الاحد 5 رمضان 1431 هـ - 15 اغسطس 2010م - العدد 15392
كابوس الطيران الافريقي يقوض السياحة والتجارة
اربطوا الاحزمة، واحبسوا انفاسكم، ولا تفقدوا الامل...قد تكون هذه العبارة افضل شعار للمسافرين المعتادين على شركات الطيران الافريقية التي يتخلل رحلاتها تأخير وهبوط مفاجىء، ومفاجآت اخرى تقوض التجارة والسياحة في القارة السمراء.
تروي غلينا غوردون، وهي مصورة مستقلة في ليبيريا، ما عاشته من مفاجآت على متن الطائرات الافريقية. ففي احدى رحلاتها كانت متوجهة من مونروفيا الى الكاميرون (2080 كلم)، لكن الطائرة هبطت بشكل مفاجىء في ليبرفيل، ثم عادت وحطت بشكل مفاجىء ايضا في مونباسا في كينيا، مجتازة بذلك القارة الافريقية "من المحيط الى المحيط".
امضت غوردون ثلاثين ساعة في هذه الرحلة، وتقول ساخرة "لو كانت الرحلة على متن قارب عبر خليج غينيا، لكان الامر اسرع".
بعد عشرين عاما على توقيع اتفاق ياموسوكرو الذي يفتح السماء الافريقية امام المنافسة، ما زال السفر فوق القارة السمراء تجربة غير يسيرة.
ويوضح المسؤول الاعلامي في المنظمة الدولية للنقل الجوي (اياتا) انتوني كونسيل ان "الهدف من الاتفاق كان تحرير الخدمات الجوية، لكن ما تحقق قليل".
فشركات الطيران المحلية تخضع لكثير من القيود التي تفرضها الدول الافريقية، وهذه الدول تملك عادة معظم هذه الشركات، اما في حال وجود مساهمة اجنبية فانها لا تتعدى 49% كي يبقى القرار الاداري بيد الدول.
ويقول كونسيل "في معظم الاحيان لا تسهل الحكومات الامور. ان مجال الطيران لا يمكن ان يعمل بشكل طبيعي بسبب تدخلاتهم".
ويضيف "الفساد مشكلة تصيب معظم مناطق القارة".
ويقول تيم كلارك مدير شركة طيران الامارات، احدى الشركات العالمية العاملة في القارة الافريقية "ليس من السهل السفر في افريقيا".
وتعتزم شركة طيران الامارات فتح خط جوي في ايلول/سبتمبر يصل غرب افريقيا بآسيا، انطلاقا من دكار، وعن طريق دبي.
ويضيف تيم كلارك اسبابا اخرى لهذا الواقع، فهو يرى ان الارث الاستعماري يساهم بشكل او آخر في هيمنة بعض الشركات الاجنبية على افريقيا. ويقول "اذا اردت السفر من اكرا الى غانا او دوالا في الكاميرون، وهي مسافة 900 كلم، فينبغي ان تتوجه اولا الى باريس، ان في ذلك مضيعة كبيرة للوقت".
وبرأي رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية السنغالية فان "شركة طيران جيدة، متعددة الوجهات، سيكون لها اثر جيد على التجارة والسياحة والانتقال الحر للاشخاص"، ومن المقرر ان تبدأ شركته رحلاتها الاولى هذا العام بالشراكة مع طيران الامارات.
ولكن بسبب غياب السياسات الحكومية المتصلة بتطوير قطاع الطيران كجزء من البنية التحتية الاساسية "تدفع القارة الافريقية الثمن من خلال الانشطة الاقتصادية الضائعة وارتفاع كلفة الاعمال"، وفقا لكونسيل.
بين العامين 2008 و2009 خسر قطاع الطيران في افريقيا 100 مليون دولار بسبب الازمة الاقتصادية العالمية. وهو ينتظر في هذه السنة ارتفاعا موازيا لتلك الخسارة، مستفيدا من ارتفاع حركة الملاحة الجوية بسبب ارتفاع الصادرات من المواد الاولية، بحسب الاياتا.
وتقول المنظمة "ننتظر خلال هذا العام زيادة 13,5% في النمو، مقارنة مع العام 2009 الضعيف جدا (-5,4%)".
واذا كان وجود خطوط جوية منظمة حاجة للقارة السمراء، الا ان الاولوية ما زالت تكمن في سلامة الرحلات، اذ ان معدل حوادث الطيران في افريقيا يزيد عن المعدل العالمي باربع عشرة مرة.