[مواطن كويتي]

كيف ستغيّر طائرتا بوينغ 787 وإيرباص 350 مفهوم النقل الجوي؟! الطائرات الجديدة في الميزان






إعداد علي محمد الهاشم
،، شهدت الكويت في الأسابيع الماضية تشغيل الخطوط الجوية القطرية لطائرتها الجديدة حديثة التسليم بوينغ 787 المعروفة بلقب دريملاينر أو طائرة الأحلام على خط دوحة - كويت - دوحة. وقد تجمع عدد من هواة الطيران لمشاهدتها، وهي تقترب من مدرج مطار الكويت الدولي، كي يلقوا نظرة عليها وهي تهبط هناك وتحلق من جديد. ويتزامن هذا الظهور لطائرة دريملاينر مع تدشين النموذج الأول لمنافستها الإيرباص 350 ذات البدن العريض، التي تتهيأ لتحليقها الأول في القريب العاجل. والذي يميز ذينك النموذجين المتنافسين هو الكم الهائل للتكنولوجيا التي تحتوي عليه الطائرتان، والذي سيكون محور حديثنا لهذا الأسبوع. ،،
أعلنت شركة بوينغ عن توقعاتها بأن منطقة الشرق الأوسط ستحتاج إلى 2370 طائرة جديدة تصل قيمتها إلى 470 مليار دولار أميركي خلال الأعوام العشرين المقبلة حتى عام 2031. وبينما سيتم تخصيص 730 طائرة (%31) لتحل مكان الأساطيل الحالية، من المتوقع أن تعود نسبة %69 من الطلب إلى النمو السريع الذي تشهده الرحلات الجوية في المنطقة. وبحسب تقرير بوينغ لتوقعات السوق الحالية، ستهيمن الطائرات ذات الممرين المخصصة للمسافات الطويلة مثل بوينغ 777 و787 دريملاينر وإيرباص 350 على طلبيات منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس أولويات الشبكة العالمية لشركات النقل الجوي الرائدة في المنطقة، مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية. وتجدر الإشارة إلى أن الطلبيات التراكمية لشركات النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط تصل إلى 882 طائرة، %62 منها طائرات ذات ممرين مخصصة للمسافات الطويلة وطائرات ضخمة.

عنصر التميز
تضطر شركات صناعة الطيران إلى توفير الطاقة بسبب تكاليفها الباهظة، من جهة، ونظراً الى ارتفاع الوعي البيئي في العالم من جهة أخرى. وتسعى الشركات الى تحقيق توفير الطاقة بطرق مختلفة، ومن أهمها: توفير الطاقة من خلال تخفيض وزن الطائرات. لذلك، يتزايد استخدام الشركات للبلاستيك المُقوَّى بألياف الكربون، في صناعة أجزاء من طائراتها. لذلك يتألف أكثر من 50 في المائة من مكونات الطائرات الحديثة كإيرباص A350 وبوينغ 787 دريملاينر من البلاستيك المُقوَّى بألياف الكربون، لأنها تجعل الطائرات أخفّ وزناً، وبالتالي أكثر توفيراً للطاقة ورفقاً بالبيئة، مما يجعلها أكثر اقتصاداً في التشغيل.

تجربة التحليق
دخلت البوينغ 787 الخدمة قبل منافستها الإيرباص 350، وبالتالي أمكن معاينة بعض المميزات التي كانت حبرا على ورق على أرض الواقع، ومن تلك المميزات قدرات الطائرة على الإقلاع والتحليق بسلاسة ومرونة لم تكن متوافرة في النماذج السابقة، حيث بات الطيار ذا مهام إشرافية أكثر من الحرفية التي يقوم بها في الغالب على الطائرات السابقة، وذلك بفضل أنظمة التحكم الرقمية العالية الدقة في توجيه الطائرة وسطوحها الرافعة التي باتت أكثر استجابة وحساسية للمتغيرات من قبل.

