[ETIHAD]

ركاب يحلقون على بطونهم

إعداد ـ عدنان عضيمة: على الرغم من أن لدى شركات الخطوط الجوية العالمية الكثير من المشاكل والمعوقات التي يتعين عليها أن تفكر في البحث عن حلول لها قبل أن تفكر في مراعاة أذواق الركاب ذوي الأصول والمشارب المختلفة فيما يفضلونه من مآكل• وهناك أيضاً حقيقة أخرى ينبغي ألا تغيب عن البال وهي أن من الصعب على ركاب الطائرات البقاء ملتصقين بمقاعد الطائرة لفترة قد تصل إلى عشر ساعات من دون أن يستمتعوا ببعض الأطعمة الشهيّة• وأدركت الكثير من شركات الخطوط الجوية العالمية هذه الحقائق، وعمد بعضها مؤخراً إلى ابتداع أساليب جديدة لاقتناص رضا وراحة الركاب في ظل المعركة التنافسية العنيفة التي تدور الآن في أسواق الطيران التجاري• ويتحدث تقرير كتبه جيل جيمس في الفاينانشيال تايمز عن أن شركة ''طيران الإمارات'' التي اكتسبت مؤخراً صيتاً عالمياً تحسد عليه، أصبحت من بين أوائل الشركات الجوية التي تصرف مجهوداً كبيراً للبحث والتفكير بطرق جديدة لإرضاء زبائنها• ومن ذلك مثلاً أنها استحدثت مؤخراً طريقة مبتكرة جديدة لتقديم أفضل الوجبات على الإطلاق لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، إذ أصبح في وسع هؤلاء المسافرين أن يتمتعوا بمذاقات ونكهات أطيب المآكل التي يحضرها أشهر الطهاة العاملين في كل من فندق جميرا بيتش وبرج العرب في دبي• وكان لهذه الفورة التنافسية الجديدة في مجال تقديم المآكل والمشروبات الراقية على متن الطائرات المحلقة أن تدفع كبار الناقلين الجويين إلى إعادة النظر في قوائم الأطعمة والمشروبات التي تقدمها، وأيضاً إلى التفكير بتطوير وتثوير طرق وأساليب تقديمها• وكثيراً ما يشتكي بعض ركاب الطائرات من مشاكل قلما تشعر بها الطواقم المسؤولة عن الرحلات أو حتى الإدارات المركزية لشركات الخطوط الجوية، ومنها أن تعمد الشركة الناقلة إلى تجاهل اختلاف أذواق الركاب ذوي الجنسيات المختلفة عندما تقدم لهم مآكل تقليدية شائعة في دولة معينة؛ ومن أمثلة ذلك أن تقدم لجميع الركاب وجبات صينية شهيرة قد يرفضها معظمهم وإن أحبها البعض الآخر• ولهذا السبب، تعمد بعض شركات الخطوط الجوية إلى إطلاق خدمة تحضير الوجبات في مطبخ الطائرة، أو أن تقدم لهم قائمة بالمآكل المتوافرة على الطائرة أثناء شراء التذكرة ليختاروا منها المآكل التي يفضلونها• ويفضل الناقلون الجويون (المحافظون) تجاوز هذه المشكلة بطريقة بسيطة تعتمد على النظرية القائلة بوجود ما يسمى (المآكل والمشروبات العالمية)، أو الوجبات الشائعة في كل دول العالم، ومنها مثلاً الدجاج المحمّر بالرز، وشرائح السمك أو اللحم المقلية، إلى جانب السلطة والبطاطا• وما زال هذا الحل هو الأكثر انتشاراً في معظم شركات الخطوط الجوية التي لا ترى أن الطعام هو مادة مهمة في المعركة التنافسية الدائرة بين الناقلين الجويين عبر العالم أجمع• ويمكن للإحصائيات أن تحكم على الأهمية الحقيقية لنوعية الأطعمة المقدمة في الطائرات في مجال اجتذاب المسافرين على الخطوط الجوية• وأثبتت عملية سبر آراء أجراها خبراء شركة خطوط )ضجح( البلجيكية أن نحو 80 بالمائة من المسافرين الذين يختارون مقاعد درجة رجال الأعمال في طائراتها يفعلون ذلك لأنهم يدركون أنهم سيحصلون خلال الرحلة على الأطعمة والمشروبات الخفيفة التي يريدونها•