"كيب تاون" تسحر زوارها
يجد الزائر نفسه مجبراً على الاحتفاظ بصور عظيمة لمدينة كيب تاون وجبل “تيبل” الذي يشبه المائدة وشواطئها البديعة وكروم العنب الساحرة ومشاهد جبالها الجرداء ونباتاتها وحيواناتها الغريبة.
وتشتهر كيب تاون بكرومها ورحابتها وتضاهي فنادقها العصرية الصغيرة ما يمكن أن تجده في المدن المتعددة الأعراق حيث المشهد الثقافي المتجدد والحيوي خصوصاً في مجال الموسيقا والذي يحتل كل زاوية في هذه المدينة، ويتصف أهلها بالتفتح والمزاج الهادىء.
لا يكاد يمضي أسبوع من دون حدث أو احتفال في مكان ما في المدينة أو محيطها. فمن الأداء الفني في الهواء الطلق في يناير/ كانون الثاني الى مواكب كارلوس للشموع في حدائق كومباني في فترة أعياد الميلاد. وليس الطقس بالعامل الحاسم الذي يحدد وقت زيارة كيب تاون لأنه لا توجد درجات حرارة حادة على الرغم من أن الطقس يكون بارداً ورطباً نسبياً في بعض شهور السنة. ومن بين أكثر الظواهر اللافتة في كيب تاون ظاهرة “الدكتور كيب” وهي عبارة عن تيار هوائي جنوب شرقي يهب على كيب تاون مصحوباً بغيوم تغطي الجبل كغطاء المائدة، ويكون هذا التيار النسيم العليل في الصيف وبارداً عنيفاً في الربيع مما يشعرك وكأنك على مشارف القارة القطبية الجنوبية. ولا يمكن زيارة تلك المدينة من دون التعرج على متحف كيب الطبي الذي يقع على مسافة دقائق من واجهة جرين بوينت البحرية. ومن المعروضات اللافتة الدكتورة جيمس باري وهي امرأة بقيت متخفية بمظهر رجل لسنوات طويلة لتتمكن من ممارسة مهنة الطب وكانت أجرت أول عملية ولادة قيصرية في تلك المستعمرة في العام 1818.
قلعة الرجاء الصالح
شيدت تلك القلعة ذات الجدران المبنية من الصخور للدفاع عن كيب تاون ولم تشهد أي نشاط منذ 350 سنة، اللهم اقتحامها من قبل طوابير تلاميذ المدارس والسياح، وإلى جانب المعروضات العسكرية الموسعة يمكن التمتع بالطراز المعماري المثير لما يسمى ببركة الدلافين وأبرز ما فيها مجموعة وليام فير الأثرية التي تضم بعضاً من قطع الأثاث الاسطورية مثل طاولة سفرة يمكن أن يجلس حولها مائة شخص.
حدائق كيرستن بوش النباتية
تقع هذا الحدائق التي تعتبر من الأجمل في العالم في منطقة لا مثيل لها على السفح الشرقي لجبل المائدة وتطل على خليج فولس بيه وتنبسط مروجها على مساحة 36 هكتاراً والتي تبدو وكأنها تذوب في مساحات خضراء تزينها زهور “الفيبوس” الاقحوانية الصفراء التي تلف المنحدرات الجبلية. والى جانب أشجار البلوط والتين والكافور المهيبة خصصت هذه الحديقة بشكل شبه كامل للنباتات الأصيلة في تلك المنطقة. وتعيش تسعة آلاف سلالة من بين 22 ألف سلالة نباتية جنوب إفريقية في هذه المنطقة. ويمكن زيارة حدائق العبير التي صممت بطريقة يمكن أن تسهل تصنيف أنواع روائح الورود الزكية. ورغم تفتح الأزهار على مدار السنة إلا أن أفضل وقت هو بين منتصف أغسطس/ آب وحتى منتصف اكتوبر/ تشرين الأول.
روبن أيلاند
أعلنت هذه الجزيرة ضمن تراث الأمم المتحدة العالمي في العام 1999 ومن الصعب تجاهلها عند زيارة كيب تاون واستخدمت كسجن من بداية حكم التمييز العنصري وحتى التحول إلى حكم الأغلبية. ومن أشهر المساجين في جزيرة روبن المناضل نلسون مانديلا. وتزدحم هذه الجزيرة بالزوار لدرجة أنك تمضي الثلاث ساعات المخصصة للزيارة دون أن تشعر بها، وتستغرق الرحلة حول الجزيرة 45 دقيقة ويوجد دليل يرشدك داخل السجن القديم.
ويمكن للزوار الاختيار بين مجموعة من الرياضات الممتعة التي تتوفر التسهيلات اللازمة لممارستها مثل الانطلاق بالمظلات للهبوط على جبل المائدة، وتوفر كيب تاون تشكيلة من فرص الغوص لمشاهدة الشعب المرجانية وحطام السفن والأعشاب البحرية في قاع البحر والكهوف وحيوانات الفقمة وأنواع الأسماك النادرة. ولمحبي المغامرة تتوفر فرصة الغوص مع أسماك القرش البيضاء الضخمة حوض أسماك تو أوشن في الواجهة البحرية.