[عاشق A380]

كيف أقصت ثنائية المحركات أسطورة العنقاء ذات الأربعة؟
عملاق بمحركين

الحديث عن تطوير الطائرات لا ينتهي أبدا؛ وإذا ما تطرقنا لأكبر طائرات الركاب الحديثة العاملة في الوقت الحاضر، فإن أنواعا عديدة تستحق الإطراء؛ وقد يتجه البعض إلى أحدث تلك الطائرات وهي البوينغ 787 دريملاينر التي دخلت الخدمة حديثا مع شركة طيران ANA اليابانية، والتي صنعت كليا من المواد المركبة. إلا أن هذه الطائرة ورغم حداثتها فإنها تحتاج إلى فترة كي تثبت جدارتها، وهو أمر غير مستبعد نظرا لعراقة الشركة الصانعة لها. أما إذا ما أردنا أن نتحدث عن واقع ملموس، فإن طائرة البوينغ 777 ذات البدن العريض والمحركين الاثنين العملاقين قد تكتسح النقاش. وهذا لا يأتي من فراغ؛ بل من حقائق وتجارب ميدانية تشبه تلك التي حققتها البوينغ 707 قبل نصف قرن لكن بأربعة محركات بدلا من اثنين فما هو الفرق؟
دخل مفهوم طائرة الركاب من فئة البدن العريض والمحركين للمديين المتوسط والطويل حيز التنفيذ مع بداية الثمانينات، بعد نجاح إيرباص في صنع طائرتها الأولى إيرباص 300 قبل ذلك في السبعينات. وكان العالم قبلها يستخدم الطائرات ذات المحركات الأربعة أو الثلاثة في المسافات الطويلة أو تلك التي تعبر المحيطات، عندما جاءت فترة نهاية التسعينات لتنهي تلك الهيمنة مع ظهور عملاق بمحركين قضى على تلك الديناصورات ويحدث تحولا كبيرا في مفهوم صناعة طائرات الركاب من الحجم الكبير والمدى الفائق.

مفهوم ETOPS
يتلخص مصطلح ETOPS بأنه مقدار قدرة الطائرة ذات المحركين في الاستمرار بالتحليق لأقصى مدة ممكنة لأقرب مطار بديل، سواء بمحرك واحد عند تعطل الآخر، أو بمحركين لكن بارتفاع طيران منخفض نتيجة اختلال الضغط في الكابينة أو حدوث عطل ما يتطلب ذلك. وقد أخذت بوينغ على عاتقها تطوير هذا المصطلح أو المفهوم وتحسينه كي تطبقه على طائراتها الحديثة كالبوينغ 777 و787، وكان أن طبقته بمحدودية على طائرات فئة 767 لكنه انطلق بقوة مع النموذج 777 الذي بات معيارا لهذا المفهوم بعد أن أثبت نجاحا منقطع النظير من خلاله.
كان مفهوم ETOPS أو – Extended range Twin engine OPerationS – يقتصر على إتاحة مدة 60 دقيقة أو ساعة حينما تكون فوق المحيطات أو المناطق غير المأهولة كالصحارى القاحلة حتى تجد مطارا أو مهبطا ملائما كي تهبط فيه، ومن ثم ومع تطور المحركات النفاثة شيئا فشيئا تمت زيادة تلك المدة كي تصبح 75 دقيقة ثم 90 ثم 120 دقيقة أي ساعتان، وما لبث أن امتد ليصبح 138 دقيقة وتطور ليصبح 180 دقيقة أي ثلاث ساعات، ولم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه ليصل إلى 207 دقائق واليوم تم بلوغ 240 دقيقة أي أربع ساعات متواصلة فما فوق، حيث اقتصر 330 دقيقة على طائرات بوينغ من فئة 777 فئة 200ER و200LR و200ERF و300ER شريطة أن تكون مزودة بمحركات من طراز جنرال إلكتريك الجبارة فئة GE90 ذات قوة الدفع القصوى التي تتجاوز 115 ألف رطل وهي بذلك أقوى المحركات النفاثة في العالم من دون منازع.

