[صقر الثمامه]

طائرات الركاب...هل تتسلح ضد الإرهاب ....

في 6 كانون الثاني- يناير 2004، قرر ال Homeland Security الأمريكي، تمويل دراسات تهدف إلى إيجاد منظومة حماية ذاتية لطائرات الخطوط الجوية ضد الصواريخ. هذه المنظومات مخصصة حتى الآن للطائرات القتالية، وعلى نحو استثنائي لطائرات مثل Force One Air، البوينغ 747 الخاصة برئيس الولايات المتحدة، أو الطائرة رباعية المحركات Hs146 الخاصة بملكة بريطانيا. واليوم، التهديد بالصواريخ الخفيفة، التي يطلقها شخص بمفرده على طائرة مدنية، أصبح حقيقة واقعة.
تتمثل الفكرة من الناحية العملية في تجهيز الطائرات بمنظومة قادرة على كشف أي صاروخ مهدِّد خلال التحليق، ومن ثم تحييده. إلا أن الصواريخ مزودة ب " رأس باحث"، موجه ذاتي يعمل بالأشعة تحت الحمراء مهمته الحفاظ على الاتجاه نحو الهدف الذي يكتشفه. يتركز الموجه الذاتي على الأجزاء الأكثر حرارة في الطائرات المستهدفة، المحركات، في حين تضبط حاسبتُه المسار كي يتتبع تحركات الهدف. لكن المبدأ قد ينعكس: من أجل كشف الصاروخ، يمكن لمنظومة الحماية المركبة تحت الطائرة أن تستخدم هي أيضاً كاشفاً بالأشعة تحت الحمراء حساساً لمصدر الحرارة في جهاز دفع الصاروخ، إلا في حال اعتماده على رادار صغير يعمل بمفعول دوبلر effet Doppler ، أي قادر على أن يميز، من بين كل أصداء الأرض، صدى شيء طائر بسرعة كبيرة جداً.


تحييد الهجوم بالخدع والتضليل:


رادار دوبلر شائع الاستخدام في الطائرات العسكرية لاستهداف هدف متحرك، ويتميز بتركيز وفعالية تأمين. وفيما يخص تحييد الصاروخ، فإنه يتم أساساً باللجوء إلى وسائل الخداع والتضليل. بما أن الموجه الذاتي للصاروخ حساس إزاء الإشعاعات الأكثر حرارة في الطائرة، فإن هذه يمكن أن تلقي خلفها منابع أشعة تحت حمراء، نوعاً من الأسهم النارية التي تشع ضمن ترددات غازات المحركات نفسها وتجذب بذلك الصاروخ. وهناك طائرات عسكرية كثيرة مزودة بمثل أجهزة إطلاق وسائل الخداع والتضليل هذه، إذ أثبتت فعاليتها على نطاق واسع، ذلك خصوصاً ضد صواريخ SA7 السوفييتية و Stingerالأمريكية من الجيل الأول، إبان الصراعات في أفغانستان، وحرب الخليج، وكوسوفا.

يبقى أن صانعي الصواريخ، في خضم سباق التعقيد، قد طوروا ردوداً. ففي النسخ الأحدث من صاروخ Stinger، منظومة التوجيه قادرة على القيام بالتمييز بين مصدر حراري ناشط مستمر ( محرك الطائرة) ومصدر حراري أكثر حرارة بقليل ولكن يعمل على مراحل وجيزة، من ثانية إلى ست ثوان (وسيلة التضليل والخداع، الطعم). لهذا السبب يتم إطلاق وسائل التضليل والخداع على شكل رشقات بفاصل جزء من الثانية بين الواحدة والأخرى، بهدف تضليل الصاروخ بجذبه على نحو متتابع نحو نقاط ساخنة.

