[محمد احمد عسيري]

لوبورجيه: «إيرباص» تلمع بطراز «إيه 350» الجديد.. و«بوينغ» تحاول لملمة جروح «دريم لاينر»
سوق الطائرات الحربية تعاني من صعوبات خفض الميزانيات الدفاعية

طلبيات ضعيفة على الطائرات العسكرية في معرض لوبورجيه متأثرة بميزانيات الدفاع المنخفضة

انطلقت أمس فعاليات معرض لوبورجيه الدولي للطيران (شمال باريس) في نسخته الخمسين وسط توقعات باشتداد المنافسة بين عملاقي صناعة الطائرات المدنية، شركة «بوينغ» الأميركية وشركة «إيرباص» الأوروبية، بينما سوق الطائرات الحربية تعاني من صعوبات حادة خصوصا في العالم الصناعي بسبب خفض الميزانيات الدفاعية.
ويشارك هذا العام 2215 عارضا و130 طائرة مدنية وحربية من آخر ما أنتجته مصانع العالم ستقوم غالبيتها بطلعات استعراضية فوق أرض المعرض الذي يحظى بتغطية إعلامية واسعة (ما يزيد على 3200 صحافي من كل أنحاء العالم). ويستضيف المعرض 30 جناحا للدول المشاركة فضلا عن أجنحة الشركات العارضة التي تستفيد من 54 ألف متر مربع مغلق إضافة إلى الساحات الخارجية.

ويعد معرض لوبورجيه أحد أكبر المعارض العالمية لصناعة الطيران لجهة عدد المشاركين فيه. وينتظر أن يرتاده حتى اختتام فعالياته في 21 يونيو (حزيران) الحالي ما لا يقل عن 350 ألف شخص بينهم 50 ألف أجنبي غالبيتهم من المعنيين بصناعة الطيران والفضاء.

وقال المنظمون إن ما لا يقل عن 290 شركة عالمية ستؤم المعرض هذا العام. وسيتوافد إلى المعرض عشرات وزراء الدفاع وكثير من كبار الضباط من كل البلدان للاطلاع على أحدث ما أنتجته الصناعات الجوية والفضائية والإلكترونية. وينتظر أن تحظى الأجنحة المحدودة التي تعرض طائرات من غير طيار باهتمام استثنائي هذا العام باعتبار أن هذا القطاع هو الوحيد الذي يتطور بالنظر للدور الذي تلعبه الطائرات من دون طيار في الحروب الحديثة.

ومنذ اليوم الأول، بدأ «الماتش» التنافسي بين «بوينغ» و«إيرباص» في الإعلان عن العقود التجارية بمناسبة المعرض، وتحديدا فيما خص الطائرات بعيدة المدى المتمثلة من جانب «بوينغ» في طائرة «787 دريم لاينر» و«طائرة 777 - 300 إيه آر»، وطائرة «إيرباص» «إيه 350» ذات البدن العريض التي قامت بأول رحلة طيران تجريبية الأسبوع الماضي انطلاقا من قاعدة «إيرباص» في مدينة تولوز الفرنسية. وستقوم طائرة «دريم لاينر» بطلعات يومية فوق أرض مطار لوبورجيه.

وكشفت شركة «بوينغ» عن توقيع عقد بيع 10 طائرات «787 دريم لاينر» لشركة تأجير الطائرات جيركاس سيتم تسليمها فيما بين 2019 و2021، وعن عقد آخر تبيع بموجبه تسع طائرات «بي 777 - 300» لشركة الطيران القطرية. وتقدر قيمة العقد الأخير بـ2.8 مليار دولار. كما أعلنت الشركة عن بيع أربع طائرات «ماكس 737» وهي نسخة معدلة من طائرة «737» لشركة النقل اليابانية «سكاي مارك».

وجاء المعرض في الوقت المناسب لعملاق «سياتل»؛ إذ نجح في التغلب على الصعوبات التقنية التي لحقت بطائرته «دريم لاينر» التي توقفت عن الطيران لفترة ثم سمح لها بالطيران مجددا بعد أن أوجدت الحلول التقنية لمشكلتها. وينتظر أن تشهد الأيام المقبلة للمعرض الإعلان عن صفقات إضافية لـ«بوينغ» التي تعتمد سياسة مختلفة عن «إيرباص»؛ إذ تفضل الإعلان عن عقودها تباعا، بينما «إيرباص» تسعى غالبا للاستفادة من المعارض الجوية للكشف عن صفقاتها. وسعت «إيرباص» لإعادة الأضواء لطائرتها العملاقة «إيرباص إيه 380» بعد الصعوبات التي عانتها والمتمثلة في ظهور تشققات صغيرة على أجنحتها.

