[:::: A L I ::::]

اعداد: علي محمد الهاشم-القبس
ثمانية أعوام مضت على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومسلسل تعرض النقل الجوي المدني للإرهاب مستمر إلى الآن؛ ولا تزال عمليات الكر والفر ما بين الإجراءات الأمنية في المطارات وبين الإرهابيين في سجال بين وقت وآخر، وكان أكثرها إثارة، ما تعرضت له طائرة ركاب تابعة لشركة «دلتا – نورث وست ايرلاينز» الأميركية أخيرا حينما كاد شخص يعزى انتماؤه لتنظيم القاعدة أن يقوم بتفجير شحنة ناسفة مخبأة في حذائه تلك الطائرة، لكنه فشل وألقي القبض عليه بعد أن حال الركاب دون تنفيذه لذلك. ونتيجة لتلك الحادثة الأخيرة نسلط الضوء على ما ترتب عليها وكيف تغيرت فكرة الطيران والسفر جوا من صورة إلى أخرى مرة ثانية.
كلفت أحداث الحادي عشر من سبتمبر دولا عديدة في العالم والولايات المتحدة تحديدا مليارات الدولارات، تم إنفاقها لتفعيل أنظمة الأمن في المطارات وتطوير أجهزة الكشف والرصد المعدة لتفتيش الركاب وأمتعتهم، بحيث قلبت الأمور رأسا على عقب، وزادت الإجراءات الأمنية من التأخير نتيجة تراكم طوابير الركاب وتعاظمها عما سبق، وخلقت هواجس ومخاوف أدت الى تعقيد وتقييد حركة المسافرين ومرتادي المطارات فانتشرت تبعا لذلك أجهزة التفتيش الاوتوماتيكية للحقائب والركاب، وبات تفتيش الركاب وأمتعتهم بصورة مضاعفة شيئا مزعجا، وأصبحت شركات النقل الجوي تفرض قيودا على مسافريها متذرعة بالضغوط التي تمارس عليها من قبل سلطات أمن المطارات، مما حول السفر جوا في بعض الأحيان الى كابوس حقيقي. لكن ورغم كل هذا جاء حادث الخامس والعشرين من ديسمبر من العام الماضي ليجعل من تلك الإجراءات والأموال التي أنفقت هباء منثورا وكأن شيئا لم يكن، حيث تبين مدى هشاشة تلك الإجراءات وعجزها عن منع الإرهابيين من اختراقها.

المسافر يدفع الثمن
في الماضي، كان يمكن لنسيانك حقيبتك ان يعرضك الى التوبيخ، أما اليوم فإنه قد يعرضك الى المساءلة القانونية واحيانا الى دفع غرامة مالية واستجوابك من قبل السلطات، لا بل وتمت إعادة التفتيش اليدوي للمسافرين ومتعلقاتهم الشخصية، في منظر يذكرنا بالأزمان الغابرة، ويبرر ذلك بأن أنظمة الكشف والرصد الإلكترونية قد فشلت اخيرا في اكتشاف ما كان يحمله عبد المطلب الذي حاول تفجير الطائرة «دلتا» بواسطة متفجرات مخبأة في حذائه. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها شخص بمحاولة فاشلة لنسف طائرة ركاب بواسطة شحنة ناسفة مخبأة في حذاء، حيث كان قد سبقه شخص يدعى ريتشارد ريد في ديسمبر من عام 2001 بمحاولة مماثلة لتفجير طائرة ركاب تابعة لشركة طيران أميركية أي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بشهرين.

فشل الاستخبارات
لعل ما يثير التساؤلات في الحادثة الأخيرة هو كيف تمكن شخص مثل عبدالمطلب من تخطي نقاط التفتيش الأمنية لمطارات كل من نيجيريا وأمستردام وصولا إلى الولايات المتحدة، والتي يفترض أنها مشددة، حيث زودت جميع تلك المطارات بأجهزة لمسح الأبدان ناهيك عن كونه مدرج أساسا بلائحة المشتبه بهم. وهذا بدوره يلقي بالضوء على مصداقية وأهلية العاملين في القطاع الأمني بالمطارات، إلى جانب المعلوماتية الاستخباراتية وأهمية تفعيلها في الوقت المناسب.

اقتراحات أمنية كثيرة.. ولكن
الحلول لا تزال تتدفق على مجال امن المطارات، جميعها مكلف بالطبع، الا ان بعضها قد يؤتي ثماره، والحقيقة ان احد تلك الاقتراحات التي قمنا بطرحها قبل ذلك، وهي تفعيل الامن الخارجي للمطارات كما في الداخل، كما ان استخدام كاميرات داخل وخارج المطار هو امر محتم وربط ذلك بشبكة قاعدة بيانات أمنية مركزية تشرف عليها وزارة الداخلية للدولة بدلا من القطاع الامني الخاص. اما في ما يتعلق بإجراءات البيولوجيا الإحصائية او Biometrics التي تعتمد على البصمة الوراثية، فهي إجراءات مكلفة لكنها واعدة، اما عمليا فهي صعبة التطبيق لكثرة البشر وتعدد اعراقهم، عدا عن ذلك لا بد من الاعتماد على الاجراءات المتعلقة بالتفتيش المركب او المضاعف ولكن بصورة اكثر سلاسة، حتى لا يؤثر ذلك في نسبة التأخير بالمطارات، خصوصا مع الظروف الاقتصادية العصيبة التي يعيشها قطاع الطيران والعالم حاليا.

أنظمة جديدة لحفظ الأمن في المطارات

الولايات المتحدة:
اعتماد جهاز للمسح يعمل بالموجات المللمترية بالغة الصغر التي تمسح حتى أخمص القدم بواسطة هوائيين عموديين وتكشف عن النتوءات البارزة بالبدن أو حتى أحيانا الأجسام المطمورة بالبدن.

ألمانيا:
اعتماد جهاز ثلاثي الأبعاد للتعرف البصري على الوجوه البشرية ويحلل الأبعاد الخاصة بها بحيث يكشف التغيرات المفتعلة كالتنكر وغيره من اجراءات التضليل.

فرنسا:
اعتماد نظام الكتروني متطور لشم المتفجرات ورصد الترددات الصادرة عن ذرات المكونات الكيميائية لها الى جانب الكلاب المدربة في الأساس للقيام بذلك.