الحد من الكلفة:


إذاً، لا يمكن أن تكتفي مجموعة الحماية الذاتية بوسائل الخداع والتضليل. ومن هنا فكرة تزويدها أيضاً بمنظومة قادرة على تعمية الموجه الذاتي، مثلاً من خلال مصابيح تطلق سلسلة من الومضات القوية بالأشعة تحت الحمراء باتجاه الصاروخ. هناك طريقة أخرى تقوم على استخدام بُرَيْج ليزري من شأن أشعته المصوبة نحو الصاروخ أن تعميه. عملية الكشف- التحييد يجب أن تتم في بضع ثوان، ويعني ذلك أنها يجب أن تكون آلية، دون تدخل بشري من الطاقم، كما في الطائرات العسكرية.

في الوقت الراهن، يسعى الأمريكيون، والإسرائيليون، والأوربيون (مجموعة Thales الفرنسية) إلى إيجاد منظومة فعالة ورخيصة الثمن نسبياً في الوقت نفسه. الجانب الاقتصادي حاسم بالطبع، فالشركات التجارية هي المعنية بالأمر. من جانب آخر، وضع ال Homeland Security الأمريكي قيوداً عملياتية ومالية محددة على الصناعيين. يجب أن تتمكن منظومة الحماية الذاتية من تغطية 360 درجة حول الطائرة، خلال الدقائق الأولى التي تعقب الإقلاع أو تسبق الهبوط، وأن تكون فعالة ضد النسخ الأحدث من صواريخ أرض- جو قصيرة المدى، وألاً تزن أكثر من 450 كغ، وأن يكون ثمن القطعة أقل من مليون دولار عند الشراء للقطعة الواحدة. هذا إضافة إلى مطلب يتعلق بالبنية: على المنظومة، عند تركيبها على الطائرة، ألا تؤدي إلى زيادة أكثر من 1% في القوة الساحبة، هذه القوة الدخيلة الناجمة عن احتكاك الهواء الذي يقاوم جر traction المحركات على طائرة خطوط جوية من طراز Airbus A 320. في الواقع، تزيد القوة الساحبة من استهلاك الوقود، ويقلل الوزن الإضافي الحمولة التجارية. وقعت هذه المعطيات موقعاً حسناً عند الصناعيين: يوجد في الولايات المتحدة وحدها ما لا يقل عن 6800 طائرة يمكن حمايتها بهذا الشكل.
وهكذا، من الممكن في غضون بضع سنوات أن نرى طائرات الخطوط الجوية وقد تزودت بأجهزة الحماية الذاتية هذه تحت أبدانها. ويمكن أيضاً أن نتوقع أن تقوم شركات الخطوط الجوية التي زودت طائراتها بهذه المنظومة بإطلاع زبائنها على ذلك، لتؤكد لهم بذلك أنها اتخذت كل الاحتياطات اللازمة من أجل سلامتهم... .

يشار في هذا السياق إلى أنه تم إسقاط نحو 850 طائرة مدنية في مناطق القتال أو في أعمال تخريبية خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، وأن تهديد الصواريخ الخفيفة، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، غير قابلة للكشف قبل الإطلاق. وتقدر مكاتب أبحاث الكونغرس الأمريكي أن نحو 150000 صاروخ - جو محمول portables هي بذلك خارج كل مراقبة اليوم، وأن هناك نحو ثلاثين جماعة مسلحة تمتلك هذه الصواريخ.

خفيفة وسهلة الاستعمال:


تزن الصواريخ الخفيفة أرض- جو أقل من 15 كغ، ولا تتطلب أية بنية تحتية للإطلاق. يحمل الرامي الصاروخ على الكتف، يسدد إلى الهدف بوساطة مصوِّب بدائي، ويضغط على زناد جهاز إشعال الدافع، ويتكفل الموجه الذاتي بالبقية. إلا أن مدى الصاروخ محدود: 6 كيلومترات بالنسبة للنماذج الأكثر شيوعاً: "سام 7" السوفييتي و" ستينغر" الأمريكي. إذاً، لا يمكن استخدام هذه الصواريخ إلا ضد الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، أي خلال طوري الإقلاع والهبوط، حيث تكون الطائرات المدنية أكثر تعرضاً.

[عاشق السيارات]

مشكووور ولللله ولللله يعطيك العاااافيه