السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فراق طويل ، نعود إليكم من جديد ، حاملين معنا أفضل ما يحمله المشتاق لأحبابه ، فما أجمل لحظات اللقاء هذه .. وقد اخترت لكم هنا كلمات لعلها تفي بشعوري نحوكم .. فهي بمثابة الهدية لكلٍ منكم ....
قلبي بنار الهوى معذبْ …
شوقاً إلى حضرة المهذبْ …
شوقاً إلى ماجد كريمٍ …
يخطر لي ذكره فأطربْ …
وبعد ، فالعبدُ ينهى من لواقِحِ شوْقِه ، ولوافِحِ توْقِه ، إلى شهودِ ذاتكم الجميلة ، ومشاهدة صفاتكم الجليلة ، لينشق عَرْفَكُمُ الفائح ، وبُخُورَ عُرْفِكُمُ الفاتح ، مدّ الله - سبحانه وتعالى - ظلّكم ، وأدرّ وَبْلَكُم وطلّكم .
أُحبّ الوعد منك وإن تمادى …
وأقنع بالخيال إذا أَلَمَّا …
عسى الأيام تسمح لي بوصلٍ …
وتأخذ لي من الهجران سلما …
والجنابُ منذ طوى عنا أبواب ملاقاته ، وزوى منا أطايب أوقاته ، قبض العبد عنان مقاله وخفض لسان حاله :
شكوت وما الشكوى بمثلي عادةٌ …
ولكن تفيض العين عند امتلائها …
فجلس الفراق بعظيم حجّابه وأليم عذابه على ذروة عرشه ، وافترس بقوة بطشه ، وصار للسر جاراً ، وأوقد للحرب ناراً جهارا :
طوعاً لقاضٍ أتى في حكمه عجباً …
أفتى بسفك دمي في الحل والحرم …
وهذه حالته المفصح عنها مقالته :
إن الأمور إذا التوت وتعقدت …
جاء القضاء من الكريم فحلها …
فلعل يسراً بعد عسر علّها …
ولعل من عقد العقود يحلها …
فلعل غروس التمني قد أثمرت ، وليالي الحظ قد أقمرت .
سألت أحبتي ما كان ذنبي …
أجابوني وأحشائي تذوبُ …
إذا كان المحب قليل حظ …
فما حسناته إلا ذنوب …
فرعى الله أياماً لاحت فيها أقمار غروزها ، وفاحت فيها أطراز طروزها ، من بهاء سمائها ، على منار ضيائها ، من ذات جلالها ، وصفات دلالها ، في جنّاتِ عواطفها وَجْنَاتُ تعاطفها .
فإن كنت لا أطرق رحب فنائكم ، فقد أطرق باب ثنائكم :
لئن غيبتني عن ذراك حوادثٌ …
فليس ثنائي عن فناك بغائبِ …
= = = = =
أما أنا فأقول :
من روائع المحبة في الله أنه مهما أشغلتك الحياة عمّن تحب فإنك لا تحمل هماً لأنه حتماً سيعذرك ...
أسعد الله قلوباً طاهرة ، إن وصلنا شكرت ، وإن قصرنا عذرت ، وإن غبنا تذكرت ، وإن زللنا صفحت ...
جعلني الله وإياكم من أهل الجنة .. الله آمين ....
محبكم Sami