مساك الله بالخير أخي العزيز كابتن واتشر
وجزاك الله خيراً على اهتمامك بمشاعر زملائنا بمطار المدينة المنورة
والتي كنت أتمنى ان تكون هذه المبادرة الكريمة واللفتة الإنسانية صادرة من
مسئولي الملاحة الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني
ولكن للأسف ... وكعادتهم دائماً فهم خارج التغطية في مثل هذه القضايا
يا أخي و صديقي العزيز ...
لقد افنى المراقبين الجويين بالمدينة عمرهم وصحتهم لخدمة وطنهم والمؤسسة التي ينتمون اليها
و أجرهم على الله إن أخلصوا النية ونحسبهم كذلك
و حُق لمثلهم لو وجد المنصفون أن يكرمون و توضع أسمائهم في لوحة الشرف
فهم من أداروا مطار ثاني الحرمين الشريفين طيلة الربع قرن الماضي
دون تغطية رادارية و تأقلموا مع التخطيط السيء لأجواء ذلك المطار البائس المهمل " سابقاً "
وتحملوا الجهد والعناء بكل عزم واصرار
للمحافظة على أجواء مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم آمنة و سالمة
في ظل غياب ادنى معايير وأنظمة السلامة الرسمية عن خارطة ذلك المطار البائس والمهمل " سابقاً "
فمن المؤسف أن مطار ثاني الحرمين الشريفين يفتقد حتى تاريخ كتابتي لهذه الأسطر
إلى أنظمة رسمية معتمدة للطيران المدني " فضيحة مخزية "
ألم أقل لكم أن هذا المطار بائس مهمل
أعجز الأفذاذ من مسئولي مصلحة الطيران المدني " مسمى قديم يتناسب مع قدم الإهمال "
عن إعتماد انظمة رسمية لمطار مدينة رسولهم الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
طيلة العقود التي مضت ولكن ستبقى سوداء في صحفهم الى يوم النشر والحساب !
ولم يشهد هذا المطار اي اهتمام يذكر حتى قدم الى سدنة القيادة
معالي المهندس محمد رحيمي حفظه الله ورعاه
ولكن الحرس القديم مازال مسيطراً على زمام الأمور في الملاحة الجوية
فعندما ارادة القيادة الجديدة إنهاء معاناة هذا المطار البائس المهمل " سابقاً "
توجه الحرس القديم بتسديد اللكمة القاضية للمراقبين الجويين بذلك المطار
بخفض مستوى الخدمة الى برج مراقبة جوية
ونقل أعمال المراقبة الجوية للإقتراب بمنطقة المدينة المنورة
الى مركز جدة الإقليمي للمراقبةالجوية
ما اجملها من قبلة وداع
وضعها اصحاب القرار في قطاع الملاحة الجوية
على جبين كل مراقب جوي عمل بصمت في خدمة هذا المطار طيلة العقود الماضية !
أخي وصديقي العزيز ...
لقد ذكرتني هذه القضية بطرفة ظريفة وقعت احداثها في ريف احد البلدان القريبة
حيث أن السكان رفعوا شكوى من وقوع حوادث وضحايا
بسبب حفرة عميقة بالقرب من طريق عام
فإجتمعت اللجان المتخصصة وصرفت الإنتدابات وتذاكر ذهاباً وإياباً لأفراد تلك اللجان
وعقدت الإجتماعات مع الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية
وأخيراً .....
صدر القرار الحكيم ....
ببناء مستشفى على أحدث مستوى بجوار تلك الحفر العميقة !
وأظن أن هناك تشابه كبير بين هذه الطرفة الظريفة وما حصل في مطار المدينة المنورة
فـ مطار يشكوى من إنعدام التغطية الرادارية
وبعد جهد جهيد يصدر قرار بإيجاد تغطية رادارية
ولكن من مركز مراقبة مدينة أخرى !!
وليتهم يعلمون
أن مركز جدة الإقليمي للمراقبة الجوية
يحتاج الى مراكز مراقبة جوية أخرى
لكي تخفف عبء وكثافة الحركة الجوية التي أثقلت كاهله
يعني " جيتك يا عبد المعين تعينني ... فوجدت يا عبد المعين تنعان ! "
ملاحظة مهمة للغاية :
جميع ما كتب أعلاه لا مثل أي فكر انقلابي أو ثوري أو غنمي !
ولكنه بكل بساطة يمثل وجهة نظر تحتمل الخطأ أكثر منها الى الصواب
فنحن وأنتم مجرد بشر لم نصل الى درجة العصمة من الخطأ
ولذلك دخل فرعون وقومه جهنم ... لأنهم لم يدركوا ملاحظتي !