.jpg)
وضاح طرابزوني:
امتدت قرابة أربعين عاماً
إعداد: زامل شعراوي
.jpg)
الكابتن/ وضاح منتظر طرابزوني من أوائل الطيارين السعوديين الذين تخرجوا من أكاديمية "السعودية" في عام 1960م، وهو الآن متقاعد عن العمل، مجلة "عالم السعودية" التقت بالكابتن وضاح لإلقاء الضوء على تجربته العملية مع "السعودية " فكان هذا الحوار.
● كيف فكرت في دراسة الطيران؟
- فكرة الطيران كانت موجودة منذ الصغر وكانت حلماً يراودني وذلك بحكم وجود عمي الكابتن حمزة طرابزوني أحد أوائل السعوديين الذين درسوا الطيران، وعندما تخرجت من الثانوية العامة فكرت بالالتحاق بالخطوط السعودية لدراسة الطيران، ومن شجعني وحفزني لهذه الدراسة هما الكابتن نهار نصار والكابتن بهاء الدين سعد بحكم القرابة التي بيننا، وتحقق الحلم بفضل الله عز وجل ثم بدعاء الوالدين.
الضيف مع بعض الخريجين
● متى التحقت بالعمل "بالسعودية"، وكيف كان مشوارك العملي؟
- التحقت "بالسعودية " بتاريخ 14/4/1383هـ بوظيفة متدرب بأكاديمية الطيران، وقد كان التدريب في ذلك الوقت في مبنى الأكاديمية القديم بحي الكندرة بجدة، وكانت مدة التدريب تتراوح ما بين السنة والنصف والسنتين، ومن هنا ابتدأ مشواري ورحلة عملي مع "السعودية" التي امتدت قرابة أربعين عاماً، حيث تخرجت من الأكاديمية بوظيفة مساعد طيار على طائرات الداكوتا في عام 1960م ضمن الدفعة الخامسة أو السادسة في ذلك الوقت، وتدرجت من وظيفة مساعد طيار على طائرات الداكوتا والكونفير والبوينج 737، ثم انتقلت بعدها للعمل مع الكابتن ماجد قباني يرحمه الله في الأكاديمية كمشرف ومسؤول عن المتدربين الجدد من أول يوم دراسة بالأكاديمية وحتى يتخرج منها كمساعد طيار على طائرات البوينج 737، بعد ذلك انتقلت للعمل على الرحلات الخاصة كمساعد طيار على طائرات البوينج 737 وبقيت بهذه الوظيفة حتى تقاعدي عن العمل بتاريخ 1/7/1423هـ.
● هل كان التدريب على الطيران بجدة؟
- نعم كانت الأكاديمية بجدة وكان التدريب بالكامل بها، وكان يحضر مندوب من وكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية إلى جدة لإجراء الاختبارات اللازمة لنا ما عدا الاختبار التحريري الذي كان يقام في بيروت بلبنان.
● من هم زملاء الدراسة والعمل بالأكاديمية؟
- زاملت العديد من الإخوان والزملاء، وأتذكر منهم الكابتن فيصل رشيد والكابتن محمد عمر كمال والكابتن خالد قطان والكابتن ناصر الشمري والكابتن فاروق الحسيني والكابتن سامي بخش والكابتن نبيل مداح والكابتن سارية الخطيب.
.jpg)
خلال حفل تخريج دفعة من أمريكا
● ما هي أصعب المواقف التي واجهتكم خلال عملكم بالطيران؟
- من أصعب المواقف التي واجهتها حينما كنت أعمل مساعد طيار على طائرة الكونفير أثناء رحلة الجوف/جدة، فعند وضع الإقلاع بالطائرة تفاجأت بعربة وكيل "السعودية" آنذاك بالجوف يقبل مسرعاً نحو الطائرة، فانتابني الخوف من اصطدام الطائرة بالعربة وقمت بالإقلاع فوراً والحمد لله أنه لم يحدث شيء، وحينما اتصلت عبر جهاز اللاسلكي بالمطار وأبلغتهم بما حدث أفادني الموظف بأن سائق العربة كان يحاول اللحاق بالطائرة لإيصال أحد الركاب المتأخرين، وهذا كان بالفعل من أصعب المواقف التي مررت بها.
