[عاشق A380]

طغى موضوع سلامة الطيران على مؤتمر اتحاد النقل الجوي الدولي “أياتا” السنوي في مدينة ميامي الامريكية.
وتصدر الحادث الذي تعرضت له الخطوط الجوية الألمانية “جيرمان وينغز” الذي تسبب به مساعد الطيار عمدا قبل أشهر فوق جبال الألب الفرنسية وراح ضحيته ما يقارب 150 راكبا بسبب مشاكل نفسية، تصدر تعليقات ومباحثات شركات الطيران في ظل صعوبة إكتشاف بعض هذه المشاكل النفسية وسبل التحقق منها والجزم بما هو خطير ويمكن أن يعرض سلامة الطيران والركاب للخطر.
وقد شارك “أياتا” في اللجنة الاستشارية لوضع قواعد الطيران “ARC” التابعة لإدارة الطيران الفيدرالية والتي تدرس المشاكل النفسية والعقلية عند الطيارين.
وقال مسؤولون تنفيذيون في مجال صناعة الطيران أن الفحص التجريبي وتدابير الصحة النفسية قد باتت شائعة وتصاحبها تعقيدات تجعل من تطبيقها أمراً صعباً.
وتوفر شركات الطيران والسلطات في الولايات المتحدة الأمريكية نقاشاً سرياً بين الطبيب ومريضه بالإضافة إلى فحوصات تجريبية وطبية للطيارين ، إلا أنها ستستغرق بعض الوقت ريثما تحقق العملية بأكملها تقدماً.
ويبدو أن شركات الطيران ستتجه لإجراء فحوصات نفسية دورية لطياريها.

تقرير اداء سلامة الطيران
وأظهر تقرير اداء سلامة الطيران التجاري للربع الاول من 2015 الصادر عن ”أياتا” ان المعدل العالمي الأولي لحوادث الطائرات النفاثة 0.38 في الربع الأول من عام 2015، والذي يعادل حادثا واحدا لكل 2.6 مليون رحلة جوية.
ويعتبر هذا تحسناً بالمقارنة مع معدل السنوات الخمس الماضية، التي بلغ فيها معدل الضرر غير القابل للإصلاح على الطائرات العالمي 0.45، إلا أنه أعلى من معدل عام 2014 الكامل، والذي كان أدنى معدل في تاريخ الطيران.
ومعدل الضرر غير القابل للإصلاح في الطائرات التي تعمل على محرك مروحة توربينية 1.98 والذي أظهر تحسناً عن معدل الخمس سنوات مع 2.92 ومعدل 2014 السنوي مع 2.32.
وكان معدل كل الحوادث (الطائرات النفاثة والطائرات التي تعمل على محرك توربيني) للربع الأول من عام 2015 لشركات الطيران الموجودة في سجلّ تدقيق السلامة التشغيلية لاتحاد النقل الجوي الدولي ”IOSA” هو 2.11، وهي قيمة أفضل بما يقارب ضعف معدل شركات الطيران غير التابعة للـ “IOSA” والذي كان 4.10.
من بين 9.8 مليون رحلة جوية (7.9 مليون طائرة نفاثة و 1.9 مليون طائرة تعمل على محرك توربيني) كان هناك 6 حوادث ذات ضرر غير قابل للاصلاح (3 طائرات نفاثة و 3 طائرات تعمل على محرك توربيني).

وتحدث التقرير عن إجراءات اتخذت بعد حدوث ثلاثة حوادث مأساوية:
- رحلة جيرمان وينغز 9525: مشاركة ”أياتا” في اللجنة الاستشارية لوضع قواعد الطيران “ARC” التابعة لإدارة الطيران الفيدرالية والتي تدرس المشاكل النفسية والعقلية عند الطيارين


- الرحلة MH 370 على الخطوط الجوية الماليزية: قام اتحاد النقل الجوي الدولي “أياتا” بدعم والمشاركة في مبادرة تنفيذ عملية تتبع الطائرات العادية متعددة الجنسيات “NATII” والتي تقودها المنظمة الدولية للطيران المدني “ICAO”.
- الرحلة MH 17 على الخطوط الجوية الماليزية: بعد إسقاط رحلة MH 17، تعاونت الحكومات وقطاع الطيران سوية لإيجاد سبل للحد من خطر الطيران فوق مناطق النزاعات.
وتشمل هذه الجهود مشاركة أفضل للمعلومات الحساسة حول مخاطر السلامة مع الطيران المدني. كما ويدعو اتحاد النقل الجوي الدولي “أياتا” إلى توقيع اتفاقية دولية لإدارة تصنيع وتصميم وبيع ونشر الأسلحة المضادة للطائرات.

