عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2008, 11:35 PM  
  مشاركة [ 177 ]
أمير 2000 أمير 2000 غير متواجد حالياً
مساعد طيار
 
تاريخ التسجيل: 05 - 08 - 2008
العمر: 44
المشاركات: 113
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 296
أمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيران
أمير 2000 أمير 2000 غير متواجد حالياً
مساعد طيار



مشاهدة ملفه الشخصي
تاريخ التسجيل: 05 - 08 - 2008
العمر: 44
المشاركات: 113
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 296
أمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيرانأمير 2000 نجم متميز في خط الطيران
افتراضي رد: ***((مسابقة رجال ونساء حول الرسول ))***

هنا سيرة الصحابي الجليل ،الفدائي البطل : خبيب بن عدي

اسمه خبيب بن عدي ، احفظوا جيدا هذا الاسم الجليل
احفظوه ، أنشدوه ، فإنه شرف لكل انسان ... من كل دين ، ومن كل مذهب ... ومن كل جنس ، وفي كل مكان .. !!

*************************************
إنه من أوس المدينة وأنصارها .
تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ هاجر إليهم ، وآمن برب العالمين .
كان عذب الروح ، شفاف النفس ، وثيق الإيمان ، ريان الضمير .
كما وصفه حسان بن ثابت شاعر الإسلام :
صقر توسط في الأنصار منصبه سمح السجية محضا غير مؤتشب
ولما رفعت غزوة بدر أعلامها ، كان هناك جنديا باسلا ، ومقاتلا مقداما .

وكان من بين المشركين الذين وقعوا في طريقه إبان المعركة فصرعهم بسيفه الحارث بن عامر بن نوفل .

وبعد انتهاء المعركة ، وعودة البقايا المهزومة من قريش إلى مكة عرف بنو الحارث مصرع أبيهم ، وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة : خبيب بن عدي ... ! !

***************************************

وعاد المسلمون من بدر إلى المدينة ، يثابرون على بناء مجتمعهم الجديد ...
وكان خبيب عابدا ، وناسكا ، يحمل بين جنبيه طبيعة الناسكين ، وشوق العابدين ...
وهناك أقبل على العبادة بروح عاشق ... يقوم الليل ، ويصوم النهار ، ويقدس لله رب العالمين .

***************************************

وذات يوم أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبلو سرائر قريش ، ويتبين ما ترامى إليه من تحركاتها ، واستعدادها لغزو جديد ... فاختار من أصحابه عشرة رجال ... من بينهم خبيب وجعل أميرهم عاصم بن ثابت رضي الله عنه
وانطلق الركب إلى غايته حتى إذا بلغوا مكانا بين عسفان ومكة ، نمى خبرهم إلى حي من هذيل يقال لهم بنو حيان فسارعوا إليهم بمائة رجل من أمهر رماتهم ، وراحوا يتعقبونهم ويقتفون آثارهم .

