[EK-A380]

في ظل ظروف وأوضاع إقتصادية عالمية متقلبة ومتذبذبة سمتها الرئيسية إرتفاع الأسعار الذي يكاد يطول كل شيء، تأتي شركات الطيران الإقتصادي لتشكل خيارا جديدا للمسافرين بعيدا عن الغلاء الذي يجتاح الطيران التجاري بشكل عام، فضلا عن الشروط التي تضعها شركات الطيران الرئيسية التقليدية والقائمة الطويلة من الرسوم والضرائب التي تضعها على المسافرين والتي تقفز بأسعار التذاكر في نهاية المطاف الى أضعاف مضاعفة بالمقارنة مع أسعار تذاكر الطيران الإقتصادي.
وتعد فكرة الطيران الاقتصادي جديدة نسبياً في الشرق الأوسط، مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولكنها سرعان ما أثبتت قدرة على المنافسة مع شركات الطيران التقليدي.
وترى مصادر عاملة في قطاع الطيران الإقتصادي بالمنطقة أن معظم شركات الطيران التقليدية تقوم برفع أسعار تذاكرها، وأسعار الخدمات الإضافية المقدمة لعملائها بهدف تعويض ارتفاع تكلفة الوقود والضرائب والتأمين والرسوم الأخرى، أما بالنسبة لشركات الطيران الاقتصادي فإنها تعمد إلى عدم رفع أسعار تذاكرها إلا اذا كان هناك حاجة ضرورية.
ومعلوم أن نموذج الطيران الاقتصادي قائم على تقليل الخدمات الإضافية إلى الحد الأقصى وإتاحة فرصة اختيار الخدمات التي يحتاجها العملاء ودفع ثمنها، ففي حالة الطيران التقليدي يقوم العميل بدفع قيمة الخدمة حتى دون أن يستعملها، بيد أنه في حالة الطيران الاقتصادي، فإن المسافر يدفع ثمن الخدمة التي يحتاجها فقط وبأسعار مخفضة جداً مقارنة مع الطيران التقليدي.
وتضيف المصادر أنه بالرغم من إرتفاع تكاليف التشغيل، إلا أن شركات الطيران الاقتصادي توفر معدلات عالية من السلامة من خلال الإلتزام بمعايير عالية بهدف خدمة عملائها بأكثر الطرق سلامة وفعالية، موضحة أن ان شركات الطيران الإقتصادي تعمل على تعزيز مكانتها من خلال توظيف أرباحها في زيادة حجم الأسطول وعدد وجهاتها حول العالم.
ويرى خبير طيران يعمل في إحدى شركات الطيران الإقتصادي في قطر أن قطاع الطيران عموما من القطاعات المعرضة بإستمرار للتأثيرات الناجمة عن التقلبات في أسعار الوقود، موضحا أن شركات الطيران الاقتصادي تتغلب على الظروف والتحديات التي تواجهها عند ارتفاع تكاليفها التشغيلية من خلال عدة سياسات، ولو أن خيار الزيادة في أسعار التذاكر يبقى خيارا متاحا إذا ما إستمرت أسعار الوقود في الإرتفاع وفي حال إستمرار التضخم بالتصاعد.
ووفقا لخبير الطيران الذي طلب عدم ذكر إسمه، فإن معظم شركات الطيران التقليدية تقوم برفع أسعار تذاكرها أو أسعار الخدمات الإضافية المقدمة لعملائها بهدف تعويض ارتفاع تكلفة الوقود والصيانة وقطع الغيار والضرائب والتأمين والرسوم، أما بالنسبة لشركات الطيران الإقتصادي فإنها تلجأ إلى عدم رفع أسعار تذاكرها إلا إذا كان هناك حاجة ماسة، وبالتالي فإن نسبة الفرق بين أسعار التذاكر تبقى كما هي دون تغيير.
من جانبه، قال فادي سلامة مدير إحدى مكاتب شركات الطيران الإقتصادي في الدوحة ان الأسعار المخفضة هي نتيجة الاستعمال الأمثل للطائرات وتقليص النفقات غير الضرورية سواء الإدارية وغيرها مع تحقيق استفادة قصوى من التشغيل لتحقيق الأرباح وتوفير أفضل الخدمات للمسافر من خلال جعله مصدر القرار والاختيار بدلا من إرغامه على دفع خدمات لا يريدها في الأساس كوجبة الطعام والتذاكر الورقية مع توفير أعلى درجات السلامة.