● وما هي أطرف المواقف؟
- هناك موقف طريف لن أنساه طوال حياتي، حيث اتصل بي الأخ/ عبدالعزيز نوار يوم عقد قراني ليطلب مني القيام برحلة على خط سير جدة/بيشة/جدة وأبلغته بأن اليوم هو يوم عقد قراني، فقال لي: لا يوجد أحد والرحلة بسيطة ويمكنك اللحاق بعقد القران، وبالفعل قمت بالرحلة ولكن حدث في مطار بيشة عطل فني بسيط في أحد محركات الطائرة، فقمت بإبلاغ مطار جدة بذلك فأرسلوا لنا طائرة بديلة بقيادة الكابتن يوسف اسكندر، ولكن بسبب سوء الأحوال الجوية في بيشة لم يستطع الكابتن الهبوط بالطائرة وأبلغنا بذلك وعادت الطائرة إلى جدة، فلم يكن أمامي إلا إبلاغ المطار للاتصال بالبيت لتأجيل عقد القران الذي حضره المدعوون والمأذون، وتم إجراء عقد القران في اليوم التالي، وعند مقابلتي للمأذون قال لي: هل أنت مغصوب على الزواج؟ ولم يدر بما حدث لي.
الضيف مع دفعة من طلبة الطيران
● ماذا قدمت لكم "السعودية"؟
- "السعودية" قدمت لنا الكثير، وأنا أعتبر نفسي من الجيل المحظوظ جداً معها، فالحمد لله قمنا بدراسة الطيران بالكامل على حسابها، وكانت الترقيات في ذلك الوقت أسرع، وذلك يرجع إلى قلة عدد الموظفين "بالسعودية"، كما أننا لن ننسى أنها قدمت لنا كل الدعم والمساندة إضافة إلى الحب والوفاء لموظفيها.
● ما هو أول راتب شهري تقاضيته؟
- أول راتب شهري كان بعد التخرج من الأكاديمية على وظيفة مساعد طيار وكان يبلغ الف وتسعمائة ريال.
● كيف ترون جيل اليوم مقارنة بالأمس؟
- جيل اليوم اختلف كثيراً عن جيل الأمس، ولقد لمست ذلك خلال فترة عملي بالأكاديمية، فقد كنت عضواً في لجنة الاختبارات والمقابلات بالأكاديمية، وكنا نستقبل الشباب بعد تخرجهم من الثانوية العامة، فمنهم من لا يحب أن يتحمل المسؤولية بل يتهرب منها ومنهم من ينقصه الاجتهاد، لكن بقليل من الصبر والاجتهاد والمثابرة سيصلون بإذن الله إلى قمة النجاح والتفوق.
● كيف ترون إقبال الشباب على دراسة الطيران الآن؟
- الوضع الآن اختلف قليلاً، ففي السابق كانت "السعودية" هي التي تقوم بابتعاث الطلاب لدراسة الطيران، ولكن حالياً ونظراً لكثرة الشباب الراغبين في هذه الدراسة فقد أصبحت هناك قوائم انتظار، والبعض منهم لا يرغب في انتظار دوره فيقوم بدراسة الطيران على حسابه الخاص، علماً بأن تكلفة الدراسة الآن لا تقل عن أربعين ألف دولار أمريكي، بينما في السابق لم تكن التكلفة تتجاوز العشرين ألفاً أي ما يعادل النصف وذلك بسبب الإقبال الكبير على دراسة الطيران، كما أن الشباب الآن يدرسون الطيران كمهنة وليس رغبة أو هواية أو حباً للطيران.
● كلمة أخيرة لك
- أحب أن أتوجه بالشكـــر للخطوط السعودية على رعايتها لنا طيلــة فترة عملي بهذا الصرح الشــامخ، والى جميع زمــلاء العـمل، والى كـــل من أحــاطني بالحب والرعاية، كما أتوجه بالشـــكر الجزيل لكم على هذا الحـوار والتــواصل.
منقول