وكادوا يزيغون عنهم ، لولا أن أبصر أحدهم بعض نوى التمر ساقطا على الرمال .. فتناول بعض هذى النوى وتأمله بما كان للعرب من فراسة عجيبة ، ثم صاح في الذين معه :
إنه نوى يثرب ، فلنتبعه حتى يدلنا عليهم
وساروا مع النوى المبثوث على الأرض ، حتى أبصروا على البعد ضالتهم التي ينشدون ..
وأحس عاصم أمير العشيرة أنهم يطاردون ، فدعا أصحابه إلى صعود قمة عالية على رأس جبل ..
واقترب الرماة المائة ، وأحاطوا بهم عند سفح الجبل ، وأحكموا حولهم الحصار ..
ودعوهم لتسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم موثقا ألا ينالهم منهم سوء .
والتفت العشرة إلى أميرهم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين .
وانتظروا بما يأمر ..
فإذا هو يقول :
أما أنا ، فوالله لا أنزل في ذمة مشرك ..
اللهم أخبر عنا نبيك ..
وشرع الرماة يرمونهم بالنبال ... فأصيب أميرهم عاصم واستشهد ، وأصيب معه سبعة واستشهدوا ..
ونادوا الباقين ، أن لهم العهد والميثاق إذا هم نزلوا .
فنزل الثلاثة : خبيب بن عدي وصاحباه ..
واقترب الرماة من خبيب وصاحبه زيد بن الدثنة فأطلقوا قسيهم ، وربطوهما بها ..
ورأى زميلهم الثالث بداية الغدر ، فقرر أن يموت حيث مات عاصم وإخوانه ..
واستشهد حيث أراد ..
وهكذا قضى ثمانية من أعظم المؤمنين إيمانا ، وأبرهم عهدا ، وأوفاهم لله وللرسول ذمة .. ! !
وحاول خبيب وزيد أن يخلصا من وثاقهما ، ولكنه كان شديد الإحكام ..
وقادهما الرماة البغاة إلى مكة ، حيث باعوهما لمشركيها ..
ودوى في الآذان اسم خبيب ...
وتذكر بنو الحارث بن عامر قتيل بدر ، تذكروا ذلك الاسم جيدا ، وحرك في صدورهم الأحقاد .
وسارعوا إلى شرائه .. ونافسهم على ذلك بغية الانتقام منه أكثر أهل مكة ممن فقدوا في معركة بدر آباءهم وزعماءهم .
وأخيرا تواصوا عليه جميعا وأخذوا يعدونه لمصير يشفي أحقادهم ، ليس منه وحده ، بل ومن جميع المسلمين .. ! !
ووضع قوم آخرون أيديهم على صاحب خبيب "زيد بن دثينة" وراحوا يصلونه هو الآخر عذابا ..

**************************************

أسلم خبيب قلبه ، وأمره ، ومصيره لله رب العالمين .
وأقبل على نسكه ثابت النفس ، رابط الجأش ، معه من سكينة الله التي أفاءها عليه ما يذيب الصخر ، ويلاشي الهول .
كان الله معه .. وكان هو مع الله ..
كانت يد الله عليه ، يكاد يجد برد أناملها في صدره ..!
دخلت عليه يوما إحدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره ، فغادرت مكانه مسرعة إلى الناس تناديهم لكي يبصروا عجبا ...
والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من العنب يأكل منه ...
وإنه لموثق في الحديد ... وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة ...
ما أظنه إلا رزقا رزقه الله خبيبا ... ! !
أجل .. إنه رزق آتاه الله عبده الصالح ، كما آتى مثله من قبل مريم بنت عمران ، يوم كانت :
{كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا} ..
قال : يا مريم أنى لك هذا .. ؟؟
قالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب .. ! !

******************************************

وحمل المشركون إلى خبيب نبأ مصرع زميله وأخيه زيد بن الدثنة رضي الله عنه .
ظانين أنهم بهذا يسحقون أعصابه ، ويذيقوه ضعف الممات ، وما كانوا يعلمون أن الله الرحيم قد استضافه ، وأنزل عليه سكينته ورحمته .
وراحوا يساومونه على إيمانه ، ويلوحون له بالنجاة إذا هو كفر بمحمد ، ومن قبل بربه الذي آمن به .. لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل .. ! !
أجل ، كان إيمان خبيب كالشمس قوة ، وبعدا ، ونارا , ونورا ...
كان يضئ كل من التمس منه الضوء ، ويدفيء كل من التمس منه الدفء ، أما الذي يقترب منه ويتحداه فإنه يحرقه ويسحقه ..
وإذ يئسوا مما يرجون ، قادوا البطل إلى مصيره .. وخرجوا به إلى مكان يسمى التنعيم حيث يكون هناك مصرعه ..
وما أن بلغوه حتى استأذنهم خبيب في أن يصلي ركعتين وأذنوا له ظانين أنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهي باستسلامه وإعلان الكفران بالله وبرسوله وبدينه ..
صلى خبيب ركعتين في خشوع ، وسلام ، وإخبات ..
وتدفقت في روحه حلاوة الإيمان ، فود لو ظل يصلي ، ويصلي ويصلي ..
لكنه التفت صوب قاتليه وقال لهم :
"والله ، لولا أن تحسبوا أن بي جزع من الموت ، لازددت صلاة " .. ! !
ثم شهر ذراعيه نحو السماء وقال :
" اللهم احصهم عددا .... واقتلهم بددا " ...
ثم تصفح وجوههم في عزم وثبات وراح ينشد :
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزع

