[محمد احمد عسيري]

حجوزات الطيران عبر الإنترنت في السعودية لا تتجاوز 7%

اعتماد الحلول التكنولوجية يرفع أجور موظفي وكالات السفر 15%

جدة: نسرين عمران
كشفت دراسة حديثة خاصة بقطاع السياحة والسفر انخفاض نسبة حجوزات الطيران عبر الإنترنت في السعودية؛ حيث لا تتجاوز 7 في المائة، مقابل 30 في المائة في الخارج، وأشارت إلى أن اعتماد أحدث الحلول التكنولوجية لتوزيع حجوزات السفر، من شأنه أن يوفر قيمة كبيرة لوكالات السفر تصل إلى 20 في المائة من تكاليفها إلى جانب زيادة أجور موظفيها بنسبة 15 في المائة.
وبينت الدراسة حجم ارتفاع مبيعات وكالات السفر في عام 2011 عن عام 2006، ففي حين بلغ متوسط حجم مبيعات وكالات السفر التي شاركت في الدراسة 28 مليون يورو عام 2006، ووصل متوسط إيراداتها إلى مليوني يورو، ارتفع حجم مبيعات وكالات السفر ذاتها في عام 2011 بنسبة 42 في المائة، لتصل إلى 40 مليون يورو، بينما نمت إيراداتها بنسبة 30 في المائة، لتصل إلى 2.6 مليون يورو.

وفي المتوسط ارتفعت مبيعات وكالات سفر الترفيه بنسبة 64 في المائة ونمت إيراداتها بنسبة 46 في المائة، بينما ارتفعت مبيعات وكالات سفر الأعمال بنسبة 19 في المائة، ونمت إيراداتها بنسبة 18 في المائة، وبالتالي ازدادت حصة وكالات سفر الترفيه المشاركة في الدراسة من 49 في المائة إلى 57 في المائة من إجمالي مبيعات القطاع.

وتؤكد هذه النتائج أن وكالات السفر باتت تركز اليوم على قطاع السفر الجوي العالمي بغرض الترفيه باعتباره الأكبر حجما والأسرع نموا، وبينت الدراسة التي حملت عنوان «الدور الذي يمكن أن يلعبه نظام التوزيع العالمي في تقليل التكاليف وتعزيز أداء وإنتاجية وكالات السفر»، أن التكنولوجيا تمثل عاملا مهما للحفاظ على الربحية في «بيئة تتبع سياسة إلغاء العمولة».

ووفقا للدراسة التي اعتدتها شركة «أماديوس» العالمية، الشريك التكنولوجي في قطاع السياحة والسفر العالمي، فقد انخفض متوسط تكلفة التذكرة الواحدة لدى وكالات سفر الترفيه في السعودية بنسبة كبيرة منذ عام 2006 بلغت 19 في المائة، وتستحوذ تكاليف الموظفين على 64 في المائة من إجمالي تكاليف وكالات السفر، وعند تحليل التكاليف بحسب النشاط، تبين أن أنشطة الحجز الرئيسية تستأثر بـ48 في المائة من التكاليف، بانخفاض قدره 20 في المائة منذ عام 2006 بفضل زيادة الإنتاجية واعتماد أنظمة أفضل لحجز تذاكر السفر الجوي. وأوضح نشأت بخاري مدير عام شركة «أماديوس السعودية» في مؤتمر صحافي خاص بإطلاق الدراسة، أن قطاع السياحة والسفر في المملكة يواجه تحديات كثيرة، من بينها قلة الكوادر السعودية المؤهلة للعمل في القطاع، إضافة إلى غياب العقود المحفزة والقادرة على جذب وإبقاء الموظفين السعوديين المتجهين للعمل في شركات السياحة والسفر.

وطالب بخاري خلال حديث له مع «الشرق الأوسط» بضرورة تدريب الكوادر السعودية العاملة في هذا القطاع بشكل عام، وفي وكالات السفر بشكل خاص، وذلك لتحسين أدائهم، مشيرا إلى أن التدريب من شأنه أن يسهم في التزام الموظفين بعقود العمل ويحفزهم على البقاء فيه لفترة أطول، في المقابل دعا وكالات السفر إلى تقديم عقود وامتيازات تحافظ على بقاء الكوادر السعودية للعمل في هذا القطاع فترة أطول.

وحول تجربة «أماديوس» في مجال التدريب خاصة الكوادر السعودية، بين بخاري أنهم يركزون عليه لأهميته وقال: «لدينا ثلاثة مراكز تدريبية في الرياض والدمام وجدة، نقوم من خلالها بتدريب الموظفين على الأمور الأساسية المتعلقة بقطاع السياحة والسفر»، لافتا إلى ضرورة أن يلم العاملون بهذا المجال ببعض اللغات خاصة الإنجليزية «قراءة وكتابة»، إلى جانب بعض المعلومات المتعلقة بمجال السياحة والسفر.

وأضاف: «بعد ذلك نقوم بتدريبهم على أساسيات الحجز والتذاكر، ومن ثم الأنظمة المتطورة في هذا المجال»، كاشفا عن توقيع عقود مع معهد التدريب التقني والمهني بالمملكة لتدريب كوادر وطنية في هذا المجال تساعد على سعودة القطاع. وبين بخاري أن عدد وكالات السفر والسياحة بالسعودية تصل إلى 800 وكالة بينما تصل فروعها إلى ما يقارب 2000 فرع، موضحا أهمية أن تواكب هذه الوكالات متطلبات العصر والتكنولوجيا الحديثة وذلك من خلال استخدام التقنية في إجراء الحجوزات.

وبين أن على وكلاء السفر التمتع بالقدرة على التسويق لمختلف الدول والجهات وأن لا تركز على وجهة بعينها، مشيرا إلى أن السياحة انخفضت الآن في بعض الدول كمصر وسوريا إلا أنها انتعشت في دول أخرى كتركيا ودبي، لذا فإن على وكالة السفر توفير البديل من الجهات السياحية لعملائها.

وأرجع بخاري انخفاض الحجوزات عبر الإنترنت في السعودية إلى كونها جديدة على السوق السعودية، إضافة إلى ضعف ثقة العملاء في السعودية من تنفيذ عمليات تحويلات مالية عبر الإنترنت، وقال: «الحجوزات عبر الإنترنت في السعودية منخفضة إذا ما تم مقارنتها بالعالم الخارجي حيث تصل إلى 7 في المائة بينما تصل في الخارج 30 في المائة».

وأكد إلى تطلعهم إلى أن تصل نسبة الحجوزات عبر الإنترنت في السنوات القليلة المقبلة إلى20 في المائة خاصة أن عدد مستخدمي الإنترنت بالسعودية يصل إلى 15 مليونا 6 ملايين منهم يستخدمون لـ«فيس بوك»، وقال لو أن وكالات السفر قامت بالتسويق عبر هذه المواقع لحققت الانتشار والربحية بتكلفة بسيطة جدا.

المصدر

https://www.aawsat.com/details.asp?se...08244&feature=