وأعلنت «إيرباص» عن عقد بيع 50 طائرة متوسطة المدى من طراز «إيه 320 نيو» الموفرة في استهلاك الوقود، إلى شركة التأجير الأميركية «IFLC» بقيمة إجمالية رسمية تبلغ 5 مليارات دولار. كذلك أعلنت «إيرباص» عن عقد تبيع بموجبه عشرين طائرة «إيه 380» لشركة تأجير أخرى هي «DORIC» وتبلغ قيمة العقد الرسمية 8 مليارات دولار. وتريد «إيرباص» مقارعة «بوينغ» في القطاع الذي بقي طويلا حكرا على الشركة الأميركية وهو قطاع الطيران بعيد المدى بعد أن جعلت من طائرة «إيه 380» المنافسة الوحيدة لطائرات «جامبو» الأميركية. وأعلنت الشركة أن الطائرة الجديدة ستقوم بطلعة فوق أرض لوبورجيه.

وأفادت دراسة لـ«بوينغ» أن القطاع المذكور سيحتاج في السنوات العشرين المقبلة إلى 8490 طائرة بعيدة المدى بحيث تبلغ قيمة السوق نحو 2470 مليار دولار وبموازاة ذلك، تريد «إيرباص» أن تضع في الواجهة طائرة النقل العسكرية المسماة «إيه 400 إم» التي عانى برنامجها من التأخير. وتطمع «إيرباص» أن تحظى الطائرة الجديدة بإقبال من الجيوش الأوروبية التي كانت تفتقر حتى الآن إلى طائرة من هذا النوع أوروبية الصناعة.

بيد أن مصنعي طائرات آخرين يريدون الاستفادة من المعرض لإثبات وجودهم إلى جانب العملاقين المذكورين. وتريد الشركة الكندية «بومبارديه» جذب الأضواء نحو طائرتها «SERIES C» متوسطة المدى التي تريدها منافسة لطائرة «إيرباص إيه 320» وطائرة «بوينغ 737». وينتظر أن تقوم الطائرة الجديدة بالطيران للمرة الأولى نهاية الشهر الحالي . وأعلنت الشركة عن أنها قامت بتلقي طلبات نهائية لشراء 145 طائرة من هذا الطراز.

وفيما خص الطيران العسكري، لا ينتظر حتى الآن الإعلان عن صفقات كبيرة. ويسعى الروس لجذب الأنظار نحو آخر ما أنتجته مصانعهم من طائرات حربية وهي طائرة «سوخوي 35» التي تعرض في الخارج لأول مرة. وستقوم هذه الطائرات بطلعات استعراضية يومية، إلى جانب طائرات حربية أخرى بينها طائرة «رافال» الفرنسية التي تصنعها شركة «داسو». وتأمل هذه الشركة، بعد العديد من الإخفاقات في الفوز بعقد مع السلاح الجوي الهندي. بيد أن المباحثات تعاني من صعوبات عديدة بسبب المطالب الهندية ورغبة سلاح الجو فيها في تسهيلات كبرى في ميدان نقل التكنولوجيا وتصنيع الطائرات محليا.

وتتوقع شركة «داسو» التي تعمل على برنامج تصنيع طائرة من دون طيار أعطتها اسم «نورون»، في تبني برنامجها أوروبيا، علما بأن الجيوش الأوروبية تفتقر حتى الآن لهذا النوع من الطائرات وهي تعتمد على الصناعات الأميركية والإسرائيلية لسد احتياجاتها. وبرزت أهمية الـ«درون» ليس فقط بوصفها وسيلة لجمع المعلومات والصور؛ بل بوصفها طائرة حربية، وهو ما أظهرته الولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان وأماكن أخرى من العالم.



https://www.aawsat.com/details.asp?se...=#.UcF1EOf8HtA

[وجه الخير]

ان شاء الله الغلبة لبوينج ههههه

شكرا على الخبر