******************************************

ولعله لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب ..
لقد أعدوا من جذوع النخل صليبا كبيرا أثبتوا فوقه خبيبا ..
وشدوا فوق أطرافه وثاقه .. واحتشد المشركون في شماتة ظاهرة .. ووقف الرماة يشحذون رماحهم .
وجرت هذه الوحشية كلهما في بطء مقصود أمام البطل المصلوب .. ! !
لم يغمض عينيه ، ولم تزايل السكينة العجيبة المضيئة وجهه .
وبدأت الرماح تنوشه ، والسيوف تنهش لحمه .
وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش ، وقال له :
" أتحب أن محمدا مكانك ، وأنت معافى في أهلك " .. ؟ ؟
وهنا لا غير ، انتفض خبيب كالإعصار ، وصاح في قاتليه :
" والله ما أحب أني في أهلي وولدي ، معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله بشوكة " ..
نفس الكلمات العظيمة الشاهقة التي قالها صاحبه زيد بن الدثنة وهم يهمون بقتله .. ! ! نفس الكلمات الباهرة الرائعة الصادعة التي قالها زيد بالأمس .. ويقولها خبيب اليوم .. مما جعل أبا سفيان ، وكان لم يسلم بعد ، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها :
" والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا " ... ! !

******************************************

كانت كلمات خبيب هذه إيذانا للرماح والسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتها ، فتناوشته في جنون ووحشية ..
وقريبا من المشهد كانت تحوم طيور وصقور . كأنها تنتظر فراغ الجزارين وانصرافهم حتى تقترب هي فتنال من الجثمان الغض وجبة شهية ..
ولكنها سرعان ما تنادت وتجمعت ، وتدانت مناقيرها كأنها تتهامس وتتبادل الحديث والنجوى .
وفجأة طارت تشق الفضاء ، وتمضي بعيدا ... بعيدا ... بعيدا ...
لكأنها شمت بحاستها وبغريزتها عبير رجل صالح أواب يفوح من الجثمان المصلوب ؛ فخجلت أن تقترب منه أو تناله بسوء ... ! !
مضت جماعة الطير إلى رحاب الفضاء متعففة منصفة .
وعادت جماعة المشركين إلى أوكارها الحاقدة في مكة باغية عادية ...
وبقي الجثمان الشهيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسيوف ...! !
كان خبيب عندما رفعوه إلى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا ، وعندما شدوا عليه الوثاق ..
كان آنئذ ، قد يمم وجهه شطر السماء وابتهل ربه العظيم قائلا :
" اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا " ..
واستجاب الله دعاءه ..
فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إذ غمزه إحساس وثيق بأن أصحابه في محنة .. وتراءى له جثمان أحدهم معلقا ..
ومن فوره دعا - عليه السلام - المقداد بن عمرو ، والزبير بن العوام ..
فركبا فرسيهما ، ومضيا يقطعان الأرض وثبا .
وجمعهما الله بالمكان المنشود ، وأنزلا جثمان صاحبهما خبيب ، حيث كانت بقعة طاهرة من الأرض في انتظاره لتضمه تحت ثراها الرطيب

******************************************

ولا يعرف أحد - حتى اليوم - أين قبر خبيب .
ولعل ذلك أحرى به وأجدر ، حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ .
وفي ضمير الحياة ، بطلا ... فوق الصليب ... ! !

ملاحظة : لقد قمت بسرد سيرته كما وردت بكتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد

أمير 2000 غير متواجد حالياً