير جداً، وأصبح المعروض في سوق العمل من الطيارين أكثر من المطلوب، وأصبح الحصول على وظيفة الطيار صعبة للغاية، بعد أن يتكبد طالب الطيران آلافاً من الدولارات ليحصل على رخصة الطيران!
لكن للمرة الثانية تتغير الأمور، فقد انتعشت صناعة الطيران في العالم خلال العامين الماضيين بشكل كبير، وتشير التوقعات إلى انتعاش العمل بسوق الطيارين حتى عام 2020 بشكل قد يفوق عدد الطيارين في العالم، وسيزيد الطلب عليهم خلال السنوات الست القادمة.
ومنذ أيام صدر تقرير جديد يؤكد أن هناك أزمة جديدة في عدد الطيارين سوف يشهدها الربع الأخير من العام الحالي وعام 2014، حيث سيتقاعد عدد كبير من الطيارين، ولن يتمكن سوق الطيارين من تغطية هذه الفجوة التي ستحدث نتيجة لذلك.
هذا التقرير جعلني أتذكر عملاً مهماً يجري منذ سنوات على أرض الإمارات دون أن ننتبه له، وهو قيام شركات الطيران المحلية بتدريب وتخريج دفعات من الطيارين المواطنين، والطيارين من دول الخليج.
حيث تقوم شركات الطيران الإماراتية بتكوين كوادرها الخاصة من الشباب والفتيات أيضاً، وتعمل على هذا المشروع بجدية كبيرة، وتسهل له كل الإمكانات المادية والدعم الفني، وكل ذلك في صمت لا يخلو من بعض الأخبار التي تنشر هنا وهناك، إلا أن أهمية هذا المشروع تفوق كثيراً الاهتمام الإعلامي به.
ربما لم نكن نحلم منذ سنوات أن يكون لدينا طيارون وطيارات يقودون طائراتنا التابعة لشركاتنا الوطنية، وكان أمراً يبدو بعيد المنال، كانت هناك بالطبع حالات فرديةو ولكنها كانت قليلة وغير ممنهجة، ولكننا الآن وخلال سنوات قليلة أصبحنا أمام حقيقة ومشروعات وخطط حقيقية.
لم تعد مهنة الطيار بتلك الصورة النمطية القديمة، فهو ليس ذلك الرجل الذي يجوب العالم، ويتجول في شوارع أوروبا وأميركا ومدن العالم لعدة أيام مسترخياً في أجمل الفنادق.
إن الواقع يقول، مهنة الطيار هي مهنة شاقة تستلزم العمل الشاق في الليل والنهار، وتحتاج إلى تدريب وتطوير مستمرين، وتركيز دائم والتزام يشبه الحياة العسكرية.
ولكن الأيام أثبتت أيضاً بأن لدينا كوادر مواطنة قادرة على اقتحام كل عمل مهما كانت صعوبته، ومهما تطلب ذلك من مهارات وعمل وعلم.
مشروعات تدريب وتأهيل الطيارين المحلية، هي عمل يستحق منا كل تحية وتقدير، فهي قائمة على تقديرات مستقبلية وعلم وطموح.. تحية للقائمين على المشروع وللمتدربين وللطيارين الحاليين والقادمين.
وحياكم الله..
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j...y1WJBnJ-4dGO4g