[عاشق A380]

تواجه شركة “رولز رويس” العملاقة لصناعة محركات الطائرات تهماً بالفساد من خلال تقديم رشى لمسؤولين في إندونيسيا والصين، وكان أحد موظفي الشركة السابقين كشف النقاب عن تلك الانتهاكات القانونية خلال مراسلات مع مدون على شبكة إنترنت .
ولكن جون ريتشون الرئيس التنفيذي ل”رولز رويس” قال في معرض دفاعه عن الشركة: “لن نتسامح إزاء أية مخالفة تنتهك القوانين”، وأعلن مكتب التحقيق في عمليات الاحتيال الخطرة في لندن أنه يدرس رفع قضية ضد الشركة البريطانية للتحقيق معها حول تلك الادعاءات . وقالت “رولز رويس” إنها تدرس بجدية مراجعة إجراءاتها الخاصة بالتصدي لأية سلوكيات قد تكشف عن وجود ممارسات فساد في الشركة .
وعينت “رولز رويس”، أخيراً، محامياً كبيراً من مؤسسة “سيتي” للمحاماة للتحقيق بفضيحة حول دفع حزب المحافظين رشى، بهدف الحصول على معلومات، ومهمة المحامي مراجعة إجراءات محاربة الفساد في أعقاب قضية الرشى التي يزعم تورط شركة “رولز رويس” لصناعة محركات الطائرات فيها في كل من إندونيسيا والصين .
من المتوقع أن يقود اللورد غولد العضو في حزب المحافظين وهيربيرت سميث الرئيس السابق في مؤسسة “سيتي” لدراسة ما إذا كانت المجموعة الصناعية ملتزمة بإجراءات محاربة الفساد في أعقاب مزاعم حول سلوكها في الأسواق الهندسية . ويمتلك اللورد غولد سجلاً حافلاً في فحص أية ادعاءات تكشف الممارسات المخالفة للقانون في الشركات . وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عيّنه العام الماضي للتحقيق في وسائل حزب المحافظين لجمع أموال بعد أن تم تصوير بيتر كوداسا الذي شغل منصب أمين الصندوق المشارك للحزب، وهو يتفاخر بأن أكبر المتبرعين سيتناول عشاءه مع رئيس الوزراء .
والجدير أن موجهات “رولز رويس” سلطت عليها الأضواء بعد اعتراف المجموعة الصناعية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بأنها تحقق في مزاعم ارتكاب المجموعة مخالفات في الصين وإندونيسيا وبعض الأسواق الخارجية الأخرى التي لم يكشف النقاب عنها . وكانت تلك المزاعم أثارت انتباه مكتب التحقيق في عمليات الاحتيال الخطرة في دربي بلندن .
وأكدت رولز رويس، عند الإعلان عن تلك المخالفات، أنها تتعاون مع مكتب التحقيق، وأدانت الشركة بحدة أي “ممارسات مخالفة من أي نوع في العمليات التجارية” .
لكن ديك تيلور الموظف السابق في “رولز رويس” سرب معلومات حول انتهاكات وقعت في إندونيسيا، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات هي مثال واحد فقط على حالة الفساد في مؤسسته السابقة، مضيفاً أن هناك بعض قضايا المخالفات القانونية السابقة التي مارستها الشركة الصناعية في العام 2010 .
وقالت “رولز رويس”، وهي تعلن تعيين اللورد غولد، إن هذا الأخير كان من بين أبرز المحامين ولديه خبرة واسعة في نطاق العمل على أعلى المستويات في دوائر الشركات والدوائر الحكومية والمنظمين في العالم” . وكان استقال من مؤسسة هيربرت سميث بعد أن قضى في خدمتها 37 عاماً، وتتضمن هذه الخدمة فترة كان فيها أحد كبار الشركاء ما بين العامين 2005 و،2010 وأنشأ خلالها مؤسسة ديفيد غولد وشركاه، وتعلن المؤسسة على موقعها على الشبكة الإلكترونية عن نفسها بأنها مزود لكل الموجهات القانونية الاستراتيجية على مستوى عال خاصة ما يتعلق بالتسويات .
وطبقاً للموقع، فإن خبرة غولد الرفيعة تشمل العمل مع وزارة العدل الأمريكية باعتباره “مراقباً لمؤسسة” أنظمة “بي إيه إي”، وهي شركة مقاولات متخصصة في الصناعات العسكرية وكانت واجهت هي ذاتها تهماً بالفساد ارتكبتها في البلدان الناشئة .
وكانت “رولز رويس” قالت في ديسمبر/ كانون أول الماضي إنها عيّنت مؤسسة ديبيفوا أند بليمبتون الأجنبية القانونية لإجراء تحقيقاتها الخاصة بها بشأن مخاوف أثارها مكتب التحقيق في عمليات الاحتيال الخطرة . وقالت المجموعة الصناعية إن التحقيقات اكتشفت وجود “مسائل ذات طابع مثير للقلق” في إندونيسيا والصين وأسواق أخرى . وينتظر أن يعلن مكتب التحقيق ما إذا كان ينوي فتح تحقيق حول التهم الأخيرة .
وفي كل الأحوال، فإن الادعاءات ذات الصلة بسلوك “رولز رويس” في كل من الصين وإندونيسيا ظهرت على شبكات الإنترنت وهي عبارة عن مراسلات تمت بين تيلور وأحد المدونين المجهولين على الإنترنت ينشط تحت اسم وهمي . وادعى تيلور أن تومي سوهارتو، ابن الرئيس الإندونيسي السابق، تلقى مبلغ مليوني دولار من “رولز رويس” ومنح أيضاً سيارة “رولز رويس” لإقناع شركة غارودا باستخدام محركات ترينت 700 في العام 1990 .
وادعى المدون أن الشركة دفعت أيضاً رشى إلى مسؤول تنفيذي له صلة قوية بشركة الخطوط الجوية الصينية وبلغ مجمل الصفقات مع الشركة الصينية ملياري دولار في العام 2005 وتشمل أيضاً شركة “تشاينا إيستر” للطيران في العام 2010 .
وقال الرئيس التنفيذي ل”رولز رويس” جون ريشتون في ديسمبر/ كانون الأول: “أريد أن أتحدث بكل إخلاص لا أنا ولا مجلس إدارة رولز رويس سنتسامح إزاء أية ممارسات مخالفة للقوانين وسنتخذ الإجراء الضروري لضمان إذعان الشركة للقوانين .
نحن شركة لديها مستقبل من النجاحات الاستثنائية، ولذلك نرفض أي سلوك يؤدي إلى تقويض نجاح الشركة مستقبلاً” .


رابط المصدر