بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
( وَلَا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضَى إِليكَ وَحيُه قُل رَبِّي زِدنِي عِلمـاً )
الخميس 29 / 5 / 1431 هـ
كتاب اليوم : الحضارة
الإنسان وخصائصه
تختلف الآراء حول عمر الإنسان على هذا الكوكب وأقرب الآراء إلى
القبول هو ما ذهب إليه آرنولد توينبي من أن أقدم آثار للإنسان عثرنا
عليها ترجع إلى ثلاثمائة ألف سنة ولكن أكمل الهياكل العظمية الكاملة
التي وجدناها ترجع إلى تسعة وأربع ألف سنة أي في الوقت الذي وصل
فيه العصر الثلجي الأخير إلى ذروته وأخذ الثلج ينحسر إلى الشمال
مخلفا جماعات من البشر متشابهة في صفاتها العامة في نواح شتى من
الأرض مثل فرنسا وشبه جزيرة أيبريا وطنجة وروديسيا (زبابوي)
وإندونيسيا أي في نطاق واسع من الأرض يدل على أن الإنسان كان موجودا
في نواحي الأرض جميعا قبل ذلك العصر الثلجي الأخير ثم طغى الثلج
فقضى على البشر في كثير من نواحي النصف الشمالي للكرة الأرضية
فلم يبق منهم إلا بقايا متناثرة في ا <واضع التي ذكرناها وفي نواح أخرى
غيرها فلما انحسر الثلج إلى الشمال أخذ البشر ينتشرون في الأرض من
جديد.
هذه النماذج البشرية التي وجدناها تتشابه في خصائصها البدنية العامة
وتتشابه أيضا في خصائصها العقلية بدلالة ما وجدنا مع هياكلها من أدوات. وبصفة عامة لم تتغير حياة الإنسان كما هي عليه اليوم عنها في
ذلك الحين.