[عاشق A380]

وحده يكشف غموض اختفاء «الماليزية»

الطائرة الماليزية بوينغ 777 المختفية.. وفي الإطار الصندوق الأسود

تمثل المعطيات التي تحتويها الصناديق السوداء الأمل الوحيد المتوافر لتحديد أسباب حوادث الطيران، لكن هذا ليس كل عملها، إذ ان معطياتها أيضا في الحالات العادية من دون وقوع حوادث يمكن أن تكون مفيدة عند الصيانة الدورية للطائرة، حيث تفتح لذلك فيستفيد الفنيون من المعطيات المسجلة فيها، والتي تكون معلوماتها عادة قيمة جدا لهم وتعطيهم نظرة دقيقة عن ردود أفعال الطائرة وسلوكها في الظروف العملية، ولهذا السبب تفتح أحيانا تلك الصناديق لاستخدام المعلومات المخزنة بها ودراسة تسجيلاتها عند التحقيق في أمر فني ما حتى خارج أوقات الصيانة، إلا أنه في حالة فقدان الطائرة الماليزية حاليا فإن العثور على الصندق له أهمية كبرى في كشف طلاسم اختفاء تلك الطائرة أكثر من انتشال الجثث وحتى العثور على أجزاء أخرى من الطائرة نفسها.
كثر الحديث عن حادثة اختفاء الطائرة الماليزية رحلة رقم MH370 بطائرة بوينغ 777-200 إي آر، وكثرت التكهنات والتحليلات والهواجس، لكن كل ذلك لا يلبث أن يزول فور العثور على الصندوقين الأسودين اللذين يحتويان على معلومات دقيقة عن آخر نصف ساعة قبيل اختفاء الطائرة، وبالتالي فإنهما يعدان كنزا معلوماتيا لا يقدر بثمن. وهذا ما سنعيد الحديث عنه لتوضيح لماذا اكتسب الصندوق الأسود أهميته القصوى، خصوصا عند وقوع حادثة أو كارثة ما.

الموقع والغاية
يوضع الجهازان المكونان لمنظومة الصندوق الأسود في مؤخرة الطائرة لاسباب فنية، حيث انه في حالة وقوع الحوادث فان مقدمة الطائرة تتعرض غالبا للاصطدام الاكبر اما الذيل والمؤخرة فيتعرضان لصدمة اقل لذلك فهو المكان الافضل. وكثيرا ما نسمع عقب كل حادث جوي أن فرقا للبحث تفتش بين الحطام عن الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، ولكن في الحقيقة ان الصناديق السوداء تلك ما هي إلا عبارة عن صناديق برتقالية اللون وليست سوداء، وسبب طلائها باللون البرتقالي الفاقع من أجل تسهيل العثور عليها بين حطام الطائرة، ومن هنا ارتبط اسم الجهاز باللون الأسود نظرا لارتباطه بالحوادث والكوارث التي تحدث للطائرات، واصبح اسمه التجاري هو الصندوق الاسود، على الرغم من ان لون الصندوق برتقالي.
ومن الجدير بالذكر ان قيمة الصندوق تصل الى 30 الف دولار، الا ان الخدمات التي يقدمها الصندوق تفوق قيمته المادية بكثير. فلا شك انه على الرغم من صغر الصندوق في الحجم فانه عظيم في القيمة.

مكوناتها
تتكون منظومة الصندوق الأسود في الطائرة عادة من صندوقين معدنيين مصفحين، الأول هو مسجل الصوت في قمرة القيادة، ويعرف بـ Cockpit Voice Recorder – CVR، والثاني هو مسجل بيانات «معطيات» الطيران Flight Data،Recorder - FDR، ونستخلص من ذلك أن الصندوق الأسود هو عبارة عن جهازين مختلفين، يوضع الجهازان المكونان لمنظومة الصندوق الأسود في مؤخرة الطائرة كما تم ذكره في الفقرة السابقة ويتلخص عمل الجهازين كما سيتم توضيحه في الفقرتين المقبلتين.

