[حورس السما]

كوبري قصر النيل .......... يا جميل.






هل زرت القاهرة ، ولم تشاهد هذا المعلم المشهور؟

إذن زيارتك ناقصة.

لأنك لم تتمشى عليه ، ولم تشاهد النيل منه.


هذا الجسر الشهير الذي لعب بطولات عديدة في عالم السينما منذ زمن الأبيض و الأسود حتى الآن .


جسر مواعيد الغرام وشخابيط العشق التي نقشت بأنامل المحبين على جانبي الكوبري .


وهو أول جسر يربط بين جانبي النيل ، ويعود تاريخ إفتتاحه رسميا إلى تاريخ :
10 فبراير 1872





حينما شرع الخديوي إسماعيل بتطوير القاهرة وتحويلها من فاطمية الشكل والهيئة مع الاحتفاظ بالطابع الخاص لعمارة لتلك الحقبة التاريخية ، إلى قاهرة جديدة حديثة عصرية تحاكي الطابع المعماري الأوروبي، قام بإنشاء هذا الجسر
الذي يمتد فوق 10 أمتار على صفحات النيل و أصبح للمصريين أول جسر يربط بين أرض الجزيرة غربا و القاهرة الفاطمية شرقا .






تزامن افتتاحه مع افتتاح قناة السويس و قد حضره كوكبه من ملوك و أمراء العالم في ذلك الوقت و قد أهدت شركة " فيف ليل" الفرنسية التي قامت بإنشاء الكوبري ماكيت مصغر بالكوبري من الذهب الخالص ، و في عام افتتاحه أصدر الخديوي مرسوما لوضع حواجز من قبل محافظة القاهرة عند مدخلي الكوبري لفرض رسوم قدرت بالقرش و البارا " البارا " ربع مليم و القرش أربعون بارا" فالجمال يدفع عن المحمل منها قرشان و الفارغ قرش و ينطبق ذلك على الحمير و الأغنام و الماعز و الكلاب و كذلك على الأشخاص ( الرجال و النساء) و الفرد الواحد عشر بارات أي ربع قرش و يعفى من رسوم المرور الأطفال تحت ست سنوات و تعفى الغزلان من دفع الرسوم أيضا.








4 أسود من البرونز الخالص تربض عند مدخلي الكوبري و كأنهم حراس للجسر.

هذه السباع شكلتها أنامل الفنان الفرنسي الفرد جاكمار نقلت من أوروبا لكي توضع بجوار تمثال محمد علي في الإسكندرية لكن الفرنسي " ليننت دو بالفون " أبى إلا ليكونوا لحراسة هذا الجسر




* لماذا سمي بكوبري قصر النيل ؟؟؟؟

هناك أماكن كثيرة محيطة به تحمل الاسم نفسه كازينو قصر النيل ، شارع قصر النيل ، سينما قصر النيل .

لكنها جميعا سميت بإسمه وليس العكس.

وقصة الأسم تعود إلى :
زينب ابنه محمد علي باشا الكبير عاشقة النيل و لعشقها الكبير شيد لها ولدها قصرا على ضفاف النيل في شمال المنطقة التي أقيم عليها كوبري قصر النيل و كان قصرا يعد كتحفة معمارية، وكان تحديدا في المنطقة المقام عليها الآن مبنى الجامعة العربية و فندق النيل هيلتون حتى جاء سعيد باشا ابن محمد علي ليمحو تلك التحفة و يقيم مكانها سكنات للجيش المصري و مقرا لنظارة حربية في تلك الحقبة الزمنية ، وصحيح بأن القصر أزيل تماما لكنه بقى في أذهان جميع المصريين يتناقلوه عبر الأجيال و لم تستطع الأيام محوه ، لذا حينما شيد الكوبري تمت تسميته على القصر الجميل الزائل.





و كما تنال الأيام و السنوات من الإنسان نالت من كبري قصر النيل فزحفت الشيخوخة عليه فاضطر الملك فؤاد إلى منع العبور من فوقه فقرر هدمه في عام 1931 و قام مجموعة من أمهر المصممين الإنجليز من بينهم المصمم سير رالف فريمان مصمم جسر ميناء سيدني باستراليا بتصميم شكل الكوبري الجديد حيث ظهر بثوبه الجديد بعرض يضاعف عرضه الأول أي عشرين متر و ذلك في الخامس من مارس عام 1935 ، كما أنشأ نفقان الأول تحت ميدان التحرير و الآخر أسفل الكوبري مباشرة لتسهيل حركة المرور في دمج الكوبري في كورنيش النيل .







ورغم أن الكوبري قد تعدى عمره ال138 إلا أنه لا زال جسرا حيويا ، نابضا بالحياة والفرح الذي نجده منعكسا في عيون المحبين الذين يحملونه أسرارهم وينقشون عليه أسماءهم وأسماء من يحبون.





كوبري قصر النيل ........... يا جميل.