أسطورة من الطراز الأول
منذ اللحظة التي صنعت فيها بوينغ طائرتها الفئة 777 بزغ نجمها لكن بعد فترة معينة، حيث حقق النموذج 200ER قفزة نوعية مكنته من منافسة إيرباص غريم بوينغ اللدود، وأن يبث فيهم الرعب والقلق، لدرجة جعلتهم يطورون طائرتهم المخضرمة من طراز 340 كي يلحقوا بها فظهر النموذجان كبيرا الحجم 340 – 500 و600. لكن ذلك لم يمنع بوينغ 777 من تحقيق إنجازات يشهد لها التاريخ، حينما تمكنت طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز الأميركية من التحليق بمحرك واحد نتيجة تعطل الآخر لمدة استغرقت 3 ساعات و12 دقيقة لتسجل رقما قياسيا في الكفاءة من دون أن يحد ذلك من قدراتها، وفي مناسبة أخرى تمكن النموذج 777-300 ER من التحليق بمحرك واحد في تجربة خاصة لمدة 389 دقيقة أي 6 ساعات و29 دقيقة من دون أن تفقد الطائرة ارتفاعها ولا سرعتها.

البحث عن مزيد من الكفاءة
خلال الفترة لنهاية العام الماضي، كشفت التوقعات عن خطة طموحة لتطوير نموذجي بوينغ 777 الآخيرين وهما 200LR و300ER اللذين يحظيان بالعديد من المبيعات خصوصا النموذج 300ER الأكبر في العالم. وعلى الرغم من التحسينات التي أضيفت على هذين النموذجين فإن التهديد الذي يمثله نموذج إيرباص الجاري صنعه في الوقت الحالي وهو A350 XWB وفئاته الأربع 800 و900 و1000 و900R المخصص للشحن، كونها نماذج جديدة ومصنوعة بالكامل من المواد المركبة على غرار طائرة بوينغ 787 دريملاينر، ارتأت بوينغ بعد إلحاح من شركة طيران الإمارات، صاحبة أكبر أسطول من طائرات بوينغ 777 في العالم من دون منازع، أن يتم طرح نموذجين متطورين من النموذجين 777 200LR و300ER الحاليين أطلقت عليهما 777 – 8X و– 9 X بحيث يتمتعان بقدرات فائقة على قطع المسافات الطويلة جدا مع حمولة أكبر من الركاب والشحن، وبكفاءة عالية واقتصادية في الوقود والعناية بالبيئة. وعلى الرغم من عدم كشف بوينغ لمزايا هذين النموذجين الجديدين قيد الدراسة، فإن الخبراء يعتقدون أن بوينغ ستستخدم التكنولوجيا المستخلصة من نموذجي بوينغ 787 و747-8 في تحسين هذين النموذجين الجديدين بحيث يكون هناك جناح جديد وتحسين محركات جنرال إلكتريك الجبارة فئة GE90 المستخدمين مع إلكترونيات وأنظمة حديثة كليا إلى جانب نظام السيطرة على الطيران العامل بالأوامر الكهربائية.

مبيعات هائلة
إن لنجاح طائرة البوينغ 777 لقصة مشابهة لقصة نجاح البوينغ 707 قبل نصف قرن من الزمن، حيث بلغت مبيعات هذه الطائرة 1355 تقريبا أي حطمت حاجز الألف في مدة قصيرة نسبيا بالنسبة لطائرة ثقيلة من فئة البدن العريض ويتجاوز ثمنها 250 مليون دولار أميركي. كما أن انتشارها بات أمرا ملحوظا نظرا لعدم وجود طائرة تضاهيها في الأداء. فالنماذج الأخيرة تمت إطالة أجنحتها بواقع 6.5 اقدام (1.98 متراً) من خلال إضافة وصلة متراجعة للخلف إلى اطرافها، لتحسين انسيابيتها الهوائية وكفاءتها في استهلاك الوقود وفي تخفيض طول المدرج اللازم لإقلاع الطائرة وتعزيز سرعة اكتسابها للارتفاع في الجو، كما وتسمح مجموعة آلية الهبوط شبه المائلة إلى الوراء للطائرة بالاقلاع من مدارج أقصر. وأيضا لم تغفل بوينغ في تزويد الطرازين قياسياً ببرنامج إلكتروني لمنع ملامسة الذيل لأرض المدرج. ويساعد هذا البرنامج في منع ملامسة واحتكاك ذيل الطائرة سهواً بأرض المدرج لدى الاقلاع أو الهبوط، من خلال إصدار أوامر تزيد ارتفاع الذيل إذا تجاوز انخفاضه نسبة السماح المحددة مسبقاً. إذا فهناك الكثير كي تتم إضافته في النموذجين المقترحين – 8X و– 9 X وهذا ما يتوقع للطائرة أن تحوز مزيدا من الطلب في النصف الأخير من العقد المقبل. إنها بحق طائرة غيرت مفاهيم النقل الجوي.