الاستراتيجية والمعايير العالمية
على صعيد آخر أطلق اتحاد النقل الجوي الدولي برنامج تقييم السلامة القياسية “ISSA” الموجه إلى الشركات غير المؤهلة للحصول على برنامج تدقيق السلامة التشغيلية “IOSA”، إما لأنها تقوم بتشغيل طائرات الحد الأقصى لوزنها عند الإقلاع هو أقل من 5700 كغ وبالتالي لا يمكنها المشاركة في برنامج تدقيق السلامة التشغيلية “IOSA”، أو لأن نموذج العمل لديها لا يتطابق مع معايير برنامج تدقيق السلامة التشغيلية “IOSA”.
وسيقوم “أياتا” بالانتقال هذا العام الى برنامج تدقيق السلامة التشغيلية المعزز “Enhanced IOSA”، والذي يقدم مراقبة مستمرة خلال دورة التدقيق التي تستمر لمدة عامين.
وبرامج التدقيق مثل برنامج تدقيق السلامة التشغيلية المعزز “Enhanced IOSA” وبرنامج تقييم السلامة القياسية “ISSA” تعتبر عنصرا هاما في برنامج النقاط الست للسلامة الذي أصدره اتحاد النقل الجوي الدولي “أياتا” ، وهو نهج قائم على بيانات شاملة لتحديد ومعالجة قضايا السلامة التنظيمية والتشغيلية والناشئة:
- الحد من المخاطر التشغيلية.
- تعزيز الجودة والإلتزام خلال برامج التدقيق.
- الدعوة إلى تحسين البنية التحتية للطيران مثل تنفيذ منهجيات ملاحة قائمة على الأداء.
- دعم التطبيق المتواصل لنظم إدارة السلامة.
- دعم التوظيف والتدريب الفعال لتعزيز الجودة والامتثال من خلال برامج مثل مبادرة اتحاد النقل الجوي الدولي “أياتا” للتدريب والتأهيل، ورخصة طيار الطاقم المتعدد التابعة للمنظمة الدولية للطيران المدني “ICAO”.
- تحديد ومعالجة مشاكل السلامة الناشئة، مثل بطاريات الليثيوم.
وينطوي برنامج إدارة بيانات الطيران العالمية “GADM” تحت هذا النهج التأسيسي للسلامة، حيث يمثل البرنامج مستودع بيانات سلامة شامل.
ويتضمن البرنامج تقارير تحليل تغطي الحوادث والحوادث العرضية والأضرار على الأرض والصيانة والتدقيق، بالإضافة إلى بيانات من حوالي مليوني رحلة طيران وأكثر من مليون تقرير سلامة جوية.
كما وتشارك أكثر من 470 منظمة، من ضمنها أكثر من 90% من شركات الطيران الأعضاء في “أياتا” ، في قاعدة بيانات “GADM” واحدة على الأقل.

السماوات المفتوحة
أيضا طغى على مباحثات إجتماع ميامي موضوع السماوات المفتوحة والخلافات القائمة في هذا الشأن بين عدد من دول الغرب وشركات طيران خليجية أبرزها طيران الامارات والاتحاد والقطرية، حيث تسعى شركات طيران أمريكية إلى حث الولايات المتحدة على تعديل اتفاقات “السماوات المفتوحة” مع الإمارات وقطر اللتين اتهمتهما تلك الشركات بتقديم دعم حكومي يزيد على 40 مليار دولار إلى ناقلاتها الجوية وتشويه المنافسة، وتنفي الشركات الخليجية الثلاث مزاعم الدعم الحكومي.
وفي هذا السياق إعتبر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر إنه لا يرى سببا لأن تقترح حكومات دول الخليج أي تغييرات على سياستها للنقل الجوي لإرضاء شركات طيران أمريكية تزعم أنها تواجه منافسة غير عادلة من شركات طيران خليجية.
وأضاف: ”لماذا يجب على حكومتي أن تقدم أي تنازل؟ هناك اتفاقية وقعتها حكومتان ناضجتان. وتلك الاتفاقات يجري تنفيذها.”
من جانبه قال رئيس طيران الامارات تيم كلارك إنه لا يرى مشكلة ينبغي حلها وذلك لأن اتفاق السماوات المفتوحة يحدد فقط إجراءات الشكوى بشأن تحركات الأسعار وليس الدعم.
وأضاف: “أنه إذا أرادت الولايات المتحدة تقويض اتفاق السماوات المفتوحة فسوف يتعين عليها بالمنطق ذاته أن تلغي الحصانة التي تتيح للناقلات الجوية الأمريكية الاتفاق على مشروعات مشتركة مع شركات أجنبية دون أن تنتهك القواعد المنظمة للملكية الأجنبية”.


https://www.cnbcarabia.com/?p=230749