المقالات الصحفية Rumours &Newsتنبيه: تأمل إدارة المنتدى متابعة الأخبار المتميزة فقط إن المقالات في هذا القسم قد تم الحصول عليها من شركات أو من وكالات علاقات عامة, وتعتبر تلك الوكالات الجهة الوحيدة المسئولة عن محتويات هذه المقالات
أجمع محللون اقتصاديون أن خسائر قطاع الطيران جراء بركان ''أيسلندا'' تفوق خسائر الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ,2001 لكن على خلاف ما حدث في الولايات المتحدة، وجد المسافرون الذين تقطعت بهم السبل في أوروبا، المزيد من خيارات السفر مثل القطارات والباصات والسفن البحرية التي تربط أجزاء القارة بفعالية، ولاشك أن أهمية وسائل المواصلات هذه ستزداد كلما زاد انتشار الرماد البركاني في الجو. يذكر أنه خلال العقود الماضية، بذل الأوروبيون جهودا دءوبة لتطوير هذه الشبكة السطحية المكثفة والمأمونة عموماً، وبالعودة إلى العام ,1987 عندما بدأ العمل في سكة القطار الذي يمر عبر نفق القنال الإنجليزي بين بريطانيا وفرنسا، يلاحظ أن البريطانيين ظلوا يتساءلون عن مزايا ومنافع هذا النفق. وبسبب ارتفاع تكاليف التشغيل في السنوات الأولى التي تلت التدشين، لم يقتنع الكثيرون بجدوى سكة قطار النفق هذه، إلا أن سكان الجزيرة البريطانية على اقتناع اليوم من جدوى المشروع، خاصة بعد أن قررت شركة سكك القطار الفرنسية ''إس إن سي إف'' تقديم أسعار مخفضة للمسافرين العالقين في بريطانيا. وفي كافة أرجاء أوروبا، ساهمت وسائل المواصلات السطحية -السفن والقطارات والباصات- في التعويض عن توقف الرحلات الجوية، التي اعتبرها المراقبون أكبر إغلاق للمجال الجوي منذ الحرب العالمية الثانية، ولا نذهب بعيداً إذا قارنا الحالة الراهنة بأوقات الحرب، لأن المواصلات تحولت إلى عنصر مهم من عناصر الأمن القومي في الوقت الحاضر. في هذا السياق أرسلت القوات البحرية الملكية سفنها لجلب المواطنين العالقين في الدول الأوروبية. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت إيزنهاور أدرك الأهمية الأمنية لوجود شبكة للخطوط السريعة على مستوى البلاد ككل -ربما لأنه كان معجباً بالشوارع السريعة الألمانية التي اشتهرت في الحرب العالمية الثانية- ومن ثم أعد إيزنهاور خارطة لشبكة طرق سريعة تربط كافة الولايات الأمريكية. واليوم تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى النظر في وسائل النقل والمواصلات بنفس الجدية من جديد، ففي غضون السنوات الـ50 القادمة من المتوقع أن يزداد عدد السكان بحوالي 150 مليون نسمة، إضافة إلى العدد الحالي، وبالمثل يتوقع خبراء النقل زيادة حادة في الطلب على النقل البحري خلال العقود القليلة القادمة، إلا أن أمريكا تجاهلت مرافق البنية التحتية منذ سنوات، بل قلصت بعض الشوارع وسكك الحديد. ومنذ وقت قريب بدأت البلاد في الانتباه إلى هذه المشكلة فشرعت في تطوير شبكاتها ولكن ببطء، وكان الناخبون في انتخابات عام 2008 وافقوا على 25 من إجمالي 33 مقترحاً لزيادة الضرائب المفروضة على شبكات النقل العامة. وفي ولاية كاليفورنيا بالذات وافق الناخبون على مقترح لإقامة شبكة للقطار فائق السرعة ''قطار الطلقة''، هذا علاوة على أن الرئيس باراك اوباما وافق منذ انتخابه على إقامة هذه الشبكة. ورغم هذا تستمر الإدارة الأمريكية -ومعها الرئيس اوباما نفسه- في تأخير إصدار قانون مهم ألا وهو قانون النقل، الهادف إلى تمهيد الطريق لزيادة تسهيل انتقال الناس والبضائع بين كافة أجزاء البلاد. ويحدد القانون السياسات اللازمة لتطوير الشوارع والجسور ووسائل النقل العام، والخطوط البحرية للسنوات الست القادمة، وكان من المفترض أن يصدر القانون العام الماضي إلا أن الإدارة الأمريكية أجلته بسبب إعطاء الأولوية لقانون الرعاية الصحية. وتمثل التكلفة قضية مهمة أخرى في هذا الشأن، إذ تصل التكلفة المقدرة للتطوير إلى 500 مليار دولار، وأن الآلية الراهنة لتمويل الشوارع -أي فرض ضريبة قدرها 4,18 سنت على كل جالون من البنزين- غير قادرة على تغطية التكاليف. ومع هذا فإن التأجيل سيؤدي إلى زيادة التكاليف وتفاقم الازدحام في الشوارع وغيرها، وإذا كانت أمريكا قادرة على توقع مدى تفاقم المشكلة مستقبلاً فإن هناك أيضاً ما لا يمكن توقعه- فإن لم يكن بركاناً فقد تكون هجمات جديدة مشابهة لهجمات سبتمبر 2001 أو كارثة طبيعية، ولهذا لا بد وأن لا تقل أمريكا جاهزية عن مثيلتها الأوروبية في هذا المجال.