نهاية طائرة عظيمة
بعد عشر سنوات أو عقد كامل من التحليق والإنجازات، أنهت إيرباص أيقونة من أيقوناتها الرائعة ألا وهي طائرتها الرباعية المحرك A340. إن قصة هذه الأيقونة الطائرة في الأعالي بدأت في عام 1987 حينما أرادت إيرباص صنع طائرة من فئة البدن العريض والمدى الطويل بواسطة أربعة محركات نفاثة على غرار البوينغ 707 الشهيرة، والتي كانت تضطلع بهذا المنوال، لكن ببدن ضيق، وهذا تمخض عن نموذجين اثنين في بادئ الأمر، هما -200 و-300 وكلاهما حققا أرقاماً قياسية في المدى، لكن عدم توافر المحركات المناسبة لدفع تلك الطائرات واضطرار إيرباص إلى تزويدها بمحركات صغيرة من فئة CFM-56 المخصصة في الأساس لدفع طائرات أصغر حجماً منها قتل قدرات تلك الطائرة على الانتشار، وتحقيق توقعات إيرباص من أن كفاءة الطائرات في المدى الطويل الذي يتجاوز العشرة آلاف كلم تكون أفضل لدى الطائرات ذات المحركات الأربعة عن تلك التي بمحركين، إلا أن البوينغ 777 أثبتت عكس ذلك. ومع ظهور النموذجين A340-500 وA340-600 والمزودين بمحركات جديدة صنعت خصيصاً لها وهي «رولز رويس ترنت 500» المتطورة كانت إيرباص تأمل في أن تصيب بوينغ في مقتل، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيها، وحدث العكس، ولم يحقق النموذج -500 أكثر من 40 طلبية، وجاءت بوينغ 787 لتنهي A340، بعد أن اتجهت إيرباص إلى إنتاج الطائرة A350 XWB بمحركين اثنين، فقررت إنهاء مشروع الطائرة نهائياً رغم تمتعها بتكنولوجيا لم تكن مسبوقة. واليوم يقدر عدد الطائرات التي أنتجت بـ 379 طائرة من A340 لدى لوفتهانزا العدد الأكبر نحو 51 طائرة في العالم، وتنوي تشغيلها حتى موعد تقاعدها. لقد كانت هذه قصة أحدث طائرة صنعت في التسعينات من القرن الماضي.



رابط المصدر

[superfly]

فعلا قصة للعبرة

قصة الكفاح و الهيمنة

قصة التطور و العراقة

فعلا انها البوينغ 777

جاءت و بكل قوة بمحركين جبارين للمسافات البعيدة
لتقضي على آمال ايرباص

superfly

[الكابتن أبو سامي]

انها بوينج يا عالم !!

[عاشق 330]

صح بوسامي

هذي بوينج ياعالم

[(((AIRBUS)))]

بوينج شركة عريقة ولها سمعتها الخاصة في سوق الطائرات ولا ننسى ايضا مجهود الايرباص المتواصل في تطوير طائراتها والعمل على المحافظة على سمعتها ولكن كما نعلم جميعا ايرباص بدأ عهدها في اوساط السبعينات الى بداية الثمانينات يعني من وقت قريب ولكن بوينج قبل ذلك التاريخ بكثير من ايام عندما كانت قمرة القيادة عدادت وبسيطة وكانت في وقتها شئ حديث العهد ثم تطورت بوينج رويدا رويدا تماشيا مع تقدم العصر الى ما وصلت اليه الآن من تقدم تماشيا مع عصر السرعة والحداثة والالكترونيات عكس ايرباص التي بدأت في الوقت المذكور سابقا اي في عصر بداية الالكترونيات فما كان ذلك الا ان نرى جميع طائراتها مجهزة بأفضل وسائل التطور والامان,وهناك امر آخر الايرباص بفضل بديهيتها وذكائها عندما بدأ في الثمانينات استطاعت الانتشار وتحقيق النجاح في مدة قياسية الى عامنا هذا 2012 اما بالنسبة للبوينج فهي وبكل جدارة ناجحة من اوائل التاريخ حين نشأت قبل تلك المدة بكثير فتخيلو لو كانت نشأت حديثا كما الايرباص ومع ذلك النجاح الباهر التي تحققه كيف ستكون الآن شئ محترم جدا
وفي الاخير لا يسعني سوى القول بالتوفيق للشركتين
كلا الشركتين تستخدم خطط تنفيذية وتسويقية ممتازة لكي تكسب زبائنها
والمنافسة ما زالت مستمرة الى ان يشاء الله
شكرا لك يا عاشق 380 على نقل هذا المقال الجميل
وتعبيره الاجمل
تحياتي

[MeSh3L_89]

تقرير جميل جدا ، معلومه اول مره اسمعها ان777 ممكن تطير بمحرك واحد لااكثر من 4 ساعات