قال مصدر مسؤول في قطاع الاتصالات أمس انّ توقعات الشركات العالمية المشرفة على كابلات الاتصالات البحرية التي تعرضت لأعطال في البحر المتوسط منذ صباح الجمعة الماضي تشير إلى انّه سيجري الانتهاء من إصلاحها مع بداية الشهر المقبل اذا ما ساعدت الظروف الجوية على ذلك.
ولا يزال مشتركو خدمات الانترنت في المملكة ومنذ صباح الجمعة الماضي يعانون من بطء في الولوج الى الشبكة العنكبوتية، مع انخفاض كفاءة الخدمة الى 75% نتيجة اعطال ثلاثة كوابل رئيسية تربط المملكة ودول المنطقة بالعالم الخارجي، فيما كانت معاناة مستخدمي الشبكة في دول مجاورة أعمق اذ انخفضت كفاءة الخدمة في بعضها الى ما دون 50%.
وبيّن المصدر نفسه انّ توقعات الشركتين المشرفتين على هذه الكوابل الثلاثة تشير الى انّه سيتم الانتهاء من اصلاحها خلال فترة لن تتجاوز بداية الشهر المقبل، حيث تتوقع احدى الشركتين وهي مشرفة على تشغيل كابلين من الثلاثة الى انّها ستصلح العطب خلال 4 ايام، فيما ستحتاج الشركة الاخرى المشرفة على الكابل الثالث الى فترة تتجاوز الـ 9 ايام.
ولكن المصدر قال انّ توقعات كلتا الشركتين تعتمد على الظروف الجوية في عرض المتوسط، وفي غضون ذلك يتواصل الخلل في خدمات الانترنت في معظم دول المنطقة، اثر أعطال أصابت ثلاثة كوابل بحرية رئيسية للاتصالات (فلاج ، سي مي وي 4 ، سي مي وي 3) في البحر المتوسط وتربط معظم دول الشرق الأوسط والخليج العربي بأوروبا وأميركا.
ونقلت تقارير اخبارية ان الشركتين العالميتين المسؤولتين عن الكابلات لم تصلحا الاعطال بعد، فيما لم تستبعد تقارير اخرى ان تكون "اعمال تخريبية" وراء الاعطال خصوصاً انها حدثت لشركتين مختلفتين وفي وقت واحد.
وأكّد مسؤولون من مجموعة "الاتصالات الاردنية" - المشرفة على خطوط ربط المملكة مع العالم الخارجي - أن المملكة كانت الأقل تضرراً من أعطال الكوابل "التي لم يتحدّد سبب عطبها" وذلك لدى المقارنة بدول المنطقة التي انخفضت طاقة الخدمة في معظمها بين 30% إلى 50%.
وقال المدير التنفيذي للمالية في مجموعة "الاتصالات الاردنية" رسلان ديرانية في تقرير سابق لـ " الغد" أن "لا تأثيرات أو خسائر أصابت القطاعات الاقتصادية في المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية" الفترة التي طرأت فيها أعطال على الكوابل البحرية الناقلة لحركة الانترنت والاتصالات من المملكة ودول المنطقة إلى العالم الخارجي.
واستند ديرانية في تأكيداته هذه إلى انّ أعطال الكوابل البحرية لم تحمل آثارا كبيرة على الخدمة في المملكة إلا ما طرأ من "بطء في الولوج إلى الشبكة العالمية أو تراجع سرعة التنزيل"، وليس قطعاً كلياً في الخدمة كما حدث في بعض دول المنطقة.
وأضاف انّ الخدمة محلياً تأثرت منذ حدوث العطل صباح الجمعة بانخفاض طاقتها بنسبة 50%، الا انّ المجموعة استطاعت عبر اعتمادها مسارات بديلة للربط مع العالم الخارجي رفع طاقة الخدمة الى اكثر من 70%، مؤكداً ان مثل هذه الاعطال هي "خارجة عن إرادة المجموعة".
وتنقسم اعطال خدمات الانترنت بين داخلية تعتمد على الشبكة الداخلية التي تشرف عليها المزود الرئيسي او المزودين الفرعيين، اما الخارجية فهي تتركز في اعطال الكوابل البحرية التي تمتد عبر المحيطات وتحمل داخلها شبكة الياف ضوئية تنقل الصوت والبيانات بين دول العالم ومراكز الخدمة في امريكا واوروبا.
ووفقا لإحصائيات المجموعة تعرضت المخارج الدولية التي تعتمدها المجموعة خلال هذا العام ولغاية نهاية الشهر الماضي إلى (36) قطعا خارج المملكة هي خارجة عن حدود مسؤولية "الاتصالات الأردنية".
وكان اول دخول لخدمات الانترنت في المملكة منتصف التسعينات من القرن الماضي ويستخدمها في المملكة اليوم 1.3 مليون مستخدم ، فيما يرجع تاريخها على مستوى العالم الى السبعينيات من القرن القرن الماضي، ويستعمل هذه الشبكة اليوم أكثر من 1.3 بليون شخص في مختلف قارات العالم.
وكانت خمسة كابلات في الشرق الاوسط واوروبا تعرضت لاضرار في كانون الثاني (يناير) 2008 متسببة بمشاكل فنية في خدمة الانترنت. في ذلك الوقت تعرضت خدمات الاتصالات الدولية والانترنت في العديد من دول العالم لاختلالات اثرت على مناحي الحياة الاقتصادية وغير الاقتصادية في هذه الدول.
وبحسب ارقام اللجنة الدولية لحماية الكابلات والتي تضم 86 شركة لتشغيل الكابلات البحرية فإن اكثر من 95% من الاتصالات عبر المحيط تحملها كابلات بحرية والباقي عبر أقمار صناعية.
وحدث اكبر عطل في نظم الاتصالات الحديثة في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2006 عندما تسبب زلزال بقوة 7.1درجة في قطع تسعة كابلات بحرية بين تايوان والفلبين مما قطع الاتصالات بين جنوب شرق آسيا وباقي العالم
المصدر
جريدة الغد الاردنيه
https://www.alghad.jo/index.php?news=...الشهر%20المقبل