طائرات نفاثة بحجم سيارة الصالون تمنح المسافرين خصوصية الأثرياء
[ طائرات نفاثة بحجم سيارة الصالون تمنح المسافرين خصوصية الأثرياء ]
[ عصر المايكروجيت ]
سمعنا عن المايكرو باص وميني كار لكن أن يظهر نوع جديد من الطائرات النفاثة يطلق عليه المايكروجيت فان شيئا جديدا بل عصرا جديدا من ازدهار الطيران والسفر للجميع قد ظهر.
منذ مدة طرح نموذج لأول طائرة من فئة المايكروجيت هو'اكليبس 500' واليوم طرحت الشركة نفسها طائرة أصغر بحجم سيارة صالون بأربعة مقاعد وبمحرك نفاث واحد فقط انها لثورة تكنولوجية عارمة انه عصر النقل الجوي للجميع.
أما المثير في الأمر أن هذه الفئة من الطائرات قد جعلت من السفر الجوي للاشخاص العاديين أكثر خصوصية بعد أن كان ذلك حكرا على الأثرياء فقط..!
في نهاية الشهر الماضي أقيم معرض الطيران العام (طائرات فردية وخاصة) في أوشكاش بولاية وسكانسون الأميركية تحت رعاية اتحاد الطائرات الاختبارية الأميركي وقد حضره أكثر من 600 ألف زائر، ولكن معرض أوشكاش الذي أطلق عليه ايرفنتشار AIRVENTURE كان مغايرا للمعارض التي أقيمت في السابق تماما، فقد جاء أكثر نضجا وتحديا ومنافسة هذه المرة اشتمل على مؤسسات لأفراد كانوا في ما مضى يعتبرون من الهواة، حيث كانت بصمتهم طائرات 'المايكروجيت' العصرية النفاثة التي قلبت الموازين بروعتها التصميمية وتكنولوجيتها العالية وفوق كل هذا بساطتها وسهولة تشغيلها من قبل المشغلين. مما ساعد في تدني سعرها وجعلها أسهل اقتناء من قبل المؤسسات وحتى مجموعة من الناس ذات دخل مرتفع من المدخول ليس من الضروري أن يكونوا من الأثرياء.
[ ما الحاجة إلى امتلاكها؟ ]
لا شك أن العولمة قد أثرت وبصورة طاغية على العالم أجمع ولم تترك أحدا الا واستوعبته في جعبتها ان تغير ظروف العمل الحالية عما كانت عليه في السابق، الى جانب توافر التكنولوجيا واتاحتها صناعيا للمستهلك العادي قد جعل من الممكن امتلاك أفراد أو شركات ومؤسسات متوسطة الحجم أوحتى تأسيس شركة للتاكسي الجوي عبر امتلاك أسطول من طائرات المايكروجيت تلك وتأجيرها بأسعار رمزية مثل سعر مقعد لدرجة رجال الأعمال لشركة طيران عالمية مرموقة (3000 دولار أميركي)، لقد أصبح من الأهمية بمكان للعديد من تلك الشركات والمؤسسات ممن يشكل عندهم عامل الوقت فرقا واضحا في الانتاج والربحية أن يستخدموا مثل هذا النوع من الطائرات ذات الكلفة التشغيلية المنخفضة جدا، في تنقلات مديريهم. وبناء على ذلك فان طائرات المايكروجيت تلك غدت واحدة من وسائل النقل المهمة جدا في سوق الطائرات ويلعب عامل السعر دورا مهما في تزايد الطلب عليها حيث تتراوح أسعارها مع اختلاف أنواعها من مليون الى 3 ملايين دولار وهو سعر يجعلها سهلة الاقتناء بالنسبة لما سبق ذكره بل ان تقارير ذكرت أن بعض الشركات المغامرة الجديدة التي ظهرت على الساحة تفكر الآن في بناء طائرات مايكروجيت أرخص ثمنا بحيث لا يزيد سعر الواحدة منها على المائة ألف دولار.