وأضاف سلامة يقول إن سوق النقل الجوي في المنطقة بشكل خاص ينمو بنسب مرتفعة تصل الى 7.5% سنويا، حيث يأتي دخل شركات الطيران الإقتصادي من أسواق الطيران الداخلية، بينما يتوقع زيادة هذه النسبة مستقبلاً مع الإقبال الذي يشهده من المسافرين في المنطقة ما يوضح أن التجربة ناجحة، ولكنها مازالت تحتاج إلى مزيد من الوعي، لأن سقف التوقعات ما زال عاليا جداً بالنسبة للطيران الإقتصادي في المنطقة.
ويهدف الطيران الإقتصادي إجمالاً الى توفير وسيلة سفر جوي اقتصادية، فيما ساهم دخول شركات جديدة أسواق المنطقة في ارتفاع جودة الخدمة والتنافس في الأسعار واختفاء عبارة "إنتظار" أو "لا يوجد مقعد"، فضلا عن كسر الإحتكار الذي كان موجدا في السوق.
ويقوم مبدأ عمل نموذج الطيران الاقتصادي على تخفيض الخدمات الإضافية إلى الحد الأقصى المتاح، وإعطاء العملاء فرصة اختيار الخدمات التي يحتاجونها ودفع ثمنها، ففي حالة الطيران التقليدي يقوم العميل بدفع قيمة الخدمة دون استعمالها في أغلب الأحيان بينما في حالة الطيران الإقتصادي فإن المسافر يدفع ثمن الخدمة التي يحتاجها أو يستخدمها فقط وبأسعار مخفضة.
ويقول سلامة إنه لا توجد هناك علاقة بين الطيران الاقتصادي والطائرات القديمة، بل بالعكس، تحرص شركات الطيران الإقتصادي على شراء طائرات جديدة، حيث تملك الشركات في الوقت الراهن أسطولاً جديداً لا يتجاوز عمره أشهراً.
وتملك شركات الطيران الاقتصادي أسطولاً جديداً من الطائرات وتقصد وجهات قريبة في المنطقة العربية والدول المجاورة وشبه القارّة الهنديّة، ما ينفي اتهامات البعض لشركات الطيران الاقتصادي بافتقاد الحد الأدنى من الخدمات الأساسية مقارنة بأسعار التذاكر.
ومعظم أساطيل شركات الطيران الإقتصادي هي من طائرات جديدة مجهّزة بمقاعد وخدمة متميزة ووسائل ترفيهية على متن الطائرة.
وتحرص أغلب شركات الطيران الاقتصادي منذ نشأتها على التعاقد مع شركات عالمية لتحديد معايير الجودة والكفاءة التشغيلية وضمان تطبيقها.
وقال سلامة إن شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة تعد من شركات الطيران القليلة حول العالم التي تحقق أرباحاً، مؤكدا أن ذلك يعود الى أدائها المتميز وإدارتها الحكيمة للتكاليف مع حفظ معايير الجودة.
وقدر سلامة نسبة إستحواذ الطيران الإقتصادي على سوق السفر بالمنطقة بنحو 40%.
وكانت العربية للطيران التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها أول شركة طيران اقتصادي يتم تأسيسها في المنطقة عام 2003، وهي تقدم خدماتها حاليا من خلال أكثر من 60 وجهة سفر حول العالم، ثم تبعها إنشاء شركة طيران الجزيرة في الكويت بعدها بعامين، تلتها شركتي طيران في السعودية، هما ناس وسما، ثم جاءت شركة طيران البحرين، تلتها شركة فلاي دبي أحدث شركة طيران اقتصادي تدخل السوق الخليجي.

رابط المصدر:
https://www.al-sharq.com/news/details...9#.VVwEkd1NG8A

[The_Leader4]

اوف 40% نسبة كبيرة جدا

[libyan-ame]

أعتقد إنها حصان الرهان الأسود



تحياتي