[شرقاوي]

على الرغم من تحدث خبراء الحروب الجوية في البنتاغون عن بداية عصر الطائرات الحربية غير المأهولة بعد نجاحها في تنفيذ مهام قتالية محدودة في حربي افغانستان والعراق الاخيرتين، فانها بدأت تتحول الى خطر يهدد سلامة الملاحة الجوية في القطاعين العسكري والمدني.
ففي الوقت الذي يتزايد فيه عدد طائرات المراقبة التي تقود نفسها بنفسها ومع زيادة ازدحام الاجواء العالمية في السلم، وكثافة الطلعات الجوية العسكرية في وقت الحرب، اصبح خطر حدوث تصادم جوي ما بين طائرات عسكرية او مدنية بأخرى غير مأهولة يتزايد يوما بعد يوم. فقد سجلت حتى الآن ثلاثة حوادث تصادم ما بين طائرات غير مأهولة وهليكوبترات (طائرات عمودية) في كل من افغانستان والعراق منذ العام 2001، اضافة الى حالات عدة تم فيها تفادي الاصطدام الوشيك ما بين طائرات غير مأهولة واخرى للركاب، تماما مثلما حدث ما بين طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الافغانية (آريانا) من طراز ايرباص A300 وبين طائرة مسيرة عن بعد غير مأهولة للاستطلاع العسكري من نوع 'لونا' تابعة للجيش الالماني المرابط هناك، حيث قدرت المسافة الفاصلة بينهما بأقل من 50 مترا، عندما تفادى طاقم الايرباص الافغانية، التي كانت تحمل على متنها مائة راكب، الطائرة غير المأهولة بثوان، لتدخل الطائرة غير المأهولة في دوامة الهواء التي احدثها مرور الايرباص والتي اكبر واثقل منها بمرات، فتتحطم على الارض.
لذلك يقوم كل من حلف الناتو وادارة الطيران الفدرالية الاميركية Faa بوضع اجراءات خاصة للحد من حدوث كارثة جوية ما بين الطائرات المأهولة وبين تلك غير المأهولة خصوصا انه الى الآن لا يوجد دليل يضمن عمل المركبات الجوية غير المأهولة بأمان في اجواء تعمل فيها الطائرات المأهولة.