[ سوق منتعش ومشجع ]
ليست فقط عملية تشغيل مثل هذا النوع البالغ الصغر من طائرات النقل الخاص مربحة من الناحية التشغيلية (خدمة التاكسي الجوي تحت الطلب) بل حتى من الناحية التصنيعية، ان صنع مثل هذا النوع من الطائرات بات يدر الملايين من الدولارات على مصنعيها، حيث بينت التوقعات الأخيرة لسوق الطائرات، التي تم اعدادها من قبل شركة 'امبريير' البرازيلية التي دخلت هذا المضمار عبر انتاج طائرتين من الطراز نفسه، أن الطائرات التي يتوقع تسليمها ما بين عامي 2007-2016 من فئة المايكروجيت قد تتجاوز 2700 طائرة لكن هذا العدد قد يتضاعف وبقوة حيث أن الطلبيات التي تسلمتها شركة 'اكليبس أفييشن' مؤخرا قد بلغ 2500 طلبية حتى الآن لشراء طائرتها الشهيرة 'اكليبس 500' ذات المقاعد الستة وسعر 1.5 مليون دولار لذا فان من المتوقع أن تصل الطلبيات على طائرات المايكروجيت أكثر من 6 آلاف طائرة خلال تلك الفترة.
[ فكرة قديمة لم تطبق لماذا؟ ]
ان فكرة المايكروجيت أوالطائرات الخاصة الصغيرة الحجم أو بما يعرف بالتاكسي الجوي، ليست وليدة اليوم بل تعود فكرتها الى عام 1977 حيث كان صاحبها ويدعو 'توني فوكس' قد قدمها عبر نموذج لطائرة لم يكتمل بناؤها وهي فوكس جيت/FOXJET 600 والتي هي بحجم الطائرات الحالية من فئة 'اكليبس 500' ومثيلاتها لكن العائق وراء بنائها آنذاك كان تكنولجيا وعسكريا قبل ذلك حيث لم تتوافر الأدوات ولا المواد اللازمة لبنائها بالشكل المربح والاقتصادي، وفي الوقت نفسه كانت المحركات البالغة الصغر، التي كان مقررا لها أن تدفعها وهي عبارة عن محركات مشتقة من محركات صواريخ 'كروز' الجوالة، محظورة للتصدير وللاستخدام المدني من قبل وزارة الدفاع الأميركية خشية الوقوع بأيدي السوفيت عبر الاستخدام المدني.
[ تهبط أينما تريد ]
من أهم مميزات طائرات المايكروجيت الخفيفة جدا اضافة الى تقدمها التكنولوجي وقمراتها المتطورة، هو في امكاناتها على الهبوط على المدارج والمهابط القصيرة جدا والاقلاع منها مرة أخرى، الأمر الذي يساهم في انتشارها بكثرة وصحة تسميتها بالتاكسي الجوي حيث تذهب الى كل مكان ناء ويضاف الى ذلك التسهيلات حول العالم مع وجود 10 آلاف مطار في الولايات المتحدة وحدها يمكنها الهبوط فيها والاقلاع منها الى جانب أكثر من ألف مطار في أوروبا والكثير في العالم أجمع فهي لا تحتاج سوى الى مدرج بطول 700 متر فقط لاستخدامه وهو نصف المسافة التي تحتاجها أصغر طائرات الركاب التي تعمل في الخدمة حاليا وهي بذلك تستطيع أن تجمع الزبائن في أقصر وقت ممكن وعند أقرب مدرج للطائرات ثم توصيلهم الى مقار الاجتماعات أوالمواقع البعيدة للمصانع أومنتجعات الصيد في البرية التي لا تبعد عن مدارج الهبوط والاقلاع العاملة. أما المفاجأة الكبرى فكانت في اقتحام شركة 'هوندا' اليابانية لصناعة السيارات هذا المضمار من خلال طائرتها الواعدة 'هوندا جيت' والتي يتوقع أن تتلقى طلبات كثيرة في المستقبل القريب.
17-08-2007,
05:38 PM
سـاحـة الطائرات Aircraft yard
طائرات نفاثة بحجم سيارة الصالون تمنح المسافرين خصوصية الأثرياء
