الأربعاء 02/07/1430هـ ) 24/ يونيو/2009
المطارات والدرجات والإصابات.. حديث ذو شجون
الكاتبة: جهير بنت عبدالله المساعد
لا تعليق على الموقع لمطاراتنا السعودية في قائمة مطارات العالم لأن الحديث عن مطار دولي يعني مكشوف يراه القاصي والداني المغادر والقادم ومن على سفر والمودع الذي يودع المسافر وكل يعرف ما يراه ولاينتظر أن يرى الواقع المكشوف بمنظار غيره حتى لو كان الهيئة المختصة، فالأمر لا يحتاج لرأينا نحن حملة الأقلام الصحفية، ولا يحتاج حتى إلى هيئة الطيران، فالشمس لا تنتظر أصبعا يشير إليها والواضح لا يوضح.
وإذا كانت الشمس عليها غيوم لاتستطيع هيئة الطيران ــ مع تقديري ــ أن تقول الجو صحو، وإذا كان المترددون على مطاراتنا يرونها صحوا لا يمكن أن يقوى الإعلاميون على تغيير الحقيقة ويقولون في الجو غيم، أو الغيوم ملبدة وهكذا. قلت الواضح لايوضح أما المقارنة بين مطاراتنا والمطارات الأخرى فغير واردة، لأن المقارنة في العادة تكون بين المتشابهات فقط وليس بين الأسماء، بمعنى إذا كان اسمك «محمد» واسم جاركم «محمد» لايعني أن بينكما علاقة أو حتى نسب كما لا يعني أنكما متشابهان، وإذا كان على الخدمات في مطاراتنا فليست سرا لا يعرفه إلا المقربون بل أداء علني مشاع ومفتوح للجميع، والحسن فيها والسوء لايحتاج إلى أذكياء يكفي العابرون يقررون مالمسوه وما رأوه، ولاينبغي تبادل النصائح أو الإرشادات أو الدفاع والهجوم إنما المحبون المخلصون هم المحك فلا يقولون على الحسنة سيئة، ولا يرون السيئات حسنات، وأنت وضميرك أيها المسؤول الكريم.
إنما يغلبني تساؤل ألح على كثيرين من الناس، لماذا تردد الجهات المختصة مع كل حالة اكتشاف لانفلونزا الخنازير أن على ركاب الرحلة الفلانية مراجعة المستشفى؟ أي بعد وصول الركاب وخروجهم من المطار وممارسة حياتهم العادية ومخالطتهم لمن حولهم يأتي النداء مجلجلا في الأرجاء «ياللي وصلتم بالسلامة تعالوا راجعونا»، كيف يحدث هذا إذا كان خبر تزويد المطارات بآليات اكتشاف الفيروس صحيحا؟ وإذا كان كما يقال المطارات مجهزة بالكاميرات الحرارية! التفسير واضح إما أن التجهيزات غير كافية وغير فاعلة، وإما أن أعراض المرض لاتظهر إلا بعد فترة حضانة يكون فيها المصاب قد قام دون أن يدري بتوزيع الفيروس على الناس المخالطين له. وفي هذه الحالة لماذا الإنفاق الباهظ على كاميرات حرارية، وعلى تجهيزات احترازية إذا كانت لا تجدي ولم تقلل من فرص انتشار المرض؟ الخطر الحقيقي لو كان (عدم تخويف الناس) هو الشعار المستخدم هذه الأيام، وبالتالي تم اعتباره مبررا كافيا للتغاضي عن أخطار المرض، لاتخوفوهم ولاتغشوهم، بس سلامتكم.
https://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090624/Con20090624286968.htm