تكنولوجيا الطيران المدنيِِ أسرار عسكرية!
في العام الماضي اقتحم مفتشون يعملون في وزارة التجارة ادارة مراقبة تصدير التكنولوجيا ذات المنشأ العسكري للخارج، والذين هم في السابق كانوا مهندسين لمشاريع عسكرية لدى بوينغ، وكانت مهمتهم التفتيش على عدم تسرب تكنولوجيا تصنيع طائرة الركاب المستقبلية لبوينغ المعروفة بB787 التي يتم بناؤها من المواد المركبة كلياِ ولكن لماذا هذا الاجراء؟ السبب ان طائرة B787 من بوينغ تستخدم كما اشيع تكنولوجيا تصنيع البدن، هي في الاساس طورت في الثمانينات لصنع القاذفة الخفية الاستراتيجية 'B-2'، التي هي عبارة عن جناح طائر عملاق ومن المعلوم ان 'B-2' هي اكبر طائرة في العالم يتم صنعها من المواد المركبة وليس من معدن الالمنيوم كما هو دارج في السابق، واليوم ستكون البوينغ B787 دريملاينر أو طائرة الاحلام كما يطلق عليها بعد اكتمالها نهاية هذا العام، ثاني اكبر طائرة تصنع من المواد المركبة بالكامل وليس من المعادنِ
والحقيقة ان استخدام التقنية العسكرية في الاغراض المدنية شيء روتيني منذ القدم وليس وليد اليوم، فقد سبق لبوينغ ان استخدمت تكنولوجيتها العسكرية في بناء الطائرات المدنية، والعكس صحيح، حينما تستخدم تكنولوجيا المعلومات المطورة للمشاريع المدنية في تصنيع مقاتلاتها، مما وفر عليها الجهد والوقت وبالطبع المالِ
ان الضجة المفتعلة كما يدعوها مسؤولو بوينغ، ما هي الا ازمة تنسيق لا اكثر، وسرعان ما سيتم التعامل معها، خصوصا ان تكنولوجيا المواد المركبة سبق لها ان انتقلت الى خارج الولايات المتحدة الاميركية في الثمانينات عندما ارادت اليابان انتاج مقاتلتها المتسوبيشي 'F-2' التي هي في الاساس نموذج مطور ومحور من مقاتلة لوكهيدمارتن 'F-16' الشهيرة، وثارت حولها الضجة نفسها واتهمت لوكهيد مارتن بتسريب تكنولوجيا الخفاء المطمورة بالمواد المركبة الى اليابان ولكن اتضح فيما بعد انها تطوير ياباني مائة في المائة نتيجة مجهود وطني ياباني، وها هي المقاتلة تحلق في اجواء اليابان في الوقت الحاليِ
------------------------
تحـــــــــــــــــياتي