مولدات للطاقة
ساهمت خلايا الوقود في توليد الطاقة على متن البوينغ 787 وباتت تتولى توليد الكهرباء والطاقة على متن الطائرة، مما قلل من الاعتماد في ذلك على المحركات، وبالطبع بات الهواء المستنزف من المحركات شيئا من الماضي على متن البوينغ 787، حيث تقوم المولدات العاملة بخلايا الوقود تلك بذلك، بينما تتمتع المحركات بكامل طاقاتها في دفع الطائرة بأداء قياسي أكثر كفاءة واقتصادية واقل استهلاكا للوقود وبالطبع أدنى انباعاثا مضرة بالبيئة، وهذا هو بيت القصيد.

كبائن خيالية
توفر مقصورة الركاب العريضة في طائرات 787 بيئة فائقة الرحابة للركاب. ويوفر المدخل المرتفع والمضاء بأسلوب دراماتيكي، شعوراً بالوجود تحت القبة السماوية لدى الركاب، ويعزز إحساسهم بأنهم دخلوا فضاء جديداً بالكامل. ويستمر تصميم القبة السماوية المضاءة في جميع أنحاء المقصورة. ويستطيع طاقم الطائرة التحكم بدرجة وألوان إضاءة القبة السماوية، المنارة بمجموعة من مصابيح LED ثنائية الأقطاب المصدرة للضوء وعالية الكفاءة في ترشيد استهلاك الطاقة. ويستطيع طاقم خدمة الركاب أن يمنحوا الركاب الشعور بوجود إنارة نهارية حين يرغبون في ذلك، ويحولونها إلى إنارة ليلية جميلة حين يرغب الركاب في النوم.

بيئة صحية
تتمتع مقصورات معظم الطائرات المعاصرة بهواء نظيف جداً يعتمد على التكنولوجيا المستخدمة نفسها في غرف العمليات بالمستشفيات. وسوف تحظى مقصورة ركاب الطائرة إيرباص 350 كمنافستها الحالية البوينغ 787 دريملاينر بهواء أعلى جودة بفضل طريقة مبتكرة لتنقية الهواء تُعرَف باسم الترشيح الغازي، تجعل الهواء أنظف عبر إزالة الملوّ.ثات بما فيها الروائح المُنَفّ.رَة منه. وأثبتت الدراسات العلمية أن الملوثات تتسبب في حدوث العديد من الأعراض التي كثيراً ما ترتبط مع انخفاض درجة الرطوبة. وتزيل تنقية الهواء تلك الملوثات الغازية، وتخفض بالتالي إمكانية ظهور تلك الأعراض من قبيل تهيُّج الحنجرة.

حادثة إيرباص 330 رحلة رقم 447
نأتي لأمر مهم جدا، وهو كيف أمكن تهيئة طائرات حديثة مثل البوينغ 787 دريملاينر كي تكون ذات قابلية على التطوير المستمر، وذلك لتلافي الوقوع في الإخفاقات نفسها، التي تقع فيها الطائرات التقليدية، مثل تعطل أنبوب بيتوت المسؤولة عن تحديد السرعة الهوائية للطائرة، كما حدث للرحلة المشؤومة للإيرفرانس رقم 447 بطائرة إيرباص 330 - 200 حينما تجمد أنبوب بيتوت الخاص بها، مما أعطى الطاقم قراءات خاطئة أدت بالطائرة إلى الخروج عن حدود الأداء المخصص لها، فانهارت وهوت في المحيط، ولهذا عمدت بوينغ إلى التعامل مع مثل هذه الحالة إذا ما واجهت إحدى طائراتها الحديثة كالبوينغ 787 دريملاينر تعطلا في أنابيب بيتوت، فإنه يمكن تعويض ذلك من خلال حساب السرعة والارتفاع عبر وزن الطائرة ووضعيتها أثناء التحليق، وذلك بالاستعانة بنظام ثلاثي الأبعاد بنظام الملاحة بالأقمار الاصطناعية GPS لتحديد الوضعية، وهذا ما يدل على أن الطائرات الحديثة كبوينغ 787 وإيرباص 350 ستفعل من إجراءات السلامة بصورة أكبر من الطائرات الأخرى المستخدمة حاليا، وهذا بدوره سيلقي بظلاله على مستقبل النقل الجوي.

القبس

[مواطن كويتي]

السلام عليكم
مقال مفيد و مميز أنصح بقرائته كاملا