[Flying Way]

في السنوات الاخيرة لاحظ الاطباء النفسيون وكذلك العاملون في شركات
الطيران الى موضوع الخوف من السفر بالطائرة، لان هناك نسبة عالية من الاشخاص لم
يركبوا طيلة حياتهم، ولايفكرون في السفر بالطائرة رغم ان الطائرة تعتبر اكثر وسائل
النقل اماناً حسب الدراسات الاحصائية سنوياً..!!
هناك الكثيرون يظنون ان الخوف من السفر بالطائرة امر طبيعي، ولايحتاج الى اي تدخل
من اشخاص متخصصين للتغلب على هذه المشكلة. وبعض الاشخاص يظنون انه لا
توجد مشاكل تجعل الشخص يعاني من هذه المشكلة.. فما الضرر في ان لايسافر
الشخص بالطائرة؟ جزء بسيط من هذا الامر قد يكون صحيحاً ولكن الجزء الرئيس من هذا
السؤال ليس كذلك..! فكثير من الاشخاص يرغبون السفر بالطائرة لكنهم لا يستطيعون
ذلك للخوف الذي يعانون منه. ان السفر بالطائرة يؤثر كثيراً على بعض الاشخاص وكذلك
على عائلاتهم، بل انه يؤثر على العلاقات الانسانية بين افراد الاسرة بعضها ببعض..!


مامدى انتشار هذا الخوف بين عامة الناس؟

ينتشر هذا الخوف من السفر بالطائرة بين عدد لايستهان به، ففي الولايات المتحدة
الامريكية هناك حوالي 10% من السكان لم يركبوا الطائرة البتة، رغم حاجتهم الى ذلك
اي ان ذلك يعني ان حوالي 25مليون شخص امريكي يعانون من هذا الخوف، وان هناك
20% من المواطنين الامريكيين يعانون من الخوف من ركوب الطائرة لكنهم يسافرون
بالطائرة بعد ان يتناولون بعض الادوية المهدئة مثل الفاليوم او الاتفان او الزاناكس او
الليكسوتونيل وبقية الادوية من هذه الفصيلة المعروفة بالمهدئات الصغرى، اما النسبة
الاكبر من هؤلاء الاشخاص فانهم يستخدمون طرقاً للتغلب على خوفهم من المشاعر
التي تنتابهم اثناء السفر بالطائرة.
بعض الدول الاوربية (من خلال شركات الطيران ومؤسسة الطيران المدني) ايضاً اجرت
دراسات مسحية على الخوف من السفر بالطائرة، والنتائج لم تكن تختلف كثيراً عن
النتائج في الولايات المتحدة الامريكية، رغم ان الاوربيين يستطيعون تحاشي السفر
بالطائرة نظراً لان المسافات ليست طويلة مثل ماهو الامر في الولايات المتحدة
الامريكية، حيث تبعد بعض المدن عن بعضها حوالي اكثر من عشر ساعات طيران مما
يجعل السفر براً يعني الكثير من الشقة. معظم شركات الطيران الغربية تأخذ الامر مأخذاً
جدياً من هذه الناحية، فقامت بعمل برامج لعلاج الاشخاص الذين يخافون من السفر
بالطائرة، وتتكفل بعلاجهم مجاناً ضمن مجموعات، حتى تجعلهم قابلين للتحرك والسفر
خلال الطائرات، لان نسبتهم عالية ويشكلون هدفاً جيداً لشركات الطيران لرفع نسبة
المسافرين على الطائرات.
في دول العالم الثالث لم اطلع على اي دراسة عن الخوف من ركوب الطائرة، واعتقد
ربما يكون العدد اعلى من النسبة في الدول العربية..!! ربما يعود ذلك الى ان معظم
شركات الطيران، شركات حكومية، وتتعامل مع هذا الامر من منظور بيروقراطي بحت..
فبدل من كسب زبائن وزيادة عدد المسافرين باستخدام الطائرات، لايهمهم كثيراً هذا الامر.
وككل انواع الخوف المرضي (الرهاب) فان النساء اكثر في المعاناة من الرجال من هذا الخوف.
لكن مالاحظته من خلال عملي كطبيب نفسي بان هناك نسبة لايستهان بهم يحضرون
للعيادة او من خلال مقابلات اجتماعية خارج نطاق العيادة من مختلف الطبقات، فهناك
المتعلمون: اطباء، استاذة جامعات، طبقات عليا من المجتمع من رجال الاعمال، كذلك
اشخاص بسطاء لايستطيعون السفر بالطائرة وذلك يشكل لهم مشكلة حقيقية في حياتهم..! ويطلبون العلاج او النصيحة للتغلب على الساعات التي سوف يقضونها في الطائرة.