حديث قمرة القيادة
الصندوق الأول هو الأكثر بساطة، فهو عبارة عن مسجل صوتي مهمته تسجيل الأحاديث التي يتبادلها أفراد الطاقم، أو التي تدور بينهم وبين أشخاص آخرين، حيث تعتبر محادثات طاقم قيادة الطائرة مفيدة جداً في الوقوف على أسباب حوادث الطائرات. ولذا، كان من الضروري تسجيل هذه المحادثات.
ويقوم مسجل صوت قمرة القيادة بتسجيل محادثات الطيار ومساعده، وأيضاً يقوم بتسجيل اتصالات المراقبة الجوية، وإعلانات الركاب، وتشويشات الطائرة، وكل ما يدور فيها. ويستغرق التسجيل مدة ثلاثين دقيقة مستمرة، مما يسمح لفريق التحقيق أن يستمع إلى آخر نصف ساعة من الأحداث التي حدثت في الطائرة قبيل وقوع الحادث. وتخزن المعلومات في شكل رقمي، ويمكن فك شيفرتها بسهولة، وأيضاً تم تطوير مسجل الصوت ذي الوحدة الصلبة، وأصبح ذا ذاكرة أكبر، وفي عام 1995 تم تطوير مسجل صوت قمرة القيادة، وأصبح يسجل ساعتين كاملتين.

العنصر الآخر
يعتبر مسجل بيانات أداء الطائرة الجهاز الآخر الأكثر تعقيداً، حيث تقع مسؤولية تسجيل مؤشرات التحليق بشكل عام عليه، وهو أول المسجلات التي دخلت الخدمة الفعلية في الطيران كمكون أساسي لمنظومة الصندوق الأسود، وذلك في عام 1958، وتستخدم شرائط مصنوعة من الصلب غير القابل للصدأ أو أسلاك كوسيط للتخزين في مسجلات الطيران، ووضع هذه الأسلاك في صندوق مصنوع من معدن التيتانيوم البالغ القوة، ويبطن الصندوق بمادة عازلة للحرارة، ولكن كان من اللازم أن يتم تطوير مكونات الجهاز نتيجة لتطور الطائرات، فالطائرات أصبحت أكبر حجماً وأكثر تعقيداً في العمل، مما خلق الحاجة إلى تطوير استجابة الجهاز للمتغيرات المحيطة به، وبالفعل تطورت مواصفات الجهاز وأداؤه، ففي عام 1967 استطاع العلماء الأميركان تطوير مسجل البيانات، وأصبح يسجل قراءات ما بين 17 إلى 32 متغيراً في الثانية الواحدة، والآن تستخدم ذاكرات من أشباه الموصلات أو دوائر متكاملة في تخزين البيانات، بدلاً من استعمال وسائط كهربائية.
المزيد حتماً قادم

كثيرة هي الاقتراحات التي تم طرحها، أخيراً، بعد حادثة اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية. فبعد أن كان الخبراء في مجال صناعة الطيران يتوقعون قبل ذلك أن تتم إضافة جهاز ثالث لمنظومة الصندوق الأسود الحالية والتي تتكون من جهازين كما ذكرنا أعلاه، بحيث يتولى هذا الجهاز الثالث التقاط شريط مصور (فيديو) لقمرة القيادة ولوحة الأجهزة الملاحية بها، وذلك من خلال تركيب آلة تصوير رقمية في قمرة القيادة، بهدف إتاحة المجال للحكم على مدى تطابق ترددات الأجهزة مع الأوامر المعطاة، ومع صحة استجابة الكمبيوترات والأجهزة الملاحية لها بالطائرات الحديثة حالياً عموماً، وأن تكون أحد الإجراءات الأمنية لمراقبة قمرة القيادة كإجراء إضافي إلى جانب المهام الأخرى التي أوكلت بها؛ يقترح البعض منهم أن يتم دمج معطيات التسجيل لتلك الصناديق بوحدات نقل وبث حي متواصل لنقل المعلومات فور حدوث عطب كامل بالطائرة كي يتم معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، مما يعطي المحققين صورة شاملة وواضحة عن الظروف التي أدت إلى حدوث مثل ذلك الحادث للطائرة، وهو ما بات متاحاً، خصوصاً مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال المتقدمة، وقد يكون هذا أحد الحلول التي قد ترى النور سريعاً، نظراً لحساسيتها في تعزيز عنصر السلامة في النقل الجوي.

المواصفات الفنية للصندوقين الأسودين في الطائرة
أقصى مدة للتسجيل: 25 ساعة مستمرة لمسجل بيانات الطيران FDR
30 دقيقة مستمرة، ساعتان للوحدات الرقمية وذوات الوحدة الصلبة لمسجل الصوت CVR
تحمل الاصطدام: 3400جم/ 6.5 ملم ثانية
مقاومة النيران: 11000 درجة مئوية / 30 دقيقة
مقاومة ضغط الماء: يغطس حتى عمق 20000 قدم (6000 متر)
مرسل إشارات الموقع تحت الماء: 37.5 كيلو هرتز.



رابط المصدر

[libyan-ame]

شكرا لك ونفعنا الله بما قدمت



تحياتي